من هم قوم ثمود
من هم ثمود ؟
أرسل الله نبيّه صالحاً إلى قوم ثمود، فثمود هم قوم صالح ، تميّزوا ببناء منازلهم من الحَجر، وقد اتخذوا من المنطقة الواقعة بين الشام والحجاز سكناً لهم، وذكر ابن إسحاق أنّ المنطقة التي سكنوها هي وادي القرى، وما زالت آثار مساكنهم موجودة إلى الوقت الحاضر، ويمرّ بها الذاهب من الشام إلى الحجاز والعكس.
قال -تعالى-: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ) ، ولم يبعث الله لهم نبياً سوى صالح -عليه السلام-، ومع ذلك قال المرسلين؛ لأنّ الذي يكذّب نبياً واحداً سيكذّب غيره من الأنبياء ، ومنه أيضاً أنّهم كذّبوا صالحاً والذين آمنوا معه، ثمّ طلبوا منه ناقةً تخرج أمام أعينهم من الصخرة، فاستجاب الله لما طلبوا، وأخرج لهم من الصخرة ناقةً ينتفعون من لبنها، وأمرهم ألّا يمسّوها بسوءٍ، لكنهم لم يعتبروا لقوله وقتلوا الناقة.
قصة ثمود قوم النبي صالح
دعا سيدنا صالح -عليه السّلام- إلى توحيد الله -تعالى- وترك عبادة الأوثان والأصنام، كما دعا الأنبياء أقوامهم من قبله، قال -تعالى-: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)، فأراد قومه تكذيبه كمن كان قبلهم من الأقوام، قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ).
واستمرّ قوم ثمود بتكذيب نبيّهم، ورفضوا ترك الشرك وعبادة الأوثان، وأنعم الله عليهم بالعديد من النعم، وجعل لهم مكانةً وقوّة في الأرض، لكنّهم مع ذلك كفروا وجحدوا، وانحرفوا عن صراط الله المستقيم، وتعرّضوا بالأذية لصالح ومن آمن معه، ولمّا أرادوا أن يُعجزوا نبيّهم طلبوا منه معجزةً تدلّ على صدق نبوته، وذلك بأن يُخرج لهم من الصخرة ناقة، أشاروا إلى الصخرة وحدّدوها، ووصفوا الناقة.
ودعا صالح ربَّه أن يُخرج لهم من الصخرة ناقةً، عسى أن يؤمنوا به ويستجيبوا لدعوته، فاستجاب الله دعائه وأخرج ناقةً، وأمرهم أن يُحافظوا عليها من الأذيّة، ولا يمسّوها بسوءٍ، ويشربوا من الماء يوماً، ويدَعوا الماء لها يوماً، لكنهم عصوا أمر نبيهم، وقرروا قتل الناقة وفعلوا ما خططوا له، فتوعدهم صالح بنزول العذاب عليهم بعد ثلاثة أيّام.
قال -تعالى-: (وَيا قَومِ هـذِهِ ناقَةُ اللَّـهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّـهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ قَريبٌ* فَعَقَروها فَقالَ تَمَتَّعوا في دارِكُم ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذوبٍ) .
عاقبة ثمود قوم النبي صالح
قال لهم صالح: تمتّعوا في دياركم ثلاثة أيام، فما كان منهم إلّا أن سخروا منه، واستهزؤوا بما قال، وما هو اليوم الثالث إلّا وأفاق القوم على صيحةٍ نزلت عليهم من السماء، ذات صوتٍ شديدٍ زلزلت الأرض من تحت أقدامهم.
وأهلكتهم جميعاً فلم تُبق منهم أحداً، وهدمت بيوتهم وقصورهم فوق رؤوسهم وسوّتهم بالأرض، ونجّى الله صالحاً والذين آمنوا معه برحمته وفضله، وهو القادر -سبحانه- الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.