من ساند الرسول في الدعوة السرية؟
مَنْ سانَدَ الرَّسول في الدَّعوة السِّريّة؟
زوجتُه خديجة بنت خُويلد -رضي الله عنها-
كانت خَديجةُ -رضي الله عنها- في مُقدِّمةِ هذا الرَّكب العظيم، الّتي وقفت إلى جانب زوجِها وقرة عينِها محمد -صلى الله عليه وسلم-، فكانت لهُ نِعْمَ الزوجة، فصدَّت به وآمنت بنُبوَّته، وأعانته في سبيل نشر هذا الدِّين بمالها وبكلِّ الطُّرق المعنويَّة وشاركتْه الصلاةَ سِرًَّا في بداية الدعوة الإسلاميَّة.
علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
كان عليٌ -كرّم الله وجهه- ثاني من أسلم بعد خديجة -رضي الله عنها- وأول من أسلم الصبيان، وقد كتَمَ إسلامه وكتَمَ أمرَ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وحَفِظَ سرّه، وكانَ يُصلِّي معه في السِّر ويتعلم منه تعاليم الإسلام، مع أنّه كان لم يبلغ الحُلُم بعد.
أبو بكر الصِّدّيق -رضي الله عنه-
وهو أول من أسلم من الرجال الأحرار، وإسلامه كان نافعًا للإسلام وداعمًا للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ كانَ صاحبَ مال وداعية إلى الإسلام، أسلم على يديه عددٌ لا بأسَ به،وكان يبذل ماله في طاعة الله ورسوله ونشر دينه.
الأرقم بن أبي الأرقم
كانَ الصَّحابي الجليلُ الأرقم بن أبي الأرقم من أكْبَر الدَّاعمين للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وقدْ جعَل بيتهُ مكانًا سِرِّيّا يجتمع فيه المسلمون مع رسولهم ليتعلّموا منه أمرَ دينهم، وسبب اتّخاذ النبي من دار الأرقم مقرًّا للدّعوة تتمثّل فيما يأتي:
- إنّ الأرقم - رضي الله عنه - لم يكن معروفاً بإسلامه في البداية، فلم يخطُر ببال قريش أن يكونَ لقاءُ محّمد وأصحابه في داره.
- كان لا يزال فتى لم يتجاوز عمره ستة عشر عامًا، ولهذا فإنَّ الأذهان تنصرف عادة إلى منازل كبار الصّحابة ليجتمع فيها المسلمون.
- قبيلته هي قبيلة بني مخزوم، وهي التي تحمل لواء التنافُسِ والْحرب ضدَّ قبيلة بني هاشم، اّلتي ينتسب إليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، لذا يُستَبْعَدُ أن يتّخِذَ بيته مقرًّا للدَّعوة.
- موقعهُ المُناسِب، حيثُ كان يقَعُ على قِمَّة جبل الصَّفا، وهو مكان يكتظُّ بالمارَّة فلا ينتبه كُفَّارُ قريشٍ إلى تَحرُّكاتهم السِّرِّيّة.
مرحلةُ الدّعوة السِّرِّيّة
بعْدَ أن انتَظَمَ نُزول الوحي جبريل -عليه السَّلام- على سيِّدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم-، جاءَهُ الأَمْرُ من الله -عزَّ وجل- بتبليغِ الإسلامِ ونشرِ تعاليمِه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ*).
وهذه الآيات الأولى من سورة المدثر، وفيها يأمُرُ اللهُ -سبحانه وتعالى- محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بإنذارِ الْبَشَر، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وهذا الأمْرُ يُمَثِّلُ أخطر وأصعب مرحلة في حياته -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنها مرحلة تغيير طريق البشرية، ونقلِهِم من طريق الهلاك إلى طريق النجاة الذي يُؤَدِّي إلى سَعادةِ الدُّنْيا، والنَّجاة العُظْمى في الآخرة.
إذًا مرحلة الدَّعوة السِّرِّيّة هي: الْمرحلةُ الّتي جاءَتْ بعْدَ نُزول قوله- تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قم فأنْذِر)، إلى نزول قوله -تعالى-: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ).
مُدَّة الدَّعْوة السِّرّيّة
استَمَرَت الدَّعْوَةُ السِّرّيّة مُدَّةَ ثلاثِ سنوات، مُنذُ بداية الدَّعوة إلى الله، حتَّى نزل أمْرُ الله -تعالى- بالْجهْرِ في الدَّعوة .
خصائص الدَّعوة السِّرّيَّة
من خصائِص الدَّعوة سرًا ما يأتي:
- بدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعرض الإسلام أولًا على أقرب الناس به من أهل بيته وأصدقائه، ثمَّ بكلّ من رأى فيه خيرًا وحُبًا للحقِّ ممن يعرفهم ويعرفونه حقَّ المعْرِفة.
- كان يُصلِّي سِرًا هو ومن آمنَ معه؛ لئلا يثيروا حفيظةَ الْمُشْركين.
- كانت هذه المرحلة لتكوين الأنصار وجمْعهم لنُصْرة هذا الدِّين.