من خطبة حجة الوداع
تعتبر خطبة حجة الوداع واحدة من أهم الخطب التي ألقاها رسولنا الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم –، حيث تعتبر هذه الخطبة خاتمة الخطب وخلاصة الدين ووصيته الشريفة إلى من سيأتي بعده من المؤمنين والمسلمين ولمن أراد اتباع هديه من العالمين.
تعرّض رسولنا الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى عدد كبير من القضايا الهامة في هذه الخطبة التاريخيّة الهامة، ومن أبرز المواضيع التي تعرّض لها الرسول الأعظم حرمة النزاعات والقتل والدماء بين المسلمين، فأصل الدماء سواء المسلمة أم غير المسلمة أنّها معصومة عن القتل، وقتل المسلم للإنسان المعصوم هو من أكبر ما قد يقترفه الإنسان خلال حياته التي يحياها. كما أكّد الرسول على حرمة شتم الإنسان الآخر أو الطعن فيه أو إهانته بأية طريقة كانت، فهذه الأمور كلّها هي من المحرّمات تحريماً نهائياً وقطعياً، وهي من أشد المحرّمات الأخلاقية التي إن تمّ اقترافها تعرّضت حياة الناس إلى الخطر الكبير والعظيم وسادت الفوضى وسوء الأخلاق وانعدمت الثقة بينهم.
كما وأكدّ رسولنا الكريم على حرمة ما كان متبعاً لدى العرب من عادات قبيحة وغير الإنسانيّة، فالفترة الجديدة لا تتطلّب وجود مثل تلك العادات السيئة والقميئة التي كانت تُلحق الضرر الكبير بالناس والمجتمع على حد سواء.
أكدّ رسولنا الأعظم على دور المرأة في المجتمع وعلى ضرورة أن يتم منحهن حقوقهن لما في ذلك من خير يعم على كافة أفراد المجتمع، فإذا أعطيت المرأة حقوقها فإنّها سوف لن تتوانى عن رفعة أمتها وشعبها، وهذا ما تمّ إثباته اليوم في ظل الثورة الحقوقية التي يشهدها العالم، فالمرأة اليوم في أرقى صورها خاصّة في ظلّ مشاركتها الفاعلة في كافّة الميادين والمجالات، فهي شريك حقيقي في البناء والتطوير.
ومن خلال تلك الخطبة أكدّ الرسول الأعظم على ضرورة أن يكون هناك وحدة وتآلف بين أفراد الأمة الإسلامية جمعاء، فهم كالجسد الواحد. إلى جانب ضرورة تمسّك الناس في كافة الأمكنة والأزمنة بكتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم، لما في ذلك من عصمة لهم ونجاة في الدنيا والآخرة، فالكتاب العظيم والسنة النبوية المطهّرة هما سبيلا النجاة لكل مسلم ومسلمة.