ملخص مسرحية مصير صرصار
ملخص مسرحية مصير صرصار
تبدأ أحداث المسرحية باجتماع ملك الصراصير مع زوجته، والكاهن والعالم، ليناقش المصيبة التي حدثت مع الوزير عندما مات ابنه، بسبب هجوم جيوش من النمل عليه، فعندما مات وانقلب على ظهره، حمله جيش النمل، وعادوا به إلى المنزل كغنيمة ممتازة تكفيهم لشهور طويلة، وكان يريد أن يجد حل للخطر الذي تلحقه جيوش النمل بهم.
ولكن مجتمع النمل كان مختلفًا تمامًا عن مجتمع الصراصير، فالصراصير ليس لديهم نظام ولا تكاتف وتعاون، وكل واحد منهم حر نفسه، والملك لا يحكم أحد إلا نفسه، والوزير يعمل تطوعًا، ويمكن أن يستقيل من عمله في أي لحظة، فطلبوا من العالم إيجاد حل وطريقة يجتمع الصراصير فيها ليناقشوا هذه القضية، فاقترح إحضار الطعام، أما الكاهن فاقترح القرابين والصلاة.
وقد عرف الصراصير بأن عند النمل وزيراً للتموين، يخزن كل الطعام ويستخدمه عند الحاجة، فالنمل همها الوحيد هو الطعام والحرب من أجله، أما الصرصار فيحب الاستكشاف والمغامرة، ويلمس الطعام بشاربه حتى يقرر إذا كان مناسبًا له أم لا، فقرروا وجود مصلحة مشتركة حتى يأتي كل الصراصير إلى الاجتماع.
اختار الملك المصلحة العامة، لأنها الضمان الوحيد للتعاون من أجل مواجهة الأخطار، أو تحقيق المصالح المشتركة، في بدء الملك بتخيل عالم الصراصير أفضل العوالم على الأرض، وتخيل بأنهم يهتمون بالقضايا المعرفية، ولا تهمهم المصالح الشخصية التافهة، عندما تطغى على مصلحة الجميع، وهذا عكس الواقع تمامًا.
العبرة المستفادة من مسرحية مصير صرصار
تميز الأسلوب المستخدم في مسرحية مصير صرار، بالأسلوب الفكاهي المميز، وفي نفس الوقت يوجد فيها العديد من الأفكار الفلسفية العميقة، الموضحة للقارئ بسلاسة كبيرة، ويريد الكاتب إيصال رسالة مهمة للقارئ، وهي أن الكفاح هو فهم فلسفة العصر، وأن القيم التي تتقدم بسببها الشعوب تنبع من حاضرهم ومن الطريقة التي يتعايشون فيها مع بعضهم البعض.
وأعطى مثال على الحضارة الغربية ، التي تعيش استقرار مالي ليس له مثيل، وذلك بسبب اقتصادها الرأسمالي القوي، الذي استطاعت الدول تأسيسه والحفاظ عليه عبر الزمن، فكفاح الشعوب يبدأ من قدرتهم على التعاون من أجل المصلحة العامة للشعب والدولة، مع الابتعاد عن الأنانية والمصلحة الشخصية لكل فرد من أفراد الدولة.
لا بد أن يمتلك كل فرد مسؤولية اجتماعية، فمثلما يطالب كل منهم بحريته، فلا بد أن يكون عليه واجبات تجاه الدولة، ولا بد أن يدرك بأن الحرية الفردية التي يمتلكها لا قيمة لا من دون وجود تعاون مشترك بينه وبين الأشخاص الآخرين الذين يعيشون حوله، فلتحقيق مجتمع مستقر من جميع النواحي، لا بد من حل جميع المشاكل التي تؤدي إلى النزعات القومية والأيدولوجية.
سيستمر القارئ في اكتشاف المزيد عن هذه الرواية، في كل مرة يقرأها فيها، فهي بحر من الأفكار والدلالات، لا ينفذ أبدًا، وهذه هي إحدى سمات الفقر المستقبلي الذي يحقق ذاته، ففي كل مرة سيكون هناك فكرة جديدة وفهم جديد، ورسائل وعبر جديدة مكتسبة.
نبذة عن مسرحية مصير صرصار
مسرحية مصير الصرصار، هي مسرحية عربية من تأليف الكاتب توفيق الحكيم ، ويبلغ عدد صفحاتها 187 صفحة، وتتألف المسرحية من ثلاثة فصول، يحمل الفصل الأول عنوان الصرصار ملكًا، والفصل الثاني يحمل اسم كفاح الصرصار، أما الفصل الثالث فيحمل عنوان مصير الصرصار، وقد ركز الحكيم في هذه الرواية على البعد التراجيدي .
وقد مثّل ذلك في الإصرار على الكفاح، الذي لا أمل فيه، ويوجد تشابه بين الشخصية الذي مثلها الصرصار في هذه المسرحية، مع شخصية الحشرة في رواية التحول، ل كافكا ، كما أن هذه القصة قصة الكفاح بلا أمل، تشير إلى أسطورة سيزيف، الذي حكم عليه أن يدحرج صخرة ضخمة إلى أعلى الحبل، ويعيدها إلى مكانها كلما سقطت إلى الأسفل، وحاول حكيم في هذه المسرحية أن يبني مقاربة بين عالم الصراصير وعالم الإنسان، ووضح أوجه التشابه بينهما.
تعد مسرحية مصير صرصار، إحدى أشهر مسرحيات توفيق الحكيم، وغلب على هذه الرواية الطابع الفلسفي، على الرغم من أنها استوحى كتابتها عندما رأى صرصار يخرج من حوض الاستحمام في منزله، وقد لاقت هذه المسرحة إقبالًا واسعًا من قبل القراء، وحققت نسب مبيعات عالية جدًا، لتكون نقطة تحول في حياة الكاتب.