ملخص عن معجم العين للفراهيدي
تعريف حول معجم العين للفراهيدي
يعدّ الخليل بن أحمد الفراهيدي، رائدًا في مجال تأليف أهم المعاجم العربيّة ، ومن أشهر ما ألفه من معاجم: هو معجم العين، وهذا المعجم يعدّ: مصدرًا لجميع المعاجم العربيّة على الإطلاق.
ألّف الفراهيدي معجم العين في القرن الثاني الهجري، وعدد صفحات الكتاب هي 2500 صفحة.
وقام بكتابة معجم العين الخليل بن أحمد الفراهيدي، وأتمّ كتابته ورتّبه الليث بن المظفر الكناني، تلميذ الفراهيدي بعد وفاة الفراهيدي، وقام بترتيب وتحقيق الكتاب الدكتور: عبد الحميد هنداوي.
وكان هناك كتاب مختصر العين للزبيدي، والذي قام بتنظيم وترتيب معجم العين، وقد بدأ بالهمزة يليها الياء فالواو، وصحح كل ما ورد من خلل في معجم العين، فجاء في العين رجال عقماء والتصحيح رجال عقمى.
وكان معجم العين، أول معجم من نوعه في تاريخ اللغات الإنسانيّة، وسمّي الكتاب باسم الجزء الأول منه، فسمّي كتاب أو معجم العين، لاستهلاله بحرف العين ومتن الكتاب للفراهيدي، والهوامش وضعها المتأخرون من تلاميذه، حينما أرادوا أن يكتبوا ملحوظاتهم على الكتاب.
منهج الفراهيدي في معجم العين
استخدم الخليل بن أحمد الفراهيدي في معجمه، منهج الترتيب الصوتي أو المخرجي، إذ رتّب معجمه ترتيبًا صوتيًا، بحسب أبعد الحروف مخرجًا، فبدأ بالأحرف التي تخرج من الحَلْق، ثم حروف أقصى اللسان، ثم حروف وسط اللسان، ثم وصل إلى الحروف الشفويّة مثل ترتيب الحروف ع-ح-ه-خ-/ ق-ك، فقد راعى الجمع بين تقليبات المدة الواحدة في مكانٍ واحد.
وقد سار على نهجه عددًا من العلماء، فرتبوا معاجمهم ترتيبًا صوتيًا مع مراعاة التقليبات ومن هؤلاء: الأزهري في التهذيب، وابن سيدة في المُحكم ومنهج تأليف معجم العين يقوم على:
ترتيب الحروف
فاللغة العربيّة تتألف من 29 حرفًا، فتوصّل الفراهيدي إلى ترتيب حروف الهجاء صوتيًا، بحسب المخرج مبتدئًا من الأبعد في الحلق، ومنتهيًا بما يخرج من الشفتين، فكان ترتيب الحروف في المعجم كما يلي: ع ح ه خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط ت د ظ ذ ث ر ل ن ف ب م و ي ا ء، وسمّى الفراهيدي كل حرف من هذه الحروف كتابًا.
ترتيب الأبنية
فجذور الكلمات هي ما بين الثنائيّة والخماسيّة، لا تزيد عن ذلك أبدًا، فراعى الفراهيدي في كل حرف من حروف اللغة 29 هذه الأبنية، فيسهل عليه الحَصْر، فجعل هذه الأبنية أساس تقسيم الكتب إلى أبواب، ولم يعتبر الفراهيدي في الأبنية إلا الحروف الأصلية. واستثنى الحروف الزائدة للكلمة، وأرجع الفعل المُعتل إلى أصله، مثال ذلك استغفر: جذرها الثلاثي غَفَرَ.
ترتيب التقاليب
وهو استقصاء تَنَقّل كل حرف من نظامه الأبجدي الصوتي في كل بناء من هذه الأبنية، فحرف العين مثلاً :يمكن أن يتغيّر موقعه في البناء الثلاثي مرتين بأن يكون أولاً أو ثانيًا ،وفي الثلاثي ثلاث مرات بأن يكون أولاً أو ثانيًا أو ثالثًا، وفي الرباعي أربع مرات وهكذا، وسمّيت هذه الطريقة: بالتقاليب لأنها تأتي من تقليب حروف الكلمة المجردة الواحدة في المواضع المختلفة، وقد تتبّه الفراهيدي لتقاليب كل بناء ووضعها جميعًا في الحرف الأول مخرجًا من حروف التقليب، ليسهل الحصر، ولا يُكرر شيئًا من هذه التقاليب.
طريقة البحث في معجم العين
إذا أراد الدّارس أو الباحث أن يبحث في معجم العين، فإنه يجب أن يقوم في البداية، بتجريد الكلمة من حروف الزيادة، وإذا كانت الكلمة جمعًا ردّت إلى المفرد، وإذا كانت مَضعّفة يُستغنى عن التضعيف، وهكذا إلى أن يتم تجريد الكلمة، وإرجاعها إلى أصلها الثنائي أو الثلاثي أو الرباعي أو الخماسي.
فمثلاً كلمة حَامد، تصبح حَ مَ دَ حَمَدَ، وبعد تجريد الكلمة، نرتب حروفها حسب الترتيب الصوتي فتصبح الكلمة : (ح-د-م)، ثم نذهب إلى حيث ترتيب الكلمة في المعجم، فنجدها تحت مادة (ح - د -م) من باب الثلاثي الصحيح، وهكذا نعمل في باقي الكلمات، ف حَ مَ دَ، لها عدّة أشكال مثل: (د ح م) و (م ح د) و(د م ح)، وجميعها مهمله، ويبقى كلمة (ح م د).
الهدف من تأليف معجم العين
وكان الهدف الرئيسي من تأليف الفراهيدي لمعجم العين هو حَصْر ألفاظ اللغة العربيّة، واستيعاب كلام العرب الواضح والغريب، و أُلف ليسجّل التطور الحاصل في اللغة نتيجة الاختلاط الاجتماعي، ولتوضيح الكلمة والإشارة إلى استخدامها، لأن هناك الكثير من الكلمات في اللغة العربية، التي تحتمل أكثر من معنى.
بالإضافة إلى أهمية تحديد النوع الصرفي للكلمة سواء كانت اسمًا أو فعلاً أو حرفًا أو مصدرًا، وبناء مادة سهلة ومُيسرة، لتعلّيم اللغة العربيّة لمن هم ليسوا عربًا، والحفاظ على اللغة العربيّة من الضياع والنسيان.
مميزات معجم العين
ومن أهم ميّزات معجم العين للفراهيدي هي:
- العناية الكبيرة بلغات العرب ونسبتها لأصحابها، ومنها لغات تميم وهذيل واليمن وبني عقيل.
- ذِكِر الألفاظ المتصلة بالنبات والحيوان والأعلام والمصطلحات، مما يضيف غزارة للمعلومات اللغويّة في المعجم.
- ذِكِر المصادر بعد إيراده للفعل، فيتم ترتيب الماضي والمضارع ثم المصدر، ثم الصفات، ثم الجموع من جمع مؤثث وجمع مذكر، ثم فرّق بين جموع القلة والكثرة.
- شرح المواد اللغويّة على دعائم قويّة من الشعر العربي، والقرآن الكريم، والأمثال، وأقوال العرب الفصحاء والحكماء.
- استخدام القياس وإيراده لافتراض الصّيغ، وكان يعتمد في القياس على الاشتقاق، كما كان يلجأ للتفسير الاشتقاقي للمواد التي يعالجها
أبرز الآراء النقدية حول معجم العين
ومن أبرز الآراء النقديّة حول معجم العين هي:
- شكى الكثير من اللغويين من، صعوبة منهج معجم العين، ومن هؤلاء اللغويين: ابن فارس فقال: أن المعجم ألفاظه وعرة، وصعب الوصول إلى أبوابه؛ بسبب بناء المعجم على الأساس الصوتي التقليبي، وهذا يجعل البحث عن الكلمات أمرًا صعبًا.
- استشهاده بشعر بعض المُحدثين، واحتوائه على حكايات عن بعض المتأخرين اللذين جاءوا بعد وفاته.
- خلْطه بعض الكلمات الرباعيّة والخماسيّة.
- احتواؤه على الكثير من التصاحيف التي لا تليق بالعالم الفراهيدي.
- اشتمل الكتاب على أخطاء صرفية، واشتقاقيّة كقول الفراهيدي: ليس في الكلام نون أصليّة في صدر الكلمة، فقال الزبيدي: جاءت النون كثيرًا في بداية الكلمة مثل: كلمة نعنع، نهشل.
- قال بعض العلماء: إن الخليل لم ينفرد بتأليف الكتاب وحده، ولكنه صاحب الفكرة بتأليفه، وأن التنفيذ كان على يدي تلميذه الليث بن المظفر، وكان هذا رأي الأزهري.
- قال بعضهم: أن الخليل لم يؤلف كتاب العين، وليس له صلة به، وإن اللذين قالوا بذلك أبو على القالي .
- قال بعضهم: إن الخليل عمل كتاب العين: أي ألفه، وروي عنه، وأشهر من قالوا بذلك السيوطي والمستشرق براونلتش.
- أخذ عليه بعض العلماء انفراده ببعض الألفاظ، و استحداثه للعديد من الكلمات الجديدة التي لم ترد عن غيره مثل: كلمة تاسوعاء، المقصود بها التاسع من مُحرّم.
- وجود بعض التصحيف والتحريف في الكتاب، مثل: مادة همع، قال الخليل: الهيمع: الموت، بينما قال الزبيدي: الهيمع: هو البكاء .