ملخص عن فتح مكة
ملخص عن فتح مكة
فتح مكة هو الفتح الأعظم في تاريخ الإسلام والمسلمين، وهو النقطة الفاصلة التي عبر منها الإسلام إلى جميع الأرض؛ بعد أن كانت قوى الكفر في مكة تقف حاجزاً صلباً ضد الإسلام وأهله، بل إنهم كانوا يحركون قبائل العرب لغزو المسلمين؛ مستفيدين من موقعهم الزعامي لمكة المكرمة، واحترام باقي القبائل لهم، خصوصاً بعد موقعة الفيل ، إذ زادت هيبتهم في قلوب العرب.
وفتح مكة قد خلّص الله به مكة من أصنامها، التي دنست أرضها، وشوهت عقول شعبها، فبدل كفرها إيماناً، وشركها توحيداً، وصارت منارةً للإسلام في كل مكان، بعد أن كانت مقراً وموطئاً للكفر وأهله.
سبب فتح مكة
سبقت أحداث فتح مكة صلح الحديبية ؛ والذي وقع في العام السادس الهجري بين المسلمين وكفار قريش، وكانت له بنود عديدة من أهمها أن الحرب تقف بين الطرفين مدة عشر سنين، وأن من يأتي مسلماً من مكة إلى المدينة فإنه يعاد إلى مكة، ومن يأتي كافراً من المدينة إلى مكة فإنه لا يعاد إلى المدينة، وأن من يدخل في حلف المسلمين فله ذلك، ومن يدخل في حلف قريش فله ذلك.
ودخلت قبيلة خزاعة في حلف النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودخلت بنو بكر في حلف قريش، فلما كان العام الثامن من الهجرة، ظاهرت قريش بني بكر على اعتدائهم على خزاعة؛ فأوقعوا فيهم القتل وهم ذاهبون لأداء العمرة، وبذلك غدرت قريش ونقضت الصلح مع الرسول، فكان هذا هو سبب الغزوة الرئيسي.
تلقي النبي خبر نقض الصلح واستعداده للمعركة
لما جاء عمرو بن سالم الخزاعي ليخبر النبي بما حصل من قريش تجاه قومه، وكيف أعانت بني بكر على نقضهم العهد، غضب رسول الله من صنيع قريش وأمر بتجهيز الجيش، وأخفى عن الصحابة مكان الغزوة؛ لكي لا تحذر قريش وتستعد للقتال، فقد أراد رسول الله مباغتة المشركين، وفتح مكة بدون قتال حفظاً لمكانتها.
ولكن الصحابي حاطب بن أبي بلتعة كان قد أرسل رسالةً إلى أهل مكة؛ يحذرهم من مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأنبأ الله رسوله بذلك فأرسل جنوداً في طلب المرأة التي أرسلها حاطب.
ولما واجه الرسولُ حاطباً بذلك اعتذر أنه لم يفعل ذلك خيانة أو نفاقاً، ولكنه خاف على أهله وماله في مكة، فعفا عنه رسول الله لأنه ممن شارك في غزوة بدر، وقال: (لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ علَى أهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ، فقَدْ وجَبَتْ لَكُمُ الجَنَّةُ).
جنود المسلمين تتحرك نحو الفتح
تجهزت جيوش المسلمين، وقد تجمع لهم عشرة آلاف مقاتل، وتحركوا في شهر رمضان المبارك، ولما وصلوا ذو الحليفة، لقيهم العباس بن عبد المطلب مهاجراً، فكان آخر من هاجر، وجاء أيضاً أبو سفيان زعيم مكة راغباً في تمديد الصلح، فتفاجئ بجيوش المسلمين على أطراف مكة، وعرض عليه رسول الله الأمان له، ولأهل مكة على أن لا يقاتلوا، وقال له أنّ من دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن.
وقد قسم رسول الله الجيش إلى خمسة فرق، ودخل مكة من خمسة أماكن؛ حتى لا يتيح لقريشٍ فرصة المقاومة، ودخل مكة مطأطأ الرأس متواضعاً لله على هذا النصر العظيم، ودخل المسجد الحرام وبدأ يحطم الأصنام، ويردد قوله -تعالى-: (جَاءَ الحَقُّ وزَهَقَ البَاطِلُ، إنَّ البَاطِلَ كانَ زَهُوقًا)،وجُمع أهل مكة في المسجد، فقال لهم رسول الله ما معناه: "يا معشر قريش: ما ترون أني فاعل بكم؟، قالوا: خيراً، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ، فقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء".