ملخص تفسير سورة الحشر
سورة الحشر
سورة الحشر هي سورة مدنية بالاتفاق، نزلت بعد سورة البينة، وقبل سورة النصر، وتعتبر من أواخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، فهي السورة الثامنة والتسعون في ترتيب النزول، والتاسعة والخمسون في ترتيب المصحف، وقد سميت بهذا الاسم لورود لفظة الحشر فيها؛ فالله تعالى حشر اليهود وأخرجهم جميعاً من المدينة المنورة، وسميت بسورة بني النضير؛ لذكرها قصة يهود بني النضير.
ملخص تفسير سورة الحشر
فيما يلي بيان مجمل تفسير سورة الحشر، وأبرز ما تحدثت فيه من موضوعات:
الآيات (1-5)
افتتحت سورة الحشر بالتسبيح؛ حيث ابتدأت بتنزيه الله سبحانه وتمجيده عن كل ما لا يليق به، والثناء عليه، فقال سبحانه: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فجميع ما في السموات والأرض من الأشياء ينزّهه سبحانه عن كل نقص وعيب، ثم بيّن الله سبحانه جانباً من قدرته وفضله على المؤمنين، بنصرهم على أعدائهم، بإخراج يهود بني النضير من المدينة المنورة ومن قلوعهم وحصونهم، بعد أن ظن المؤمنون أنهم لن يخرجوا لعزتهم وقوتهم، واعتقد اليهود أنه لا أحد يستطيع إخراجهم بسبب قوتهم ومنعهم، فأتاهم الله العذاب من حيث لم يحتسبوا، وقذف في قلوبهم الخوف، فأضعهم وسلب منهم القوة والطمأنية، وذلك بسبب معادتهم لله ورسوله، وكفرهم وحجودهم.
الآيات (6-10)
ذكر الله تعالى في هذه الآيات موضوع الفيء، وهي الأموال التي يأخذونها من الكفار، وبينت أحكامه وشروطه والحكمة منه، وفرقّت بين الأموال التي تؤخذ من الكفار بقتال، وبين الأموال التي تؤخذ بغير قتال؛ مثل فيء يهود بني النضير، ووضحت أصناف المستحقين للفيء والأموال، وأن في تقسيم الأموال والغنائم تحقيق للعدالة بين طبقات المجتمع، فلا يبقى المال محصوراً بين أيدي الأغنياء، وأوجب سبحانه الامتثال لأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم ونواهيه.
ثم انتقل الحديث بالثناء على المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، وفارقوا عشيرتهم من أجل إعلاء كلمة الله، وشهد الله لهم بالصدق والإيمان، ومدَح الأنصار، وبيّن فضلهم وإحسانهم، وإيثارهم المهاجرين مع حاجتهم، ورضاهم بإعطاء الفيء لهم.
الآيات من (11-17)
بعد أن رسمت الآيات السابقة الصورة المضيئة للمهاجرين والأنصار، رسمت صورة متباينة للمنافقين الذين كانوا إخواناً للأنصار في الظاهر، إلا أنهم كانوا يوالون اليهود في الباطن، فصاروا إخوانهم، وكشفت علاتهم المشبوهة مع بني النضير، وتحالفهم ضد المسلمين، حيث قالوا لبني النضير أن يثبتوا، فإننا لا نسلمكم، وإن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم، ثم أبطل الله سبحانه أقوالهم وكذّبهم، فإن أُخرج يهود بني النضير من ديارهم، لا يخرج معهم المنافقون، وإن قاتلهم المؤمنون لا يقاتلون معهم، وإن آزروهم وقاتلوا معهم فرّوا هاربين منهزمين.
فهم يخافون من المؤمنين أكثر من خوفهم من الله، ثم ذكرت الآيات أسلوب المنافقين واليهود في القتال؛ بأنهم يقاتلون إما وراء الحصون والخنادق، أو من خلف الأسوار والحيطان التي يستترون بها، لجبنهم ورهبتهم، ثم ذكر أحوالاً مشابهة لأحوالهم، كمثل الذين من قبلهم وهم يهود بني قينقاع، ومثل الشيطان حين يسوّل للإنسان بالكفر.
الآيات من(18-20)
أمر الله سبحانه بعد ذلك عباده المؤمنين بالتقوى، والتزام أوامره واجتناب نواهيه، وذكّرهم بيوم القيامة، والحثّ على الجدّ والعمل، وحذرهم من عمل أهل النار، ورغّب في الإعداد للجنة، ووصف أهل الجنة بأنهم الفائزون، وأصحاب النار هم الخاسرون.
الآيات من(21-24)
ختمت سورة الحشر بآيات تتحدث عن عظمة القرآن الكريم ، وعلو شأنه، وشدة تأثيره على النفوس، لِما فيه المواعظ والزواجر، ولِما اشتمل عليه من الوعد والوعيد، وأتبع ذلك بوصف نفسه ووصف عظمته سبحانه، بذكر مجموعة من صفاته العلى وأسمائه الحسنى، وأنه سبحانه متنزه عن كل صفات النقص والعيب، وختمت السورة بالتسبيح كما بُدأت.