شرح معجزات الأنبياء للأطفال
شرح معجزات الأنبياء للأطفال
يجدر بالذكر بداية إلى أنه لا بدّ لِمن يريد التحدّث مع الأطفال عن معجزات الأنبياء أن يُراعي أفهامهم، فيناقشهم في ذلك بطريقة مبسّطة تُراعي أفهامهم حتى يكون لذلك أبلغ الأثر في نفوسهم، ويمكن التعريف بمعجزات الأنبياء وبيان نبذة عن ذلك فيما يأتي:
تعريف المعجزة
النقاط الآتية تبيّن وتوضّح مفهوم المعجزة التي يؤيّد الله بها رسله:
- هي أمر يظهره الله بخلاف العادة على يد الأنبياء، وذلك عندما يتحدّاهم من ينكر أنهم مرسلون من عند الله، ولا يستطيع أحد من البشر القيام بما يقومون به من الأمور الخارقة للعادة.
- إذا عجز البشر عن القيام بالمعجزة التي قام به الأنبياء فإن ذلك يدل على أنها من عند الله.
- إذا جاء أحد الناس وادعى أن الله اختاره واجتباه وارتضاه لأن يكون رسولاً من عند الله -تعالى- إلى الناس؛ فإن الناس لا يمكن أن يقبلوا قوله في بادئ الأمر -مهما كان حميد السيرة مرضي الخلق حسن العشرة بين قومه-، إلا إذا جاء بدليلٍ قاطعٍ يثبت أنه حقًا رسول الله إليهم، وهذا الدليل يسمى المعجزة.
أمثلة على معجزات الأنبياء
هناك الكثير من المعجزات التي أيّد الله بها أنبياءه ورسله، منها:
- عصا سيدنا موسى -عليه السلام- والبحر
عندما فرّ سيدنا موسى -عليه السلام- من فرعون وجنوده، وصلوا إلى البحر، فأصبح البحر من أمامهم وفرعون وجنوده من خلفهم؛ أي إنّ الخطر محيط بهم من كل جانب، فأيّد الله -تعالى- سيدنا موسى -عليه السلام- بمعجزةٍ حسّية رآها الجميع؛ المؤمنون والكافرون.
حيث ضرب سيدنا موسى البحر بعصاه؛ فانفلق لاثني عشر طريقًا يابسًا سار فيه المؤمنون، ولحقهم الكافرون؛ أي فرعون وجنوده، ولما عبر المؤمنون إلى الطرف الثاني عاد البحر إلى طبيعته وأغرق فرعون وجنوده.
- سيدنا عيسى وإحياء الموتى
كان من معجزات سيدنا عيسى -عليه السلام- أنه كان يحيي الموتى -بإذن الله-، وهذا مما لا يستطيع أي بشر أن يأتي به إلا إنْ أَذِن الله -تعالى- له بذلك، وقد جعل الله -تعالى- هذه المعجزة من المعجزات الدالة على صدق سيدنا عيسى وأنه نبي ورسول من عند الله.
- انفلاق القمر لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-
طلبت قريش من سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- آيةً تدل على أنه مرسل من عند الله، فأشار إلى القمر، فانفلق لفلقتين، فرآه الناس حقيقة في عهده -صلى الله عليه وسلم-.
ما هي فوائد المعجزات؟
هناك الكثير من الفوائد للمعجزات ومنها:
- بيان قدرة الله -تعالى-
حيث إنّ قيام الأنبياء بأمور لا يستطيع باقي البشر القيام بها يدل على قدرة الله -تعالى- على تغيير ما ألفه البشر واعتبروه عادة لهم.
- رحمة الله بعباده
هذه الآيات تزيد إيمان البشر وطمأنينتهم لصحة رسالة الرسل، وتُبعد عنهم الشكّ، فالله وحده القادر على تغيير القواعد الكونية ، وعندما يؤيّد البشر بالمعجزات ترتاح قلوبهم إلى أنهم مرسلون من عند الله.
- المعجزة تدل على حكمة الخالق ورحمته برسوله
حيث إنّ المعجزة تُجنّب إيمان الناس من الشكّ، وتؤكّد لهم بأن هذه الرسالة من عند الله، فيزداد الرسول والنبي اطمئنانًا وسكينة بأنه مؤيدٌ من قبل الله -سبحانه وتعالى-.
- إقامة الحجة على الخلق
لو أن أحدًا من البشر جاء فقال: أنا رسول من عند الله -تعالى-، لقال له البشر: هات دليلًا على ذلك، فإذا لم يكن لديه دليل ولم يصدقه أحد لم يكن قوله حجة على أنه رسول من عند الله، أما لو جاء بمعجزة ثم لم يصدقه البشر لكانت تلك المعجزة حجة عليهم يوم القيامة ، وسيسألهم الله -تعالى- يوم القيامة عن عدم إيمانهم برسله.