مقال عن صلاة الجمعة
مقال عن صلاة الجمعة
فضّل الله -عز وجل- يوم الجمعة على سائر أيام الأسبوع، وخصّه بميزاتٍ وعباداتٍ ليست لسواه، وهو عيدٌ للمسلمين، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ).
وتتوسط نهار يوم الجمعة صلاة الجمعة، وتؤدى جماعةً في المسجد خلف الإمام وقت صلاة الظهر جهراً بخلاف بقيّة صلوات النهار التي تؤدّى سراً، وهي عبارةٌ عن ركعتين فقط، تتقدمها خطبتان بينهما فاصلٌ يجلس فيه الإمام جلسةً يسيرةً، يعظ فيهما الناس لما فيه خير الدنيا والآخرة، قال الله -تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
حكم صلاة الجمعة
صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ، حر، سليم، مكلف، وقد ثبتت فرضية صلاة الجمعة بالقرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وإجماع أهل العلم، وصلاة الجمعة ليست فرضاً على المرأة، لكن إذا أرادت الخروج للمسجد لتشهدها في جماعة، فعليها الخروج بلباسها الشرعي من غير طيبٍ ولا زينةٍ.
وتوعّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تاركها كما ورد في الحديث الشريف عن ابن مسعود -رضي اللّه عنه-: (أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قالَ لقَومٍ يتخلَّفونَ عنِ الجمعةِ : لقد همَمتُ أن آمرَ رجلًا يصلِّي بالنَّاسِ ثمَّ أُحرِّقَ على رجالٍ يتخلَّفونَ عنِ الجمعةِ بيوتَهُم)، وذلك لأهمية أداء صلاة الجمعة وأجرها العظيم.
ومن وجبت عليه صلاة الجمعة يَحرُم عليه الانشغال في البيع وغيره، وذلك عند بدء الأذان حال جلوس الخطيب على المنبر، فهذا أمرٌ إلهي واجبُ التنفيذ،ويُسنّ في صلاة الجمعة في الركعة الأولى بعد قراءة سورة الفاتحة قراءة سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية قراءة سورة الغاشية، كما يُسنّ أيضاً في الركعة الأولى قراءة سورة الجمعة، وفي الركعة الثانية سورة المنافقين.
فضائل صلاة الجمعة
وردت أحاديث نبويةٌ كثيرةٌ تبيّن فضل صلاة الجمعة ومن تلك الفضائل ما يأتي:
- التبكير في الذهاب إليها فيه أجر عظيم، فقد ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنِ اغتسل يومَ الجمعةِ غُسْلَ الجنابَةِ ، ثُمَّ راحَ في الساعةِ الأولى، فكأنما قرَّبَ بدنَةً، ومَنْ راح في الساعَةِ الثانِيَةِ ، فكأنَّما قرَّبَ بقرةً، ومَنْ راح في الساعةِ الثالثةِ، فكأنما قرَّبَ كبشًا أقرَنَ، ومَنْ راح في الساعَةِ الرابعَةِ ، فكأنَّما قرَّبَ دجاجَةً ، ومَنْ راح في الساعَةِ الخامِسَةِ ، فكأنما قرَّبَ بيضَةً ، فإذا خرج الإمامُ حضرتِ الملائِكَةُ يستمعونَ الذِّكْرَ).
- الجمعة إلى الجمعة كفارةٌ لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر.
- تكفيرٌ للسيئات وكسبٌ للحسنات، ورفعٌ للدرجات بكل خطوةٍ يخطوها العبد إلى صلاة الجمعة.
آداب صلاة الجمعة
إن صلاة الجمعة لها آداب يستحب القيام بها، ومنها ما يأتي:
- الغسل والطيب ولبس أجمل الثياب وأجددها واستخدام السواك.
- التبكير في الذهاب لصلاة الجمعة.
- الانشغال بالصلاة وتلاوة القرآن الكريم وذكر الله -عز وجل- حتى يخطب الإمام.
- تجنّب تخطي رقاب الناس في المسجد.
- الإنصات للإمام وخطبته وعدم اللغو أثنائها.
- استحباب المشي إليها وترك الركب لمن لا عذر له.