مقال عن المسؤولية
مفهوم المسؤولية
تُعرّف المسؤولية لغة بأنّها التزام الشخص بما يصدر عنه من قول، أو فعل، كما قُسّمت المسؤولية في المعاجم إلى أنواع، وهي المسؤولية القانونية، والأخلاقية، والاجتماعية، والجماعيّة،أمّا اصطلاحاً فتُعرّف بأنّها قدرة الشخص على تحمّل نتائج أفعاله التي يقوم بها باختياره، مع علمه المسبق بنتائجها، كما أنّها شعور أخلاقي يجعل الإنسان يتحمّل نتائج أفعاله، سواء كانت أفعالاً جيّدة، أم أفعالاً سيّئة،
أركان المسؤولية
تقوم المسؤولية على ثلاث ركائز أساسية تسمّى أركان المسؤولية، وتبين النقاط الآتية هذه الأركان:
- الرعاية: يقصد بها الاهتمام بالآخرين، وإظهار الرحمة، والحنان تجاههم، فكل شخص راعٍ ومسؤول عن رعيته؛ كما هو حال الحاكم والمحكوم، والرجل والمرأة، والوالد والولد، وغيرها الكثير.
- الهداية: تعد جزءاً من تحمل المسؤولية تجاه الآخرين، حيث تتضمن تقديم النصح والإرشاد لهم نحو القيم الاجتماعية السليمة، والدعوة للخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليكون الأنبياء عليهم السلام القدوة المثلى للاقتداء بهم.
- الإتقان: تتجلى بالإتقان أروع صور التعبد إلى الله والتقرب إليه، فالله يحب من عباده إتقان الأعمال على أفضل وجه ممكن، وإخراجها بأفضل صورة، ومراعاة الله عز وجل أولاً، والضمير ثانياً.
مظاهر المسؤولية
تتجلى المسؤولية في تصرفات الفرد في عدّة مظاهر، فتظهر مسؤولية الفرد الاجتماعية في رعايته للوالدين والأبناء ومن يحتاجون منه دعماً في مجتمعه مثل اليتامى والفقراء وكبار السن وغيرهم، فيما تظهر مسؤوليته المهنية في التزامه بمهام وظيفته وتفانيه وإنجازه للأهداف التي تقتضيها بإخلاص، وحرصه على سير العمل بما يضمن تقدمه ونمائه، ومن مظاهر تحمّل المسؤولية احترام الفرد للقوانين والأنظمة والمحافظة على النظام الاجتماعي، وهو ما يُعرف بالمسؤولية القانونية، كما تعني المسؤولية الشخصية اعتماد الفرد على نفسه ومسؤوليته عن سلوكاته وآرائه، وتعاونه وتفاعله مع الآخرين بوعي.
الآثار الإيجابية المترتبة على تحمل المسؤولية
لتحمّل الفرد المسؤولية آثار إيجابية عديدة تنعكس على الفرد نفسه وعلى مجتمعه، ومنها ما يأتي:
- امتلاك السيطرة: على الفرد أن يكون قائداً وبطلاً لحياته الخاصة، والتوجه نحو أي اتجاه تم اختياره، وأخذ القرارات بحرية، بالإضافة إلى أهمية تقبل الفشل فالجميع يخطئ، ولكن يجب مواجهة العواقب والمضي قدماً باتجاه الأحلام.
- احترام وتقدير الذات: عندما يصبح الفرد مسؤولاً عن القرارات والخيارات المتعددة في شؤون الحياة سيؤدي ذلك إلى بناء الثقة بالنفس، وبالتالي القدرة على رسم مسار الحياة دون اتباع أحد، وعلى الفرد العيش للنفس والتوقف عن العيش لأحلام الآخرين وفقاً لستيف جوبز.
- التحلي بالشجاعة: كثيراً ما يعزف الإنسان عن أمر يرغب به بشدة؛ نتيجة للتردد وسماع ذاك الصوت الداخلي الذي يخيفه من عواقب ما هو مقدم، ويمكن تجاوز هذا الأمر باكتساب المزيد من الثقة بالنفس ، والتحلي بالشجاعة الكافية لتحمل تبعات الأفعال وهذا ما تولّده المسؤولية في الفرد مع المدّة.
- كسب احترام الآخرين: يُصبح الإنسان المسؤول أهلاً للثقة في أعين الآخرين، وجديراً بالاحترام والتقدير مع تكرار تحمّله للمسؤولية في المواقف التي تحتّم عليه ذلك.
- فتح آفاق جديدة: تُمكّن المسؤولية صاحبها من الحصول على المزيد من العمل والمهام، وذلك من خلال ثقة الآخرين فيه وبكونه شخصاً مناسباً لإدارة المهام والمناصب بكفاءة ودون تملّص مما قد يواجهه من مشكلات.
- اكتساب مهارة القدرة على التغيير: تؤدي معرفة الشخص المسبقة بضرورة تحمّله لعواقب الأمور إلى تأنيه عند الاختيار والوقوف لتمييز الجيد من السيء من الخيارات، وهو الأمر الذي سيطور من قدراته ويزيد من قدرته على التغيير في حياته للأفضل.
- الارتقاء بالمجتمع: يُبنى على تحمّل الفرد للمسؤلية الوظيفية التي تقتضي تحمّل التزامات العمل وإنجاز المهام نهوض المؤسسة التي يعمل بها، فيما يؤدي نهوض المؤسسات مجتمعة إلى نهوض القطاعات في المجتمع ورقيّه وازدهاره بالضرورة، بالإضافة إلى غدوِّه مجتَمعاً ملتزماً بطابعه العام.
أسباب عدم تحمّل المسؤولية
فيما يلي بعض أسباب عدم قبول الإنسان تحمّله للمسؤولية:
- ضعف الوازع الديني، فالقلب الممتلئ بالإيمان يعلم بأنّه يجب عليه القيام بالمسؤوليات المفروضة عليه؛ وذلك لأنّه يعلم أنّه مراقب من قِبل الله عز وجّل.
- قلّة الهمّة، وذلك من خلال الكسل، وعدم الرغبة في وجود مسؤوليات بالرغم من سهولتها.
- التربية، وذلك من خلال تربية الطفل على الاعتماد على الوالدين في كلّ شيء.
- الاتكاليّة، وذلك من خلال قيام الشخص بإلقاء اللوم على الآخرين، وتهربّه من مسؤولياته، أو الاعتماد على الآخرين في إنجاز المهام المطلوبة منه.
- الافتقار إلى التقدير ، فالشخص المسؤول حين لا يرى تقديراً لما يقوم به من الممكن أن يُهملَ بشكل متعمّد في مسؤولياته.