مفهوم خصال المسلم
الإسلام
عملت الديانة الإسلاميّة ومنذ اللحظات الأولى لبعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على النهوض بشخصيّات مُعتنِقِيها، والارتقاء بأخلاقهم إلى أعلى المراتب والمستويات، كما وأكدت على الخِصال الحميدة الموجودة فيهم، وإضافة خِصال جديدة مُكمِّلة لما لديهم.
وقد تميَّزت الأمة الإسلاميّة عبر ما يزيد عن ألف وأربعمئة عام تقريباً بأنّها أمة الأخلاق والقيم، والخِصال الرفيعة، وهذا يتضِّح بجلاء من خلال النظر في إسهاماتها الحضاريّة، وفي حجم الإضافات الأخلاقيّة التي أضافها المسلمون في كل البقاع التي وطئتها أقدامهم. وتالياً نستعرض بعض أبرز الخِصال الحميدة التي يجب أن يتوفَّر عليها الإنسان المسلم.
مفهوم الخِصال
جاء في لسان العرب: "الخَصْلة: الفَضِيلة والرَّذيلة تَكُونُ فِي الإِنسان، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْفَضِيلَةِ، وَجَمْعُهَا خِصَال، والخَصْلة: الخَلَّة. قال اللَّيْثُ: الخَصْلة حَالَاتُ الأُمور، تَقُولُ: فِي فُلَانٍ خَصْلة حَسَنة وخَصْلة قَبِيحَةٌ، وخِصال وخَصَلات كَرِيمَةٌ".
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا -أَوْ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِن أَرْبَعَةٍ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ- حتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ).
خِصال المُسلِم
يتميز المسلم عن غيره بعدد من الخصال، نذكر منها:
خشية الله تعالى
تعتبر خشية الله -تعالى- من أولى الأولويّات في حياة الإنسان المسلم، فلولاها لفسد الناس، ولفسدت المجتمعات؛ فهي تُشكِّل حاجزاً بين الإنسان وبين الاسترسال مع شهواته إلى درجة يتعدَّى بها على الآخرين؛ إذ تعمل كنظام التنبيه الذي يُحذِّر صاحبه من الوقوع في المعاصي والأخطاء، في الوقت الذي يغيب فيه الرقباء، ويبتعد الإنسان عن يد القانون، ويختلي بنفسه.
الصدق والأمانة
هاتان الخصلتان هما من أهم خصال الإنسان المسلم، فالمسلم أبعد ما يكون عن الكذب، أو عن الخيانة، وقد حذرت النصوص الدينية الإسلاميّة من خطر الابتعاد عن خصلتي الصدق والأمانة؛ لما له من أثر سيئ على حياة الأفراد والجماعات على حدٍّ سواء.
العدل
إن أسمى درجات العدل تكمن في معاملة الإنسان مع الآخرين تماماً كما يحب أن يعاملوه، وبالحكم على نفسه، وخاصة بنفس الطريقة التي يحكم بها على الآخرين، وهذا تماماً ما حضَّ الإسلام على فعله.
الإحسان إلى الناس وحب الخير لهم
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه؛ لا يمكنه أن يعيش معزولاً، أو منفصلاً عن محيطه الاجتماعي، وقد حرصت الشريعة الإسلاميّة على نشر الحب، والرّحمة بين الناس؛ لما في ذلك من خير لهم في الدنيا، والآخرة. ومن هنا، فإنّ المسلم الحريص فعلاً على نيل رضا الله -تعالى-، سيكون بالضرورة حريصاً دوماً على حب الآخرين، والتعامل بإحسان معهم دائماً وأبداً.
نصرة الأخ مظلوماً وظالماً
لقد أكد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)؛على أهميّة أن يقوِّي المسلم أخاه المظلوم، وأن يساعده على استرداد حقوقه المسلوبة، وأن يكف أخاه الظالم عن ظلمه، وفي هذا الحديث الشريف تتجسد قيمة الأخوة في الله، وخوف أبناء المجتمع الواحد على بعضهم البعض.
اجتناب ما حرَّم الله
وفقاً للشريعة الإسلاميّة، فإنّ الأصل في الأشياء هو الإباحة، غير أنّ هناك بعض المحرَّمات التي حرَّمها الله -تعالى- على عباده المؤمنين، والتي باجتنابها ينال المسلم خيراً وفيراً في الدنيا، والآخرة.