نبذة عن كتاب العصر العباسي الأول لشوقي ضيف
تعريف حول كتاب العصر العباسي الأول لشوقي ضيف
العصر العباسي الأول؛ هو كتاب من تأليف الناقد الأدبي الدكتور شوقي ضيف ، وهو أحد كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي التي ابتدأها الدكتور شوقي لتأريخ الأدب منذ الجاهلية وحتى العصر الحديث، ويتألف الكتاب من 576 صفحةً، يتناول فيها الكاتب ملامح الحياة والأدب في العصر العباسي الأول، حيث يؤرخ للأدب في تلك المرحلة، ويعرض أبرز الشعراء والأدباء آنذاك.
موضوعات كتاب العصر العباسي الأول لشوقي ضيف
جاء كتاب العصر العباسي الأول في تسعة فصول، ولأبرز ما جاء في كل فصل فيما يأتي:
الحياة السياسية في العصر العباسي
تحدث فيه المؤلف عن الثورة العباسية، وعن بناء بغداد ومن بعدها سامراء، إلى جانب تقديم شرح عن العلويين والخوارج مع بيان للنظم السياسية والإدارية في ذلك الوقت، إذ ذكر: "كان تحول الخلافة من دمشق إلى بغداد على سواعد الجيوش الخراسانية إيذانًا بغلبة الطوابع الفارسية على نظم الحكم السياسية والإدارية للدولة العباسية، فقد قامت فى المجال الفارسى وعاشت تتنفّس فيه".
الحياة الاجتماعية في العصر العباسي
تحدّث عن الحياة الاجتماعية ومظاهرالحضارة والترف والثراء التي شاعت في ذلك الوقت إلى جانب شرح عن وضع الغناء، ووضع الرقيق والجواري، كما بيّن معنى الشعوبية والزندقة ومظاهرهما، وعرّج على حياة المجون والزهد.
ذكر الكاتب: "لما فتح العرب العراق وإيران والشام ومصر ورثوا ما فى الأولى والثانية من الحضارات الساسانية والكلدانية والآرامية وما في الثالثة والرابعة من حضارات بيزنطية وسامية قديمة ومصرية، وأخذوا يكوّنون من ذلك ومن تراثهم العربي الخالص حضارتهم الإسلامية".
الحياة العقلية في العصر العباسي
خُصّص هذا الفصل لتناول الجوانب المتعلقة بالحياة العقلية في العصر العباسي الأول، وقد اشتمل على شرح لمظاهر الامتزاج اللغوي والثقافي، بالإضافة إلى تفصيل في العلوم اللغوية والدينية و علم الكلام والاعتزال والتاريخ وعلوم الأوائل والحركة العلمية.
ذكر الكاتب: "أذكى الإسلام جذوة المعرفة في نفوس العرب، إذ دفعهم دفعًا قويًّا إلى العلم والتعلم، فلم يمض نحو قرن حتى أخذت العلوم اللغوية والدينية توضع أصولها، وحتى أخذ العرب يلمّون بما لدى الأمم المفتوحة من ثقافات متباينة".
ازدهار الشعر في العصر العباسي
الشعر في العصر العباسي تألّق على اختلاف فنونه وأنواعه؛ كالمديح والهجاء والرثاء والغزل، وظهر التجديد في الأوزان والقوافي والموضوعات، إلى جانب التجديد في الموضوعات القديمة.
ذكر المؤلف: "ظل العباسيون ينظمون فى الموضوعات القديمة من المديح وغير المديح مما كان ينظم فيه الجاهليون والإسلاميون وبذلك أبقوا للشعر العربى على شخصيته الموروثة، وقد مضوا يدعمونها دعما بما لاءموا بينها وبين حياتهم العقلية الخصبة وأذواقهم المتحضرة المرهفة".
أعلام الشعر في العصر العباسي
جمع المؤلف في هذه الفصول الثلاث أبرز الشعراء في العصر العباسي بدءًا بأعلام الشعراء؛ كبشار وأبي نواس وأبي تمام إلى جانب شعراء المديح والسياسة والهجاء، وقد قسمهم إلى خمسة أقسام: شعراء الشيعة، وشعراء الدعوة العباسية، وشعراء الولاة والوزراء والقادة، وشعراء الهجاء، وشعراء البرامكة.
كما ذكر شعراء الغزل والزهد والاعتزال والنزعات الشعبية، وشعراء المجون والزندقة، وذلك من خلال التعريف بكل شاعر من الشعراء مع ذكر نماذج شعرية على كل فن من فنون الشعر.
ذكر المؤلف: "فقد كانت لأبي العتاهية أذن موسيقية دقيقة وقلمًا نجد عنده قافية غير متمكنة فى موضعها أو كلمة لم تحلّ فى نصابها، إذ كان الشعر عنده طبعًا أو كالطبع".
النثر في العصر العباسي
تحدّث فيه المؤلف عن النثر وتطوّره متناولًا الرسائل التي شاعت في ذلك العصر على اختلاف أنواعها؛ كالرسائل الأدبية ، والإخوانية، والرسائل الديوانية، إلى جانب التوقيعات والعهود والمناظرات والوصايا، والوعظ والخطب والقصص.
ذكر المؤلف: "كان العصر العباسي الأول عصرًا خطيرًا حقًا فى تطور النثر العربى، إذ تحولت إليه الثقافات اليونانية والفارسية والهندية وكل معارف الشعوب التي أظلتها الدولة العباسية، بحيث تدخّل جميع ذلك فى تركيبه وائتلف مع نسيجه، وتولد منه جديد تلو جديد".
أعلام الكتابة في العصر العباسي
تناول هذا الفصل أعلام الكتّاب، مثل: عمرو بن مسعدة، وأحمد بن يوسف، و ابن المقفع ، وسهل بن هارون، وابن الزيات، ذكر المؤلف: "وبذلك كان ابن المقفع يجمع بين الثقافات العربية والإسلامية والفارسية والهندية واليونانية، وقد نقل إلى العربية عن لغته خير ما عرف من الثقافات الأخيرة، وكان للثقافة الفارسية الحظ الأكبر".