مفهوم تعزيز الصحة
تعزيز الصحة
تعدُّ الصحة وتعزيزها بالتثقيف الصحيّ المناسب، والمتابعة الدائمة والمستمرة من أهمّ ضروريات الحياة، بل تتوقف عليها الحياة برمَّتها، والصحّة تشمل الخصائص البيئية والبشرية للحياة اليوميّة للنَّاس وما يربط بين هذه الخصائص من علاقات، كالمسكن، والأمن، والوظيفة، وغيرها، وتشمل كذلك الأنشطة البشرية ذات المردود الإيجابيّ على صحة الأفراد والمجموعات، وبيئتهم المحيطة، أمّا التعزيز الصحيّ فهو: عمليّة تمكين النَّاس من زيادة السيطرة على صحتهم وتحسينها بالوسائل الوقائيَّة والعلاجيَّة في ذات الوقت، وللتعزيز الصحيّ عدّة سبلٍ وطرقٍ، ويترتب عليه آثارٌ عظيمةٌ تعود بالنفع على كلّ النسيج المجتمعيّ.
سبل التعزيز الصحيّ
تضم سبل التعزيز الصحي ما يلي:
- الغذاء الصحيّ المتكامل والمتوازن في ذات الوقت، وهو الغذاء المشتمل على العناصر الغذائية الضروريّة كأغذية البناء، والوقاية، والطاقة، وبشكلٍ متوازنٍ يجمع بينها باعتدالٍ.
- سلوك سبل العلاج الصحيّ السليم، والقائم على صحة تشخيص المرض وصحة وصف العلاج المناسب له.
- الوعي والتعليم، والتثقيف الصحيّ المناسب، سواءً كان ذلك من خلال المدارس ع طريق دروسٍ خاصّةٍ ومحدّدةٍ، أو من خلال الندوات الصحيّة في المراكز الصحيّة، أو عبر وسائل الإعلام المختلفة.
- المبادرة لعمل حملاتٍ صحيِّةٍ تطوعيّةٍ بين الفترة والأخرى، تحدّد أهداف كلّ حملة، كعملٍ يومٍ طبيٍّ مجانيّ للطبِّ العام مثلاً، وآخر لمرضى السكري والضغط، وغيره للأسنان والعيون، وهكذا.
- المتابعة والرصد ولا سيّما فيما يتعلق بالأمراض الوبائيّة الخطرة، كفيروس الكبد الوبائي بأنواعه، وأمراض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وأمراض السرطان المختلفة.
- المحافظة على النظافة بشتى أنواعها، وعمل حملات للنظافة على مستوى المجتمع، من خلال المدارس، والجامعات وغيرها.
آثار التعزيز الصحيّ
تشمل آثار التعزيز الصحي:
- بناء الفرد بناءً صحياً وسليماً، تقاوم بنيته الأمراض، مع توفر عنصر الوقاية منها.
- تحقيق الراحة والسعادة للأفراد، فالعيش الخالي من الأمراض يُعدُّ من مقوّمات وركائز السعادة في الحياة.
- مقاومة الأمراض المعدية، والحدُّ من انتشارها، والإفادة من مفهوم الحجر الصحيّ.
- إيجاد مجتمعٍ نظيفٍ وخالٍ من مسببات الأمراض المختلفة.
هذا، وفي مقابل ذلك فإنّ لإهمال التعزيز الصحيّ في مختلف جوانبه وأنواعه، أضرارٌ وخيمةٌ يدفع الجميع تبعاتها، ولا تقف عند الفرد بحالٍ، حيث تنتشر وتكثر الأمراض بمختلف أنواعها، وتزاد معها كلفة العلاج، ممّا يؤرق المواطن والمجتمع على حدٍ سواء. فالتربية الصحيّة السليمة، والتي تبدأ من الأسرة، ثمّ في المدرسة، وممارستها سلوكاً عمليّاً في المجتمع، تعدُّ عاملاً صحياً وقائياً لمعظم الأمراض إن لم يكن لجميعها، وهي مسؤوليةٌ وطنيّةٌ عامّة يجب أن يشترك الجميع في ممارستها وتحمّل تبعاتها، الأمر الذي يترك ظلاله الإيجابيّة على النسيج الوطنيّ، والأمن المجتمعيّ كاملاً.