مفهوم المدرسة السريالية في الفن التشكيلي
مفهوم المدرسة السريالية في الفن التشكيلي
تعدُّ المدرسة السريالية (بالإنجليزية: Surrealism) واحدة من الحركات الثقافية الفنية التي ظهرت في بدايات القرن العشرين، وتحديدًا في الفترة بين الحرب العالمية الأولى والثانية، وكانت تطورًا طبيعيًا للحركة الدادائية (بالإنجليزية: Dadaism) التي سبقتها، وتهدف السريالية عمومًا إلى التعبير عن الأفكار والمشاعر التي تدور في العقل الباطن بطريقة عفوية بعيدة عن النظام، والعقول، والمنطق، والوعي، وقد حظيت المدرسة السريالية بشهرة كبيرة ورواج بين عام 1924م وعام 1929م.
مؤسس المدرسة السريالية
ومن أهم المعلومات بخصوص مؤسس هذه المدرسة:
- يُعد الفنان أندريه بريتون (بالفرنسية: André Breton)، إلى جانب عدد من الفنانين والرسامين الكبار، مؤسس المدرسة السريالية، وقد وضع لبناتها في الربع الأول من القرن العشرين، وأعلن في بيانه عام 1924م عن السريالية رسميًا، وبيَّن خلاله أنَّ السريالية حركة نفسية نقية وتلقائية وعفوية، كما كان أحد أبرز المدافعين عن مبادئ السريالية وأحد كبار المنظرين لها.
- ولد الكاتب والفنان أندريه بريتون عام 1896 م، وكان قد درس الطب النفسي مدة قصيرة، وكان أحد الفنانين المؤثرين في المدرسة السريالية، وقد نظم في جامعة بيل معرضًا سرياليًا، وتوفي بريتون في العام 1966م، عن عمر يناهز 70 عامًا.
خصائص المدرسة السريالية
تتميز المدرسة السريالية بالعديد من الخصائص والميزات التي جعلتها فريدة عن بقية المدارس الفنية، وفيما يأتي أهم خصائص المدرسة السريالية في الفن التشكيلي:
- الغوص بعيدًا في أعماق النفس البشرية و اللاوعي ، والجري خلف اللاشعور، وذلك من أجل الوصول إلى مصادر غير مألوفة للإلهام والإبداع.
- تحرر الفنان من مختلف أنظمة المجتمع العقلانية وقيوده.
- تجسيد وتمثيل العوالم اللاوعية للأحلام والتخيلات، إضافة إلى العوالم الخفية النفسية.
- الاعتماد على أشياء غريبة غير مألوفة، وغير تقليدية، وعلى أشياء مهملة لا يُكترث لها.
- صدق التعبير عن المشاعر والأفكار، وإطلاق العنان من قبل السرياليين لأدواتهم لتعمل وكأنهم في حالة لا واعية.
- عودة الخيالات والتصورات إلى الأماكن القديمة الخاصة بها.
- التعبير عما يشغل النفس ودواخلها أكثر من العقل، وذلك بطريقة بعيدة عن الرقابة، والقيود، والضوابط.
رواد المدرسة السريالية
ظهرَ كثير من الفنانين والرسامين الكبار في المدرسة السريالية، وفيما يأتي نبذة عن بعض أعلام الفن السريالي:
- ماكس آرنست: يعد الفنان ماكس إرنست (بالإنجليزية: Max Ernst) واحدًا من أعلام المدرسة السريالية في الفن التشكيلي، وقد ولد أرنست في عام 1891م، ودرس الأدب، والفلسفة، وتاريخ الفن، والطب النفسي، وعلم النفس، كما شارك في الحرب العالمية الأولى، وكان لذلك أثر كبير على أعماله الفنية لاحقًا، كما اشتهر أيضًا بأسلوب الفروتاج في الفن والرسم، وتوفي عن عمر يقارب 84 سنة عام 1976م.
- أندريه ماسون: ولد أندريه ماسون (بالفرنسية: André Masson) في عام 1896م، وعلى الرغم أنه أمضى معظم حياته في مدينة بروكسل، إلا أنَّه التحق بكلية الفنون الجميلة في العاصمة الفرنسية باريس، والتقى فيها بعدد من كبار ومؤسسي السريالية مثل بريتون، وتضمنت أعماله أشكالاً بشرية وحيوانية، وأساطير، ومشاهد عنف وغيره من هذا القبيل، وتوفي ماسون عام 1987م.
- سلفادور دالي: ولد الرسام الإسباني سلفادور دالي (بالإسبانية: Salvador Dalí) في عام 1904م، ويعد واحدًا من أعظم الفنانين السرياليين في القرن العشرين، واشتهرت معظم أعماله بغرابتها وغرابة موضوعاتها وتشكيلها، كما تميَز عن غيره بشخصيته المغايرة وكتاباته المختلفة، والتي وصل فيها إلى حدِّ الجنون والاضطراب النفسي واللامعقول، كما تميَّز بنرجسيته المبالغ بها، واختلط عنده الجنون بالعبقرية إلى حد كبير، وتوفي دالي عام 1989م عن عمر يقارب 85 عامًا.
أشهر لوحات المدرسة السريالية
لمعَت في فضاء السريالية كثير من الأعمال الفنية، وفيما يأتي أمثلة عليها:
- لوحة الحقل (The Tilled Field): تُعد واحدة من أهم اللوحات السريالية للفنان خوان ميرو (بالإسبانية: Joan Miró)، والذي يصور من خلالها الأوضاع السياسية في إسبانيا خلال فترة العشرينيات من القرن العشرين.
- معركة الأسماك (Battle of Fishes): من أهم لوحات أندريه ماسون، ويصور فيها الحالة الإنسانية وما فيها من دمار وحروب من نظرة مجازية سريالية.
- إصرار الذاكرة (The Persistence of Memory): تظهر في هذه اللوحة ساعات تذوب، وهي للفنان الإسباني سلفادور دالي، والذي يعبر من خلالها عن مكامن النفس البشرية، اعتمادًا على مناظر طبيعية، وبطريقة سريالية لاعقلانية.