مفهوم اللغة العربية الفصحى
اللغة العربية
تتعدد اللغات الرسمية والعامية، ومن بين اللغات التي يُفتخر بها اللغة العربية وهي اللغة الرسمية لأبناء الوطن العربيّ؛ فجميعهم يتحدثون بها، وهي تتكون من 28 حرفاً مكتوباً، وتبدأ الكتابة بها من اليمين إلى اليسار على عكس اللغات الأخرى التي تبدأ بها الكتابة من اليسار إلى اليمين، أو من الأعلى إلى الأسفل؛ كاللغة الصينيّة.
تُسمّى اللغة العربية بلغة الضاد نسبة إلى حرف الضاد الذي تضمه اللغة العربية دون اللغات الأخرى، وأصبح للغة العربية مكانةً عند ظهور الإسلام الذي ظهر معه ما تُسمى باللغة العربية الفصحى، فما هو مفهوم العربية الفصحى؟ وبماذا تختلف عن اللغة العامية؟
مفهوم اللغة العربية الفصحى
يُقصد باللغة الفصحى بأنها اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم وتحدّث بها، فهو النصُّ المقدس في قواعد العربية ومرجعٌ للقياس، والفصحى هي الأصل، والمرجع للهجات العربية التي كانت موجودة في صدر الإسلام، حيث اتسم اللفظ القرآنيُّ بجزالة اللفظ الذي لا تشوبه أي شائبة، وتعجب شعراء العرب الجاهليين من بلاغة وفصاحة كلمات القرآن الكريم.
انتشرت اللغة العربية الفصحى مع ظهور الإسلام؛ فهي مهمة في العبادة، فقراءة القرآن الكريم والصلاة لا تصلحان إلا بتحدث اللغة العربية، لذلك تعلم الأعاجم عند دخولهم الإسلام اللغة العربية من العرب المسلمين، وعلموها لغيرهم في بلادهم حتى يقرؤوا القرآن، ويتقنوا صلاتهم.
أصبحت اللغة العربية الفصحى الحديثة في عصرنا الحالي هي اللغة التي تُستخدم في الصحافة والمعاملات الرسمية، وفي الكتابة، ففي العربية الفصحى تُنطق الكلمات حسب أصولها في اللغة العربية، وحسب قواعد النحو، وضبط الصرف، والتشكيل في أحرف كلماتها، أي أنّ العربية الفصحى هي الأم والمرجع الذي تنتهي عنده كافة اللهجات العربية العامية المختلفة.
مع تداخل الكثير من اللهجات العربية المحلية، وانتشار وسائل الإعلام المختلفة، والانفتاح الحضاري، ودخول مصطلحات أجنبية دخيلة على العربية، ووجود الكثير من غير العرب يتحدثون باللغة العربية، فإنّ وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة تستخدم اللغة العربية الفصحى؛ لأنها واضحة ومفهومة.
حافظ العرب على تعليم اللغة العربية الفصحى لأبنائهم من خلال المدارس التي تعتمد العربية الفصحى في جميع مناهجها، فهي جسر التواصل بين الناس، وغنية بالفصاحة والبلاغة، وهي لغة العلم والتعليم الهادف، فالإبداع والثقافة لا يتمّان إلا بدراسة لغة القرآن الكريم، لأنّ جذورها ثابتة وراسخة عبر أكثر من 1400 سنة، فاللغة العربية الفصحى هي هوية الأمة العربية فلا هوية دون لغة، ولذلك لا بُدّ من المحافظة على اللغة العربية الفصحى؛ لأنها السلاح الأقوى ضد ما يُسمى بالعولمة وانتشار اللغات العاميّة.