مفهوم القيم
مفهوم القيم
القيم في اللغة جمع قيمةٍ، وهي القَدْر، كما تُطلق على الشيء الثابت المستمرّ، أمّا في الاصطلاح؛ فتعدّدت تعريفات العلماء من تربويّين وأكاديميين وغيرهم للقيم؛ لاختلاف نظر كلّ واحدٍ منهم لها، وبوجهٍ عامٍّ يمكن تعريف القيم بأنّها: مجموعة من المبادئ والمقاييس والمعايير، الحاكمة على أفكار الإنسان ومعتقداته واتجاهاته، وتؤثّر في حياته؛ لتمثّلها في سلوكاته العمليَّة وتصرّفاته.
أهمية القيم ووظائفها
حثّت الشريعة الإسلاميّة على الالتزام بالقيم الفاضلة، وجاءت كثيرٌ من الآيات الكريمة الأحاديث النبوية الشريفة حافلةً بذكر مجموعةٍ كبيرةٍ من القيم كالاحترام، والصدق، والوفاء، والإخلاص، وحفظ الأمانات، إضافةً إلى الشجاعة والعدل، وغيرها، ومن ذلك -على سبيل المثال- قوله تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، ولهذه القيم أهمية كبيرة، ومن ذلك ما يأتي:
- تُسهم القيم في تشكيل شخصية الفرد، بحيث تكون متماسكةً ومتزنةً؛ لأنّها بذلك تسير معتمدةً على مجموعة من القيم والمبادئ الثابتة، إضافةً إلى كونها تصقل ذاته وتقوّي من إرادته وطموحه؛ لذلك دائمًا ما نرى الشخص غير الملتزم بالقيم مشتت الأفكار والنفس، ويعاني من اضطرباتٍ وصراعاتٍ نفسيَّةٍ.
- تجعل للفرد مكانةً مرموقة بين الناس؛ لأنّ القيم تكون ثابتةً، وبقدر التزام الإنسان بها يحظى بمكانةٍ واحترام كبيرين عند الجميع؛ فتراهم يتسابقون إلى العمل أو التعامل معه حتى في أبسط الأمور.
- تعطي القيم إحساسًا بالقناعة والرضا؛ لأنّها تمنح الفرد شعورًا بالسعادة النابعة من القلب والطمأنينة، وتبعده عن مظاهر السخط والإحباط من جميع الأشياء وجميع الناس.
- تجعل الإنسان أكثر قدرة على التحكّم في نفسه، ومواجهة الأمور والصعاب، وعدم الانصياع للتيارات الفكرية والسلوكية الشائعة.
- تحفظ القيم للمجتمع تماسكه وقوّته، وتعينه على مواجهة التغييرات التي تحدث فيه، كما أنّ الالتزام بالقيم يحفظ للمجتمع بقاءه؛ فكثيرٌ من المجتمعات والحضارات السابقة أنزل الله -تعالى- عليها عقابه وهلكت؛ بسبب الانحراف السلوكيّ والأخلاقي الذي كان منتشرًا فيها.
تصنيف القيم
إنّ للقيم تصنيفات مختلفةً تبعًا للبُعد الذي ينظر لها منه؛ لذا نجد أنّ المختصين في كلّ حقلٍ يصنّفونها بما يوافق مجالهم، وهناك من يصنّف القيم وفق الأبعاد الآتية:
- البعد الروحي: ويشمل ضمنه القيم المتعلِّقة بصلة الإنسان بالله -سبحانه وتعالى-، وتنظّم العلاقة معه.
- البعد الأخلاقي: وتندرج ضمنه وتتفرّع القيم المتعلِّقة بأخلاقيات التعامل مع الآخرين، والمنطلقة من الشعور بالمسؤولية.
- البعد العقلي: وتندرج ضمنه القيم المتعلِّقة بإدارة العقل والعلم والمعرفة والفكر.
- البعد الجماليّ: وتندرج ضمنه القيم المتعلِّقة بالتعبير عن الجمال وتذوّقه، والاتساق في شؤون الحياة.
- البعد الوجداني: وتندرج ضمنه القيم المتعلّقة بإدارة انفعالات الإنسان من غضبٍ ورضًا وحبٍّ وبغضٍ وغيرها من الانفعالات وكيفيّة ضبطها.
- البعد الاجتماعي: وتندرج ضمنه القيم المتعلِّقة بالوجود الاجتماعي للإنسان ونظم سلوكاته الاجتماعيّة مع الناس والمجتمع من حوله.