مفهوم الفلسفة المعاصرة
مفهوم الفلسفة المعاصرة
الفلسفة المعاصرة هي عبارة عن مصطلح من أشهر المصطلحات التقنية في الفلسفة إذ تعود لمدة زمنية محددة في تاريخ الفلسفة الغربية ، أي إنها الفترة الحالية في تاريخ الفلسفة الغربية إذ كانت بدايتها في نهاية القرن التاسع عشر إذ يرتبط ظهورها وتطورها مع تخصص الفلسفة التحليلية والقارية.
ترتبط الفلسفة المعاصرة بنوعين من الفلسفة، النوع الأول هو الذي يدل على الفلسفة ما قبل الغربية وهي التي تُعرف باسم "فلسفة الحداثة"، أما النوع الثاني فهو الذي يدل على كتابات نقدية أدلى بها فلاسفة أوربيون اتجاه فلسفة الحداثة عبر التاريخ.
الفلسفة المعاصرة هي نقد ودراسة للعلوم العلمية ضمن نطاق يطلق عليه مسمى الدراسة النقدية للعلم أو حتى الدراسات الإبستمولوجية والتي يتمحور أساس دراستها حول مفهوم الوجود الإنساني بالإضافة لدراسات القضايا الاجتماعية جنب إلى جنب القضايا السياسية، وما يميز الفلسفة المعاصرة هو تعدد الدلالات والمصطلحات التي تدل على معنى واحد ويعود السبب لاختلاف طرق تفكير البشر.
من أسهل الأمثلة على الفلسفة هو الشتاء فأحدهم يراه مجرد فصلاً من فصول السنة يتساقط فيه الغيث رحمة ويعبر مرور الكرام مترقبًا الشروق، وأحدهم يختلسه إحدى طقوس الحياة بل مصدر إلهام وشغف جديد وما إن تلي الثاني على الأول رأيه حتى استهلت أول مراحل الفلسفة.
تاريخ الفلسفة المعاصرة
ترتبط الفلسفة المعاصرة بجميع العصور التي سبقتها أي إن الفلسفة لا تنتج فجأة ومن اللاشيء بل تنشأ بناءً على أساس كان قبلها كما الأبينة والأرض إذ لا يمكن تشيد أي صرح دون وجود ثابت ترتكز عليه، فحال الفلسفة حال العلوم التي من المستحيل أن تظهر دون تجارب، دراسات، وبلا ماضٍ لها.
يرتبط تاريخ الفلسفة المعاصرة بتاريخ الثورة الصناعية حيث إن التطور الصناعي والاقتصادي طرح في بال المفكرين، الفلاسفة بل وحتى الأشخاص العاديين مفهوم الإنسانية ومراميها، وبالنسبة لحال اليوم إذ إن كل ما يهم هو الأرقام، الإحصاءات والنتائج فقط وعليه غاب مصطلح الإنسانية عن الأذهان.
غدا الإنسان مفهوم اعتيادي لا معنى له بل ولا يفرق الإنسان عن غيره من المخلوقات فكان لا بد من ظهور الدراسات التي استدعت التحليل للحاصل من زمان، إذ أطلق على هذا التحليل مفهوم الفلسفة المعاصرة نسبة لما نواجه من تحديات وظواهر منتشرة في مجتمعات مختلفة.
خصائص الفلسفة المعاصرة
للفلسفة المعاصرة العديد من الخصائص التي تُميزها، ومن أهمها ما يأتي:
- النشاط الفلسفي المكثف.
- عدم الانسياق وراء مفهوم المثالية ونحو نزاعتها.
- ارتباط الفلسفة المعاصرة بالعلم والعلوم.
- أن تكون الإنسانية والإنسان هما الخطب الأساسي في الفلسفة.
ختامًا إن حروف الإنسانية تعني فِكرٍ وإحساس وما إن تروى الإنسان حتى وجد العلم وفي التقصي حياة، وما إن تأمل الملكوت، الملك والممتلكات حتى وجد روحه متسائلة وعقله متدبرًا وما إن تمعن حتى تكونت مفاهيمه ومصطلحاته الخاصة ومن هنا تبدأ رحلة الفلسفة.