مفهوم الطب النبوي
مفهوم الطب النبوي
يعرّف الطب النبوي أنه مجموعة ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مما له علاقة بالطب؛ من العلاج والشفاء من الأمراض.
سواء كانت آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، متضمناً وصفات داوى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- بعض أصحابه ممن سأله الشفاء، أو دعا إلى التداوي بها.
ويتضمن أيضاً وصايا تتعلق بصحة الإنسان وسلامته من الأمراض في جميع أحوال حياته، من مأكل ومشرب ومسكن، ويشتمل على تشريعات تتعلق بأمور التداوي وأدب الطب وممارسة المهنة في منظور الشريعة الإسلامية.
أقسام الطب النبوي
ينقسم الطب النبوي إلى قسميْن اثنيْن، الطب النبوي الوقائي، والطب النبوي العلاجي، وفيما يلي تعريف القسمين وبيانهما:
الطب النبوي الوقائي
الطب النبوي الوقائي هو ما تناولته السنة النبوية من الأمور الطبية الوقائية المتعلقة بالصحة العامة للإنسان.
حيث جاء أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بفعل العديد من الأمور والنهي عن القيام بكثير من الأمور، للمحافظة على صحة الإنسان، وسلامة جسده، ومحافظته على البيئة التي يعيش فيها، والوقاية من انتشار الأمراض والأوبئة المُعْدِية، وذلك بهدف سلامة الأفراد والمجتمعات.
والطب الوقائي في المنهج النبوي يقوم على الوقاية من الأمراض قبل وقوعها، والعلاج منها بعد وقوعها، ومن الأمثلة على ذلك:
- الوقاية قبل وقوع المرض
أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أهمية الطهارة والنظافة، وحثّ على ذلك، فدعا إلى نظافة الجسد والغسل وطهارة الفم، والعناية بنظافة بعض الأماكن الخاصة في الجسم، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط، وقص الشعر وإزالته، والختان، وحلق العانة، وقص الشارب، وغير ذلك، بل وجعلها من سنن الفطرة.
كما ويظهر الطب الوقائي في العناية بطعام وشراب الإنسان، فجاء التحريم بتناول بعض الأطعمة أو الأشربة الضارة بالإنسان، ونهى عن أكل الخبائث، وبالمقابل أرشد إلى تناول بعض الأطعمة والأشربة المفيدة للإنسان، وجعل للطعام والشراب آداباً، كالتسمية، والأكل أو الشرب جالساً، ونحوه.
- الوقاية بعد وقوع المرض
إن تعاليم الوقاية في المنهج النبوي بعد وقوع المرض، الأمر بالتداوي والعلاج مع الأمراض العامة، أما الأمراض الوبائية المعدية فجاء الأمر بالحجر الصحي، وذلك بمنع المصابين بالأمراض الوبائية من مخالطة وملامسة غيرهم، ومنع غير المصابين بالاختلاط بمن هو مصاب بمرض وبائي، والتحذير من عدوى الأمراض.
الطب النبوي العلاجي
الطب النبوي العلاجي هو الأخذ بالوسائل التي جعلها الله -تعالى- طريقة ووسيلةً للاستشفاء والعلاج من بعض الأمراض بعد وقوعها، وأُصيب بها الإنسان، ويتمثل الطب العلاجي في المنهج النبوي والتداوي به بثلاثة أمور؛ الرقية الشرعية، والدعاء، والأدوية الطبيعة، وتوضيح هذه الأقسام كما يلي:
- العلاج بالرقية الشرعية
جعل الله -تعالى قراءة بعض آيات من القرآن الكريم، وبعض من الأحاديث المأثورة، علاجاً وشفاءً لبعض الأمراض، ومن ذلك قراءة سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وسورة الإخلاص، وسورة الناس، وسورة الفلق، وغير ذلك من الآيات.
وأما الأحاديث المأثورة، فمنها: (أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ضَعْ يَدَكَ علَى الَّذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ، وَقُلْ: باسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ باللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِن شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ).
- العلاج بالدعاء
يعد الدعاء من أنفع وسائل العلاج، ومن الأدعية المشتملة على الشفاء من الأمراض التي ثبتت في السنة النبوية: (اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ ، والجبنِ والبخلِ ، والهرمِ ، والقسوةِ ، والغفلةِ ، والعيْلةِ ، والذلةِ ، والمسكنةِ . وأعوذُ بك من الفقرِ والكفرِ ، والفسوقِ والشقاقِ والنفاقِ ، والسمعةِ والرياءِ . وأعوذُ بك من الصممِ ، والبُكمِ ، والجنونِ ، والجُذامِ ، والبَرَصِ ، وسيِّئِ الأسقامِ).
- العلاج بالأدوية الطبيعية
يوجد العديد من الأدوية الطبيعة التي تستخدم في العلاج النبوي، كالعسل، والحبة السوداء، وأعواد السواك، وماء زمزم، وكذلك العلاج بالحجامة.