من أول شهيد في الإسلام
الحارث بن أبي هالة: أول شهيد من الرجال
الحارث بن أبي هالة هو ربيب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وابن زوجته خديجة بنت خويلد، وكان مقتله فداء للنبي، إذ إن النبي عليه الصلاة والسلام- أُمر أن يجهر بالدعوة، فقام عند الكعبة، وصاح بقريش: (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا).
حينها هجمت قريش على النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلم بذلك أهله، فهبوا للدفاع عنه، وكان أولهم وصولًا الحارث بن أبي هالة، فضرب فيهم، وفرقهم عن النبي، وحينها اجتمع عليه القوم وقتلوه.
سمية بنت الخياط: أول شهيدة من النساء
استطاعت سمية أن تُعطي نموذجًا رائعًا للمرأة المسلمة التي تقف في وجه الظلم وتصبر تحت أشدّ أنواع العذاب، دون أن تستسلم أو ترتد عن الدين الإسلامي، وقد توارثت الأجيال بطولتها وتضحيتها على مرّ العصور.
كانت سميّة أمَةً عند أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكان ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي عربيًا قحطانيًا، أتى مكة المكرمة هو وأخوه للمطالبة بأخيهم عبد الله.
تزوج ياسر من سمية في ذلك الوقت وبقي في مكة المكرمة، وأنجب منها عمارًا، وعندما بعث الله تعالى سيدنا محمد، كانت عائلة ياسر من السبعة الأوائل الذين أسلموا، وأشهروا إسلامهم أمام قريشٍ وقت الجهر بالدعوة.
استشهدت سميّة بنت الخياط رضي الله عنها بعد أن طعنها أبو جهلٍ بالحربة في موطن عفتها؛ وذلك لأنها من الذين رفضوا الارتداد عن الدعوة رغم العذاب الشديد الذي تلقوه منه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم يصبِّر آل ياسر ويعدهم بالجنة.
صبر المسلمين في بداية الدعوة
عانى المسلمون كثيرًا في بداية الدعوة الإسلامية، وتعرّضوا للكثير من الأذى من المشركين، لمحاولة ردّهم عن الدين إلى الكفر، وقد بدأت الدعوة الإسلامية سرًا لمدة ثلاث سنوات.
هناك العديد من الصحابة السبّاقين في إشهار إسلامهم واتّباع سنة سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلّم-، ومنهم عائلة عمار بن ياسر، وبعد جهر النبي بالدعوة بدأت قريش تتبِّع صنوف العذاب مع المسلمين.
وقد استشهد الكثيرون أثناء هذا العذاب، وقد حاول النبي -صلى الله عليه وسم- حماية الضعفاء من العذاب فجاءت فكرة الهجرة إلى الحبشة، وفيما بعد إلى المدينة المنورة.