مفهوم الصداقة في علم النفس
الصداقة في علم النفس
تتعدد مفاهيم الصداقة، وكل شخص منّا يرى الصداقة من منظوره الخاص لكن، هل سبق وقرأت عن مفهوم الصداقة في علم النفس ؟
فما مفهومها؟ وما معاييرها من منظور علم النفس؟ هذا ما ستعرفه عند قراءة هذه المقالة.
مفهوم الصداقة في علم النفس
تعددت مفاهيم الصداقة في علم النفس، وهذه بعض مفاهيمها:
- مفهوم الصداقة بالنسبة ل أرسطو
هي حد وسط بين خلقين فالصديق هو الشخص الذي يعرف كيف يكون مقبولاً من الآخرين كما ينبغي. أما الشخص الذي يبالغ حتى يكون مقبولا عند الجميع هو المساير وذلك إن كان يفعل هذا بدون مصلحة شخصية وإنما للإرضاء. أما إن كان يهدف من مسايرته إلى مصلحة شخصية فيصبح متملق.
- جاء في لسان العرب ل ابن منظور
الصداقة من الصدق، والصدق نقيض الكذب. وبهذا تكون الصداقة هي صدق النصيحة والأخوة، والصديق هو المصادق لك.
- الصداقة في سياق آخر
إنها علاقة اجتماعية وثيقة ودائمة، مبنية بصفة خاصة على تماثل الاتجاهات، ذات دلالات مهمة جداً تؤثر على توافق الفرد واستقرار الجماعة
وبوصف الصداقة بأنها علاقة اجتماعية وثيقة، أضاف سيزر ثلاث خصائص أساسية تميزها وهي:
- الاعتمادية المتبادلة: التي تظهر من خلال تأثير كل طرف في سلوك ومشاعر ومعتقدات الطرف الآخر.
- تشمل العلاقات الوثيقة أشكالاً مختلفة من النشاطات والاهتمامات المتبادلة حيث يميل الأصدقاء إلى مناقشة موضوعات مختلفة، كما يشتركون في أشكال متنوعة من النشاطات والاهتمامات بالمقارنة بالعلاقات السطحية التي تتركز في أغلب الأوقات حول موضوع أو نشاط واحد.
- كل طرف في علاقة قادر على إثارة مشاعر قوية في الطرف الآخر، وهي سمة من سمات الاعتماد المتبادل بين الأصدقاء، حيث إنه مصدر للكثير من المشاعر الإيجابية السارة وأحيانًا غير السارة.
معايير الصداقة من منظور علم النفس
لدى الصداقة أربعة معايير أساسية من منظور علم النفس وهي:
- الاستمتاع بصحبة الصديق: هي من الأمور المهمة التي يجب الانتباه إليها، لأن الصداقة تبدأ بالتلاشي عندما يصبح قضاء الوقت مع أحد الأصدقاء واجبًا ثقيلًا.
- الاختيار: أهم خطوة على الإطلاق، حيث أننا نختار أصدقاءنا، ويختاروننا بكامل إرادتهم، ولخّصت إحدى النساء الاختيار بقولها: "أشعر أن أصدقائي هم عائلتي التي اخترتها".
- المنفعة: الأخذ والعطاء المُتبادلان ضروريان في علاقة الصداقة، والمقصود هنا أن يساعد كل طرف الآخر ويقدم له الدعم وقت الحاجة، وليست الحاجة المادية.
- الالتزام: تختلف درجة الالتزام بعلاقة الصداقة حسب الطاقة التي تستهلكها الالتزامات الأخرى للمرء في كل مرحلة عمرية، لكن تعتقد كثير من النساء أن الصداقة الحقيقية تظهر وقت الأزمات؛ إذ لا يقدم المساعدة في هذه المواقف سوى الأصدقاء الحقيقيين بغض النظر عن الانشغالات الأخرى التي تمنعهم من ذلك.
معايير اختيار الصديق من منظور علم النفس
انقسمت آراء علماء النفس في اختيار الصديق إلى معيارين مختلفين وهم كالآتي:
- الرأي الأول: يجب اختيار الأصدقاء بعناية كبيرة؛ حيث يحل الأصدقاء في كثير من الأحيان محل أفراد الأسرة والعائلة، وفي كثير من الحالات يأخذون أدوار الأطباء النفسيين لبعض الناس.
- الرأي الثاني: أن على الأسرة عبئاً كبيراً في مراقبة أصدقاء أبنائهم، ويجب أن يكونوا على دراية كاملة بهم بحيث أن لا تقع مشكلة في الاختيار الخاطئ للصديق.