مفهوم الدمج لذوي الاحتياجات الخاصة
مفهوم الدمج لذوي الاحتياجات الخاصة
يُشير مفهوم الدمج لذوي الاحتياجات الخاصّة إلى إشراكهم وضمّهم في الأنشطة اليومية، إلى جانب تمكّينهم من القيام بأدوار مُماثلة لأقرانهم من غير ذوي الاحتياجات الخاصّة، كما يتضمّن التأكّد من وجود سياسات فعّالة ومُؤثّرة في المجتمع تُمكّن الأفراد من ذلك، إذ تُؤدّي عملية الدمج إلى تفعيل دور ذوي الاحيتاجات الخاصّة في المجتمع من خلال مشاركتهم في الأنشطة المُجتمعية، وإقامة العلاقات الاجتماعية، واستخدامهم للخدمات العامّة بسهولة، مثل: استخدام وسائل النقل، والمكتبات، وخدمات الرعاية الصحية، وغيرها.
أهمية الدمج لذوي الاحتياجات الخاصة
تكفل اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصّة حقوقاً مُماثلةً لجميع الأفراد، ويُشار إلى أنّ نسبة ذوي الاحتياجات الخاصّة تصل إلى 15% من إجمالي سكان العالم، أيّ ما يُقارب مليار شخص، إلّا أنّهم يُواجهون حواجز اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، تمنعهم من المشاركة الكاملة والفعّالة في المجتمع؛ بما في ذلك تلقّي الرعاية الصحية، والتوظيف، والتعليم، إذ إنَّ احتمالية عدم التحاق الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة بالمدرسة تصل إلى الضعف مُقارنةً بباقي الأطفال، كما أنَّ الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصّة يُواجهون أحياناً أخطاراً تُهدّد أمنهم، حيث تُعدّ الفتيات والنساء من ذوي الاحتياجات الخاصّة أكثر عرضةً للعنف مُقارنةً بغيرهن.
علاوةً على ذلك، قدّر البنك الدولي خسائر الناتج المحلي الإجمالي العالمي الناشىء عن استبعاد ذوي الاحتياجات الخاصّة ووجدها تصل إلى 1.71-2.23 تريليون دولاراً سنوياً، لذا فإنّ دمجهم يُحقّق منافع اقتصادية، ويُشار إلى أنَّ دمج ذوي الاحتياجات الخاصّة في المجتمع لا يُعدّ أمراً مُكلفاً اقتصادياً؛ إذ إنّ حصول الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصّة على خدمات إعادة التأهيل في وقت مُبكّر يُساعد على الاستفادة من إمكاناتهم، وتقليل الخدمات الصحية التي يحتاجونها مُستقبلاً.
استراتيجيات دمج ذوي الاحتياجات الخاصة
تغيير الثقافات والأولويات
تشمل استراتيجية تغيير الثقافات والأولويات العديد من الأمور، ومن أبرزها ما يأتي:
- التأكيد على أنَّ لكلّ شخص قيمته في المجتمع، حيث يجب أن يكون التواصل مبنيّاً على الاحترام ، والترحيب، والودّ، وذلك مع جميع الأشخاص بمن فيهم ذوي الاحتاجات الخاصّة.
- الإقرار والاعتراف بطبيعة وجود التحدّيات الخاصّة في المجتمع، ممّا يُساهم في فهمها واحتضانها؛ لأنَّ التحدّيات الخاصّة يُمكن أن تتواجد في أيّ فئة سكّانية على اختلاف الجنس، والعمر، والعِرق، كما بإمكانها أن تُؤثّر على مُعظم الناس من خلال الحوادث، والمرض، والشيخوخة.
التوظيف والتدريب
تشمل هذه الاستراتيجية العديد من الخطوات، أهمّها ما يأتي:
- التعرُّف على مواهب ذوي الاحتياجات الخاصّة وتنميتها.
- إنشاء خطّة من أجل توظيف ذوي الاحتياجات الخاصّة، والاحتفاظ بهم كموظفين في الشركات.
- تمكين الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصّة من تطوير علاقاتهم بأقرانهم، وبناء المهارات الاجتماعية.
- تدريب الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصّة ليُصبح دمجهم أمراً فعّالاً وناجحاً.
- تحديث وتجهيز المرافق والخدمات التي يحتاجها ذوو الاحتياجات الخاصّة.
- توظيف أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصّة للقيام بأدوار تمثيلية، وإظهارهم في وسائل الإعلام.
التواصل
تشمل استراتيجية التواصل العديد من المهام، ومن أبرزها ما يأتي:
- استخدام لغة وألفاظ مُناسبة ومُهذّبة في التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصّة.
- استخدام الأدّلة الإرشادية في التواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصّة.
- مشاركة صور الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصّة في الرسوم البيانية، ومواقع الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي.
استراتيجيات أخرى
يُمكن اتّباع بعض الاستراتيجيات الأخرى لدمج ذوي الاحتياجات الخاصّةومن أهمّها ما يأتي:
- زيادة تمثيلهم في الأدوار السياسية في المجتمعات.
- تعزيز الدمج الاجتماعي في المدارس .
- تقديم المنح الجامعية للرياضيين منهم.
- جعل إمكانية السفر الجويّ مُتاحاً للجميع.