كم درجة حرارة الطفل الرضيع الطبيعية
كم درجة حرارة الطفل الرضيع الطبيعية؟
تعتمد درجة حرارة الرضيع المثالية على الطريقة المُستخدمة في قياس درجة الحرارة، ولذا فهي تختلف من طريقةٍ إلى أخرى، ويتمّ التعبير عن درجة الحرارة الطبيعية على شكل مدى أو نطاق له حد أدنى وحد أعلى، بحيث تُشير درجات الحرارة التي تقع فوق الحد الأعلى للمدى الطبيعي إلى إصابة الرضيع بالحمّى نتيجة تعرّضه للعدوى أو غيرها من الأسباب، بينما تُشير درجات الحرارة التي تقع تحت الحد الأدنى للمدى الطبيعي إلى انخفاض حرارة الجسم والذي قد يُشير إلى وجود مشكلةٍ صحيةٍ تستدعي استشارة الطبيب، وتنبغي الإشارة إلى تفاوت درجات الحرارة الطبيعية بين الرضع؛ وعلى الرغم من ذلك إلّا أنّ الانخفاض المستمر في درجة الحرارة لدى الرضيع مؤشراً على وجود مشكلة صحية حتّى وإن كانت درجات الحرارة تلك ضمن المدى الطبيعي لها، ولذا يُنصح باستشارة الطبيب عند حدوث ذلك.
حسب توصيات منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) واختصارًا (WHO)، فإنّه ينبغي قياس درجة حرارة الرضيع المريض بشكلٍ مُتكرر كأن يتمّ قياس درجة الحرارة كل ساعة، بينما يوصى بقياس درجة الحرارة مرتين إلى أربع مرات يومياً للأطفال حديثي الولادة للمساعدة على الكشف عن تقلبات درجة الحرارة غير الصحية لديهم، وأخيرًا يوصى بقياس درجة الحرارة بشكلٍ يومي للطفل الرضيع المريض أثناء تحسّن الحالة المرضية لديه، وفيما يأتي بيان للقيم الطبيعية لدرجة حرارة الرضيع حسب طريقة القياس المتبعة:
طريقة قياس درجة الحرارة | المدى الطبيعي (درجة مئوية) |
---|---|
عن طريق الشرج | 38-36.6 |
عن طريق الفم | 37.5-35.5 |
عن طريق الإبط | 37.5-36.5 |
عن طريق الأذن | 38-35.7 |
طريقة قياس درجة حرارة الطفل الرضيع
ينبغي على الأم تعلّم طريقة قياس درجة الحرارة بشكلٍ صحيح من المناطق المختلفة بما يُمكّنها من تتبع حالة طفلها الرضيع والكشف عن مؤشرات تراجع حالته الصحية، وسنذكر فيما بعد بالتفصيل كيفية قياس درجة الحرارة من الأماكن المختلفة تبعًا للطريقة الموصى بها.
متى ينبغي قياس درجة حرارة الرضيع
يمكن القول أنه إذا كان الرضيع منشرحاً ويتغذى بشكلٍ جيد ولا يبدو عليه الدفئ وارتفاع الحرارة فلا داعي لقياس درجة حرارته إلا إذا لاحظت الأم امرًا غير طبيعي يتعلق بصحّة طفلها الرضيع، وبشكلٍ عامّ يُنصح بقياس درجة حرارة الرضيع في الحالات التالية:
- شعور الأم بسخونة جلد طفلها الرضيع.
- سرعة انفعال الطفل الرضيع.
- تعرق الرضيع بشكلٍ كبير وملحوظ.
- ظهور الطفح الجلدي على الرضيع.
- تغير لون بشرة الرضيع بحيث تصبح شاحبة جداً أو أشد احمراراً.
- تنفس الرضيع بشكلٍ سريع أو بطيء أو بشكلٍ مزعج.
- ظهور أعراض مُعينة؛ مثل: سيلان الأنف أو العطس أو السعال.
- انخفاض شهية الرضيع للطعام أو رفضه تناول وجباته.
- فرك الرضيع أذنيه، أو لف رأسه، أو صراخه بشدة.
- تقيؤ الرضيع أو معاناته من الإسهال أو تغير لون البراز أو رائحته، ويُنصح بقياس درجة الحرارة الرضيع الذي يعاني من الإسهال عن طريق الإبط.
الخيارات المتاحة لموازين الحرارة
كما ذكرنا سابقاً، فإن قياس درجة حرارة الرضيع يمكن أن يتم بعدة طرق، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (بالإنجليزية: American Academy of Pediatrics) واختصارًا (AAP) باستخدام موازين الحرارة الرقمية فقط دون غيرها للأطفال الرّضع، إذ لا يُنصح باستخدام الأنواع الزئبقية لأنّها تُشكّل خطرًا على الطفل الرضيع من خلال تعريضه لاحتمالية التسمّم بالزئبق إذا انكسر ميزان الحرارة، كما لا يُنصح باستخدام أنواع موازين الحرارة غير الدقيقة؛ خاصّة تلك التي تأخذ شكل الشريط، أو التي تأتي على شكل مسبار للأذن أو على شكل لهاية للأطفال الرّضع. وبشكلٍ عامّ يعتمد مبدأ عمل موازين الحرارة الرقمية على استخدام أجهزة استشعار الحرارة الإلكترونية لتسجيل درجة حرارة الجسم، بحيث تقيس درجة الحرارة عن طريق المستقيم أو الفم أو الإبط، وفيما يأتي بعض الملاحظات الواجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار ميزان الحرارة وقياسها للرضيع:
- يُعد قياس درجة الحرارة عن طريق الإبط بميزان الحرارة الرقمي أقلّ دقة مقارنةً بقياسها عن طريق الفم أو الشرج، كما أنّ درجة الحرارة التي يتم قياسها عن طريق الإبط تكون عادةً أقل مقارنةً بدرجة الحرارة التي يتم قياسها عن طريق الفم والشرج؛ ويُعزى ذلك إلى أنّ منطقة الإبط لا تقع داخل تجويف الجسم الداخلي ولذا فهي لا تحتفظ بالحرارة بسهولة كما هو الحال مع فتحة الشرج.
- لا يُنصح بقياس درجة الحرارة عن طريق طبلة الأذن للأطفال الرّضع الذين تقل أعمارهم عن ستة شهور، ويُمكن مقارنة درجات الحرارة التي يتم قياسها عن طريق طبلة الأذن مع تلك التي يتم قياسها عن طريق فتحة الشرج.
- تُعد موازين قياس الحرارة عبر الشريان الصدغي (بالإنجليزية: Temporal artery thermometers) مُناسبةً لقياس درجة حرارة الرضيع إذا كان نائماً؛ إذ إنّها تستخدم ماسحاً بالأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة الشريان الصدغي في الجبهة دون الحاجة لإدخالها في أيٍّ من فتحات جسم الرضيع.
اختيار الطريقة الأنسب لقياس درجة حرارة الرضيع
عند اختيار الطريقة الأنسب لقياس درجة حرارة الطفل الرضيع يؤخذ بالاعتبار عدّة عوامل؛ أهمّها عمر الرضيع ودقّة الطريقة المُتبعة في القياس، وحسب توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإنّ ميزان الحرارة الشرجي يعدّ أكثر موازين الحرارة المستخدمة دقة، ويُنصح به خاصّةً للأطفال الرّضع الأصغر سناً، إلّا أنّ العديد من الأهالي يفضلون ميزان الحرارة تحت الإبط أو المُستخدم عن طريق الأذن أو الجبهة لسهولة القياس، وهُنا يجدُر التنوية إلى أنّ هذه الموازين تعدّ أقل دقة في قياس درجة الحرارة.
يُشار إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الشركة المُصنّعة عند استخدام ميزان الحرارة، وتنظيف الطرف المعدّ لأخذ قراءة درجة الحرارة قبل الاستخدام وبعده، كما تنبغي الإشارة إلى ضرورة تخصيص ميزان حرارة منفصل لكلّ منطقة منها مع ضرورة تسمية كل ميزان حسب المنطقة المُراد استخدامه لها، وعدم استخدام أيّ منها لمنطقةٍ أخرى، كما ينبغي الانتباه إلى الرضيع أثناء قياس درجة الحرارة وعدم إبقاء الميزان في المنطقة دون مراقبة الطفل الرضيع من قِبل الوالدين أو مقدم الرعاية الصحية.
كيفية استخدام ميزان الحرارة
عن طريق الشرج
كما أسلفنا سابقاً، يعد ميزان الحرارة الشرجي أكثر موازين الحرارة دقة على الإطلاق وأكثرها سهولةً في الاستخدام، وتتحقق الطريقة الصحيحة لقياس درجة الحرارة عن طريق الشرج باتباع الخطوات التالية:
- تطبيق مادة مزلقة على طرف ميزان الحرارة تسهيلاً لدخوله في منطقة الشرج دون مقاومة، وينبغي التأكد من نوع المادة التي يمكن استخدامها حسب تعليمات الشركة المصنعة، ويُشار إلى إمكانية استخدام الفازلين كمادة مزلقة.
- تثبيت الرضيع وتمديده على بطنه على سطح ثابت مثل طاولة تغيير الحفاظات، مع الأخذ بالاعتبار القيام بوضع الأم يدها على أسفل ظهر الرضيع لتثبيته في مكانه.
- إدخال مقياس الحرارة برفق باستخدام اليد داخل فتحة الشرج لمسافة 1.25-2.5 سنتيمتر تقريباً، وعدم دفعه إلى الداخل أكثر من تلك المسافة، وينبغي التوقف عن دفع ميزان الحرارة لأكثر من 1.25 سنتيمتر إذا وجدت الأم مقاومةً أثناء إدخاله.
- تثبيت ميزان الحرارة بين أصابع الأم داخل فتحة الشرج وعدم تركه، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة تلهية الرضيع والتحدث إليه أثناء فترة وجود الميزان داخل فتحة الشرج.
- إبقاء ميزان الحرارة الزجاجي في موضِعه إلى حين سماع الصوت المُخصص لانتهاء الوقت اللازم لقياس درجة الحرارة، ومن ثمّ سحب الميزان وقرائته وتدوين القراءة، ويؤخذ بالاعتبار ملاحظة الوقت من النهار الذي تمّ فيه أخذ القراءة.
- تنظيف ميزان الحرارة بالكحول بعد كل استخدام.
عن طريق الابط
تتضمّن الطريقة الموصى بها لقياس درجة الحرارة عن طريق الإبط الخطوات التالية:
- إزالة الملابس وكشف منطقة الإبط للقيام بقياس درجة الحرارة.
- الإمساك بميزان الحرارة بزاوية 45 درجة ووضع الجزء المخصص تحت إبط الرضيع.
- الإمساك بذراع الرضيع بإحكام على جانبيه.
- ترك ميزان الحرارة الزجاجي تحت إبط الرضيع لمدة ثلاث دقائق ومن ثم قراءة درجة الحرارة، وينبغي القول أن موازين الحرارة الرقمية تحتاج إلى وقتٍ أقل لعرض القراءة، وعليه يُمكن معرفة ذلك من خلال التعليمات المُرفقة مع الميزان.
- تنظيف ميزان الحرارة بالكحول بعد كلّ استخدام.
عن طريق الشريان الصدغي
تتضمن الطريقة الموصى بها لقياس درجة الحرارة عن طريق الشريان الصدغي ما يأتي:
- وضع مستشعر الحرارة على منتصف جبهة الرضيع.
- الضغط بشكلٍ مستمر على زر الماسح الضوئي.
- تحريك مقياس الحرارة ببطء عبر الجبهة باتجاه الجزء العلوي من أذن الرضيع ، مع ضرورة التأكد من استمرار لمس الماسح للجلد أثناء قياس درجة الحرارة.
- التوقف عن الضغط على رز الماسح الضوئي عند خط الشعر.
- أخذ قراءة درجة الحرارة.
عن طريق الاذن
بشكلٍ عامّ، لا يُوصى بقياس درجة الحرارة عن طريق الأذن بسبب صعوبة الحصول على قراءات جيدة ودقيقة باستخدام هذه الطريقة، ويتمّ قياس درجة الحرارة عن طريق الأذن كما يأتي:
- تشغيل الجهاز، ووضع ميزان الحرارة برفق داخل أذن الرضيع.
- اتباع التوجيهات التي تأتي مع ميزان الحرارة للتأكد من إدخال ميزان الحرارة بمسافةٍ مُناسبة في قناة الأذن.
- تثبيت ميزان الحرارة في مكانه بإحكام إلى حين سماع صوت يُشير إلى أخذ قراءة درجة الحرارة أو أيّ إشارة أخرى حسب الشركة المصنّعة.
- إزالة ميزان الحرارة وقراءة الرقم الظاهر على الشاشة.
عن طريق الفم
لا يوصى بقياس درجة الحرارة عن طريق الفم للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمسة أعوام لعدم قدرتهم على إبقاء ميزان الحرارة تحت اللسان لفترةٍ كافية.
دواعي مراجعة الطبيب
تنبغي مراجعة الطوارئ فورًا إذا بلغت درجة الحرارة المُقاسة عن طريق الشرج أو الشريان الصدغي 38 درجة مئوية أو أكثر لدى الرضع الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر، وتتضمّن الحالات الأخرى التي تستدعي مراجعة الطبيب عند ارتفاع درجة حرارة الرضيع ما يأتي:
- إذا كان عمر الرضيع أقلّ من 3 أشهر ويُعاني من الحمى، حتى لو لم تظهر عليه أيّ علامات أخرى تدل على وجود أيّ مرض.
- إذا كان عمر الرضيع بين 3 أشهر و12 شهراً، اذ قد تكون الحمّى علامة على مرض الرضيع.
- إذا كان الطفل أكبر من سنة فتبنغي زيارة الطبيب إذا لم تتحسّن الحمّى خلال 48 ساعة من ظهورها أو كانت الحمّى مصحوبةً بواحد أو أكثر ممّا يأتي:
- صعوبة في التنفس.
- النعاس والنوم المفرط.
- عدم الرغبة في شرب الماء وانخفاض معدل التبول.
- التقيؤ بشكلٍ مُتكرر أو المعاناة من نوباتٍ متكررة من الإسهال.
- ظهور علامات مُعينة؛ مثل تصلّب الرقبة، أو الصداع المستمر، أو انزعاج العيون عند التعرّض للضوء.
- الشعور بالألم.
نصائح هامّة للوالدين ومقدمي الرعاية الصحية
ينبغي التنويه إلى العديد من الأمور والظروف التي قد تؤثر في قياس درجة الحرارة لدى الرضيع، وفي حال وجود أيٍّ منها فإنّ الأمر يستلزم عدم قياس درجة الحرارة وإعطاء فرصة للرضيع حتى يبرد جسمه دون الوصول إلى القشعريرة ، ومن ثمّ قياس درجة حرارته، ويُمكن بيان أبرز هذه الأمور والظروف فيما يأتي:
- لف الرضيع بالأغطية كالبطانيات.
- القياس في غرفة ذات حرارة عالية.
- نشاط الرضيع العالي.
- احتضان الرضيع زجاجة ماء ساخن.
- إلباس الرضيع الكثير من الملابس.
- الاستحمام.
وأخيراً، يُنصح باستخدام ميزان الحرارة تحت الإبط لأخذ فكرة عن درجة حرارة الرضيع والتأكد من وجود الحمّى، فإذا كانت درجة الحرارة التي تمّ قياسها عن طريق الإبط مرتفعة فتنبغي إعادة قياس درجة الحرارة من خلال طريقة أكثر دقة؛ كالقياس عن طريق فتحة الشرج مثلاً، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة تجنّب الاعتماد على لمس الجلد كطريقة لقياس درجة الحرارة؛ إذ إنّ دفء جلد الرضيع أو برودته لا يُغني عن قياس درجة الحرارة بالطرق الدقيقة التي ذكرناها سابقًا.
فيديو ما هي درجة حرارة الطفل الطبيعية
تابع الفيديو لتعرف أكثر عن المعدل الطبيعي لحرارة الطفل