موضوع عن الأب
فضل الأب ومكانته في الإسلام
للأب أهمية عظيمة في الأسرة، فهو ركنها والمسؤول عن أفرادها من نفقةٍ وتنشئةٍ وغيرها، وقد أمر الله بطاعته والإحسان إليه، وبرُّ الأب يكون في حياته وبعد موته، فمن فاته الإحسان إلى والديه في حياتهما، فقد جعل الله له ذلك بعد موتهما، إذ اعتنى الإسلام الحنيف بالأبِّ أشد عناية، ومن مظاهر هذه العناية:
- جعل له مكانة عظيمة حتى أنّ الله -تبارك وتعالى- ربط بين رضا الوالدين ورضاه سبحانه؛ ولعلّ ذلك لأنّهم السبب المحسوس المباشر في وجود الولد، ومن كان سببًا في وجودك كان حقه عظيمًا.
- من عظيم اعتناء الإسلام بالاب أنّه فرض على المسلم برّه حتى لو كان مُشركاً.
- أوجب على الابن رعاية والديه والإنفاق عليهما وطاعتهما فيما لا يخالف أمر الله؛ لأنّه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق.
- جعل طاعة الوالدين والاستجابة لهما إذا قاموا بالنداء عليه مقدمة على صلاة النافلة، فيجوز ترك صلاة النافلة من أجل إجابتهما.
أهمية دور الأب في الأسرة
للأب دور عظيم في الأسرة، فهو ركنها الركين، ومن أدوار الأب في الأسرة ما يأتي:
- الإنفاق على عياله وكفايتهم من مأكلٍ وملبسٍ ودواءٍ وتعليمٍ، فالأب يفني وقته وجهده في سبيل تأمين حاجات أبنائه.
- حقّ القوامة للرجل؛ وهذا دليل على دوره الكبير كزوجٍ وأبٍ، فهو المسؤول أمام الله -تبارك وتعالى- عن زوجته وأبنائه، فتجب عليه رعايتهم ومخافة الله فيهم.
قال صلى الله عليه وسلم: في واجب رعاية الأب لأهل بيته:(كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ)، بمعنى أنّ الرجل راعٍ بالقيام على زوجته وأبنائه بالحق بالنفقة وحسن المعاشرة والتأديب وتعليمهم كلمة التوحيد.
- للأب دور عظيم في تعليم أبنائه العقيدة الإسلامية الصحيحة وتنشئتهم تنشئة قويمة، وتعليمهم أركان الإسلام ، وكيفية أدائها.
- دوره في تعليم الأبناء مكارم الأخلاق، ومسؤوليته بأن يكون لهم القدوة والمثل الأعلى.
- كما يظهر دور الأب جلياً من خلال تحذيره لأبنائه من الوقوع في المحرمات.
- دوره في تعليم أبنائه كيفية مواجهة الشبهات وردها، وعدم الوقوع فيها.
كيفية بر الأب والإحسان إليه في حياته
أمرنا الله -تبارك وتعالى- ببر الوالدين، وجعل طاعتهما مقرونة بطاعته -سبحانه وتعالى-؛ ففضل الوالد عظيم يصعب مجازاته، وثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال:(لا يَجْزِي ولَدٌ والِدًا، إلَّا أنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فيُعْتِقَهُ)،، ولكن كيف يكون بر الأب:
- يكون بر الوالدين بإدخال السرور عليهما؛ لما ورد (أنَّ رجلًا جاء النبي الكريم فاستأذنَه في الجهادِ فقال :إني أريدُ أنْ أجاهدَ معكَ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ تعالَى عليه وسلم : ألكَ أبَوانِ ؟ قال: نعم، قال: كيف تركتَهُما ؟ فقال: تركتُهما وهما يبكيانِ، فقال: ارجِعْ إليهما وأضحِكهُما كما أبكيتَهُما).
- يكون بر الأب بأن لا يسبه وأن لا يكون السبب في سبه أو شتمه، فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (منَ الكَبائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ والِدَيْهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وهلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ).
- من بر الوالدين الاعتراف بفضلهما والدعاء لهما.
- من تمام البر بالأب صلة أهل وده وأحبابه.
كيفية بر الأب والإحسان إليه بعد وفاته
لا يتوقف برّ الأب على حياته، بل يجب برّه بعد وفاته، ويكون ذلك من خلال:
- الاستغفار والدعاء له، وذلك لقول الله -تبارك وتعالى- ذاكراً دعاء سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- :(ربَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)، ولما روي عن أبي هريرة -رضي الله عليه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ اللهَ ليَرفعُ العبدَ الدرجةَ فيقولُ : ربِّ أنَّى لي هذه الدرجةُ ؟ فيقولُ : بدعاءِ ولدِكَ لك).
- قضاء الدين عنه.
- قضاء النذور والكفارات عنه.
- تنفيذ وصيته، فيما لا يزيد عن ثلث التركة.
- صلة الرحم التي لا توصل إلا به؛ لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال:(مَنْ أحبَّ أن يَصِلَ أباهُ في قبرِهِ، فلْيَصِلْ إخوانَ أبيهِ منْ بعدِهِ).
- إكرام صديقه.
- الصدقة عنه.