مفهوم الحياة المعاصرة
مفهوم الحياة المعاصرة
يُطلق مفهوم الحَياة المُعاصرة عادةً على نمطِ الحياة الحاليّة التي يعيشها الناس، والذي يُعتبر نتاجاً مهمّاً لتطور الإنسانية ، وتراكم المعارف عبر قرون عديدة خالية عانى فيها الإنسان ما عانى من الصعوبات، والتحديات، مما زاد من حصيلة خبراته، وضاعف من قدرته على حل مختلف أنواع المشكلات التي يتعرَّض لها، حتى وصل إلى ما وصل إليه في هذا العصر. ويتّسم العصر الحالي بالعديد من السمات المهمّة، الناتجة عن التطوّر الهائل الحاصل حالياً، وقد أثر ذلك بشكل مباشر على الإنسان، وعلى كافة الجوانب التي تمسُّه؛ كالاقتصاد، والتعليم، والصحة، والعلاقات الاجتماعية، والسياسية، والدينية، وغيرها، مما جعل إنسان اليوم يختلف اختلافاً كلياً عن أسلافه.
سمات الحياة المعاصرة
من سمات الحياة المعاصرة ما يلي:
- السرعة: يُكثِر بعضُ الناس من ترديد عبارة (هذا العصر هو عصر السرعة)، فهذه العبارة لم تأت من فراغ، بل ممّا لمسه الناس من أن أوقاتهم تمضي وهم في غفلة عنها، وهذه السرعة ناتجة أساساً من تعدّد احتياجات الإنسان، مما جعله يسعى ليل نهار لتلبيتها، على العكس ممّا كان عليه الأسلاف، فقد كانت احتياجاتهم مقتصرة على أمور محدودة، وأساسية، ومن هنا فقد كانوا أقدر على الموازنة بين الأنشطة المختلفة؛ كالعمل، والعبادة ، والتّواصل الاجتماعي، وغير ذلك.
- التقدم العلمي: لم يَعرف التّاريخ الإنساني حقبةً شهدت تقدُّماً علمياً كعصرنا الحالي؛ حيث انعكس ذلك على كافة مجالات الحياة، مما جلعها أفضل، على الرغم من محاولات البعض لاحتكار التقنيات، والمنجزات العلمية، وحرمان الآخرين الذين لا يمتلكون المال منها.
- الانفتاح واختلاط الثقافات: بفضل التقنيات الحديثة، ووسائل الاتصالات المتطوّرة، وشبكة الإنترنت ، والحواسيب، ومواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها باتت المجتمعات الإنسانيّة منفتحةً على بعضها البعض بشكل لا نظير له، ممّا أدّى إلى خلق ثقافة عالمية - إن صحَّ التعبير-، صارت هي صاحبة التأثير الأكبر على شكل الحياة بشكل عام.
التغلب على سلبيات الحياة المعاصرة
تمتلك الحياة المُعاصرة العَديد من السلبيّات الخطيرة، على الرّغم من وجود العديد من الإيجابيات لها أيضاً، ومن هنا فإنّ من أبرز أسباب التمتع بحياة صحية: التغلب على السلبيات، وعلى رأس هذه السلبيات تأتي المادية التي سيطرت على مفاصل حياة الإنسان، وأفرغته من مضمونه، وهنا فإنّه يجب على الإنسان أن يتمسّك بالقيم الروحيّة السامية التي تُعلي من قيمته، والتي تنفض الغبار عن الخير الكثير الموجود داخله. وإلى جانب ذلك، فإنّ إعادة إحياء دور الأسرة من جديد يُعتبر الوَسيلة الأولى والأهمّ في سبيل مواجهة انفراط عقد المجتمعات؛ فالأسرة هي نواة المجتمع، وهي التي بصلاحها، وبتماسك أفرادها تصلح المجتمعات، ويصلُح العالم. من جهة أخرى، فإنّ على الإنسان أن يكبح جماح شهواته، خاصّةً شهوة الاستهلاك، والتي تجعله عبداً للمال، وللعمل؛ فبعض الناس تُستهلَك صحتهم مُبكِّراً في العمل لأوقات طويلة جداً، لتحصيل سلع لا يحتاجونها.