مفهوم الجمعة السوداء (البلاك فرايدي)

الجمعة السوداء (البلاك فرايدي)

تُعرف الجمعة السوداء (بالإنجليزية: Black Friday) بأنها اليوم الذي يأتي بعد عيد الشكر، حيث يكون هذا اليوم حافلًا بالخصومات المذهلة، وبذلك يكون هناك فرصة جيّدة لشراء السلع في يوم العطلة من المتاجر التقليدية، أو من المتاجر الإلكترونية عبر الإنترنت ، إذ يكون هذا اليوم بمثابة بداية موسم التسوق.

يبدأ التجّار بالحملات الإعلانية قبل حلول يوم الجمعة السوداء، وتُفتح المتاجر منذ ساعات الفجر الباكرة أو حتّى قبلها لجذب الزبائن؛ لذا من الشائع تخييم الناس في بعض الدول خلال الليل لضمان أخذ دور في الصفوف الأولى للدخول إلى متجرٍ ما، كما أنّ البعض قد يضطر للبقاء في مواقف السيارة لأيامٍ أو أسابيع للحصول على السلعة بالخصم الذي يُريد.

أصل مفهوم الجمعة السوداء

انطلق مفهوم الجمعة السوداء لأول مرّة في 24 أيلول عام 1869م، وذلك عندما أقدم مستثمران برفع أسعار الذهب بصورة مفاجئة، ممّا أدى إلى حدوث انهيار اقتصادي كبير في ذلك اليوم، فانخفضت أسعار الأسهم بنسبة 20%، وتوقّفت حركة التجارة الخارجية، كما انخفضت أسعار المحاصيل الزراعية الأساسية، كالقمح والذرة بنسبة وصلت إلى 50%.

أطلقت شرطة فيلادلفيا اسم الجمعة السوداء على الجمعة التي فصلت بين عيد الشكر واليوم المخصص لألعاب الجيش والبحرية في خمسينيات القرن العشرين، وذلك لاضطرارهم للعمل لساعات متواصلة في تلك الليلة بسبب تهافت كلًّا من السياح وأهل البلد أنفسهم في نفس اليوم للتسوق، وفي أواخر الثمانينات انتشر هذا المصطلح وأصبح متداولًا.

يعتقد البعض بأنّ اختيار اللون الأسود في التسمية يعود إلى كثرة الأرباح المحقّقة في ذلك اليوم، فالتجّار قد اعتادوا قديمًا على تدوين الأرباح باللون الأسود في دفاترهم، أمّا الخسائر فتكون باللون الأحمر، وقد استُخدم هذا المصطلح بصيغةٍ رسميةٍ مطبوعة لأوّل مرّة في الإعلانات عام 1966م.

توقيت الجمعة السوداء

يُصادف عيد الشكر في الولايات المتّحدة الأمريكية يوم 25 من تشرين الثاني لعام 2021 م، وبذلك تكون الجمعة السوداء حسب المُتّفق في يوم 26 من نفس الشهر، إذ تكون عادةً بعد انتهاء عطلة العيد، إلا أنّ بعض التجّار يبدؤون الخصومات بفترة تسبق العيد أحيانًا بهدف زيادة مبيعاتهم.

يوضّح الجدول أدناه مواعيد الجمعة السوداء خلال السنوات القادمة لمن يرغب بالاستفادة من الخصومات مستقبلًا:

تخفيضات وعروض الجمعة السوداء

تشمل عروض وتخفيضات الجمعة السوداء أنواعًا مختلفة من المنتجات في معظم المتاجر، أو من خلال المتاجر الإلكترونية بنسبٍ تتراوح بين (20-70)%، وبذلك تحقّق المتاجر مبيعات عالية خلال ساعات معدودة أحيانًا من خلال تهافت الزبائن عليها، إذ تقوم بالإعلان مسبقًا عن الخصومات من خلال المواقع الإلكترونية، ومن هذه المنتجات:

• الأزياء.
• المنتجات الصحية.
• الإلكترونيات، وخصوصًا الهواتف المحمولة.
• الأجهزة والأدوات المنزلية.
• القرطاسية.

تعدّ الجمعة السوداء أحد أهم أيام التسوق في جميع أنحاء العالم، وقد أُخذت هذه الفكرة من الولايات المتحدة الأمريكية، ليستفيد منها اقتصاد الدولة والمستهلك على حدّ سواء، ومن هذه الدول ما يأتي:

• البرازيل.
• المملكة المتحدة.
• ألمانيا.
• فرنسا.
• إيطاليا.
• إسبانيا.

الجمعة السوداء (الجمعة البيضاء) في البلاد العربية

اتُّفق على مصطلح مكافئ للجمعة السوداء في منطقة الشرق الأوسط، وهو الجمعة البيضاء، وذلك لأنّ يوم الجمعة هو يوم مقدّس وحسّاس من الناحية الدينية، ويُفضّل الابتعاد عن إعطائه أوصافًا سلبية.

وتكون الجمعة البيضاء في نفس التوقيت المعتمد في آواخر تشرين الثاني عادةً، كما بدأ موقع اسمه سوق بتطبيق الفكرة عام 2014 م، لزيادة حركة التجارة الإلكترونية، بصورة مشابهة للجمعة السوداء في أمريكا، وبطريقة أكثر اتّساقًا مع منطقة البلاد العربية، إذ إنّ عيد الشكر لا يُحتفل به لدى المسلمين ولا يكون يوم عطلة أصلًا.

جاءت الجمعة البيضاء لتلبية جميع الاحتياجات لمختلف المستويات الاقتصادية للسكّان في الشرق الأوسط، من خلال الخصومات والصفقات على أنواع مختلفة من المنتجات والاستعداد لها من خلال الإعلانات التي تسبقها، ومن ذلك ما يأتي:

• الإعلان عن خصومات في مختلف المتاجر التي قد تصل أحيانًا إلى 70%.
• الترويج للخصومات من خلال التأكيد على أنّ العروض المُقامة في هذا اليوم هي الأضخم على مدار العام.
• البدء في الترويج قبل الجمعة البيضاء بمدّة كافية قد تصل إلى 5 أسابيع، أي في منتصف تشرين الأول.
• الاعتماد على الألوان الثلاثة الآتية: الأبيض، والأسود، والأحمر في توحيد إعلانات الجمعة البيضاء.