مفهوم التمييز الطبقي
مفهوم التمييز الطبقي
يشير مفهوم التمييز الطبقي إلى التحيز على أساس الطبقة الاجتماعية، والذي يشمل كل المواقف والسلوكيات الفردية، و الأنظمة السياسية ، والممارسات التي وضعت لإفادة الطبقات العليا على حساب الطبقات الاجتماعية الدنيا، ويمكن تعريف التمييز الطبقي على أنه:
- الاعتقاد بأن مركز الشخص الاجتماعي أو الاقتصادي هو ما يحدد قيمته في المجتمع.
- صدور السلوك الذي يعكس الاعتقاد بالتمييز الطبقي والتحيز، كمعاملة الفتى الأبيض الغني في المدرسة معاملة مختلفة عن باقي الأولاد.
- القمع الممنهج للطبقة الدنيا والوسطى لصالح الطبقة العليا.
كيف يحدث التمييز الطبقي؟
يصنف التمييز الطبقي الأشخاص بحسب عدة حالات تشمل الحالة الاقتصادية، و النسب ، والحالة الوظيفية، ومستوى التعليم وغيرها من التقسيمات، إذ ينظر إلى أفراد الطبقة المتوسطة والطبقة العليا أو الحاكمة على أنهم أكثر ذكاءً وسموًا من أصحاب الطبقة العاملة أو الفقيرة.
ويطلق على أفرد المجموعة الأولى اسم المجموعة المهيمنة، بينما يطلق على أصحاب الطبقة الأخرى اسم المجموعة التابعة، وعلى هذا الأساس يحدد أفراد الطبقة المهيمنة ما هو جيد، أو مقبول، أو طبيعي، أو مسموح لأعضاء الطبقة التابعة الفقيرة في تسلسل هرمي طبقي.
ويشعر أصحاب الطبقة العاملة أو الفقيرة بالدونية عندما ينظرون لأصحاب الطبقة المهيمنة، وعلى هذا فهم يقبلون مواقف الطبقة العليا تجاههم، بل ويبررونها لأنفسهم، لذا يصاحبهم دائمًا شعور بالازدراء والخجل من أنفسهم، ويشعر كل منهم بتفوقه الطبقي تجاه الأشخاص الأقل منه قليلًا، مع الشعور بالعداء واللوم تجاه الأشخاص الفقراء الآخرين، واعتقادهم بأن المؤسسات الطبقة مؤسسات عادلة.
وبالنسبة لمعتقدات الطبقة الوسطى والأثرياء، فهم يستوعبون مواقف المجتمع المهيمن تجاههم أيضًا، ويقبلون ويبررون التمييز الطبقي، الذي يعطي لهم على حساب غيرهم مزايا ملموسة وغير ملموسة، مثل التواصل مع الشخصيات المهمة وأصحاب العمل، الأموال الموروثة، الرعاية الصحية الجيدة لهم ولأطفالهم، التعليم الجيد، السلطة وغيرها.
تاريخ التمييز الطبقي
كان يوجد في أوروبا قبل القرن السابع عشر نظاماً إقطاعي مكون من فلاحين اللذين يعملون لصالح كبار الملاك واللوردات، ومع نمو الصناعة والنظم الاقتصادية الرأسمالية بحلول القرن التاسع عشر، ظهرت طبقة العمال الذين يعملون بالأجر لدى الرأسماليين الأثرياء، وأصبح الفلاحون جزءاً من طبقة العمال، الذين يعملون لصالح الطبقة العليا الثرية.
فمع بدايات القرن التاسع عشر وشهود المجتمعات تغيرات كثيرة بسبب نمو الاقتصاد والتصنيع، أدى هذا لتوزيع غير متكافئ للثروة والسلطة، وقد كان نتاج هذا ظهور الطبقية، مع كل التعاملات المترتبة عليها من عدم المساواة والتحيز الذي ظل طوال القرن العشرين.
إذ استغلت الطبقة المهيمنة الطبقة الفقيرة أو العاملة، وفرضت أجور منخفضة مع ساعات عمل طويلة وظروف عمل خطرة، وخلال القرن الحادي والعشرين ظهرت طبقة اجتماعية أخرى اكتسبت مكانتها بناءً على عوامل مختلفة، مثل علاقات الأسرة، اسم العائلة، النجاح في الحصول على وظيفة محترمة، التعلم في إحدى مدارس النخبة، تحقيق إنجازات شخصية ومهنية، الزواج من أحد أفراد الطبقة المهيمنة وغيرها، وهذا ما ساعدهم في الوصول إلى مناصب سياسية رفيعة ومنحهم مكانة اجتماعية عالية.