مفهوم التربية في الإسلام
مفهوم التربية في الإسلام
تُعَرَّفْ التربية في الإسلام في اللغة على أنها؛ كلمةٌ مشتقة من الفعل "رَبَبْ"، والاسم منها هو "الرَّب"، وهي كلمةٌ تطلق على المالك والسيد الذي يكون فيه صفات الطاعة والإصلاح، وكلمة التربية أيضًا مأخوذة من المعنى الثالث وهو الإصلاح، وتُعَرَّفْ في الاصطلاح؛ على أنها تنشِئَة وتكوين إنسان وشخص سليم ومتكامل، من جميع النواحي المختلفة والمتعددة، وذلك من الناحية الصحية.
وتكون أيضًا في النواحي العقلية والاعتقادية، والنواحي الروحية الاعتقادية، والنواحي الإدارية والإبداعية،وينظر علماء المسلمين على أن التربية في الإسلام هي تربيةٌ مستمدةٌ من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وتقوم بتعهد الإنسان بدنيًا وعقليًا وروحيًا، وجاء في تعريفها أنها: "الأسلوب الأمثل في التعامل مع الفطرة البشرية، توجيهًا مباشرًا بالكلمة، وغير مباشر في القدوة".
كما أن التربية في الإسلام هي منهجٌ كاملٌ ومتكاملٌ للحياة التي يعيشها الفرد؛ حيث تقوم بالحرص على الفرد والمجتمع معًا، وتهتم بالأخلاق الفاضلة، وتهتم أيضًا بالتوازن الذي يكون بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وتقوم التربية في الإسلام على ثلاثة أسس وهي: الأسس التعبدية، والأسس التشريعية، والأسس الفكرية.
مرادفات مصطلح التربية في الإسلام
لم يرد مصطلح التربية الإسلامية في القرآن الكريم، ولا في السنة النبوية الشريفة، ولكنها وردت بألفاظ تدل على معناها، سأقوم بذكر بعضٍ من هذه المرادفات:
- مصطلح التنشئة
ويقصد به تربية ورعاية الفرد منذ صغره، جاء في قوله -تبارك وتعالى-: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
- مصطلح الإصلاح
ويقصد به تغيير الفرد والمجتمع إلى الأفضل، وهو مصطلح ضد الفساد، ويقوم على الاعتناء بالشيء واصلاحه من الاعوجاج.
- مصطلح التأديب أو الأدب
يقصد به أن الإنسان يجب عليه أن يتحلّى ويتصف بالمحامد من الصفات والأخلاق، وأن يبتعد عن الأفعال التي تتميز بداخلها بالقبح، وعدم الاستقامة.
- مصطلح التهذيب
ويقصد به تهذيب النفس البشرية وتنقيتها.
- مصطلح التطهير
ويقصد به تنزيه النفس البشرية عن الأدناس والدنايا.
- مصطلح السياسة
ويقصد به القيادة وحسن تدبير الأمور.
- مصطلح النصح والإرشاد.
- مصطلح الأخلاق.
- مصطلح التعليم.
مفهوم التربية في الإسلام وأهميتها ومكانتها
يتجلى في أهمية ومكانة التربية في الإسلام على أمور عديدة ومهمة في حياة الفرد، سأقوم بذكر بعض من هذه الأمور:
- تكمن أهميتها في إعداد الأجيال بحيث يكون إعدادًا سليمًا، وصالحًا، ومستقيمًا، ويكون أيضًا إعدادًا يبقى راسخًا وعميقًا في نفس الإنسان.
- تعْصِمُ التربية في الإسلام وتقي وتقوم بتحصين الأجيال من الانحراف، وتمنعها من الانزلاق.
- تَعْتَبر التربية في الإسلام الفرد المسلم على أنه بناء متكامل، يكون قوامه الروح، والعقل، والجسم، ويكون أساسه الإيمان بالله -عز وجل-، والعمل في الأرض من أجل تحقيق البناء، والنماء، والإنشاء.
- تقوم التربية الإسلامية على بناء الفرد في بيته؛ وذلك من خلال اقتداءه بأفراد عائلته والمجتمع من حوله، وتعمل أيضًا على إقامة علاقة وطيدة وقوية بين البيت والمدرسة، حيث تكون العناصر الأساسية في هذه العلاقة هم الأباء والأساتذة والمتعلمين جميعًا.
- يعتبر قوام التربية في الإسلام وأساسها هو الأخلاق؛ حيث لا يقرُ الإسلام على الفصل بين التعليم والتربية، أو بين التربية والأخلاق.
- تعمل التربية في الإسلام على كشف وإظهار جوهر الإسلام ومبادئه، وتقوم باظهار وبيان قيمته وروحه وتشريعاته.
- تكمن أهميتها أيضًا بتكوين الوعي السليم بأن الإسلام هو عقيدة وعبادة وأخلاق، وبالإضافة إلى أنه علم وعمل.
- تتضح أهميتها ومكانتها في بيان حاجة الإنسان إلى القيم الإسلامية الصالحة لكل زمان ومكان.
- تقوم بتوضيح وإبصار الناشئة بكل ما جاء به الإسلام؛ من حكمة وصلاح الفرد في دنياه وآخرته.
آيات قرآنية دلت في مفهومها على التربية في الإسلام
يتجلى في القرآن الكريم آيات كريمة، اشتمل محتواها ومضمونها على التربية الإسلامية الصحيحة، ومن هذه الآيات الكريمة:
- قوله -تبارك وتعالى- في سورة لقمان: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ* وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
- قوله -عز وجل-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا).