مفهوم الإمالة
مفهوم الإمالة
بيان معنى الإمالة لغةً واصطلاحاً فيما يأتي:
- الإمالة لغةً: من أمال، يميل، إمالةً، فهو ممالٌ، وإمالة الشيء جعله منحنياً.
- الإمالة اصطلاحاً: هي أن يُؤتى بالفتح نحو الكسر، وبالألف نحو الياء، أي تقريب الفتحة إلى الكسرة والألف إلى الياء، والغاية من ذلك؛ التجانس في الصوتين، وهناك كلمةٌ واحدةٌ تقرأ بالإمالة في رواية الإمام حفص عن عاصم هي كلمة: "مجريها" الواردة في قول الله -تعالى-: (وَقالَ اركَبوا فيها بِسمِ اللَّـهِ مَجراها وَمُرساها إِنَّ رَبّي لَغَفورٌ رَحيمٌ)، والإمالة في الآية السابقة هي إمالة فتحة الراء إلى كسرة، وإمالة الألف التي بعدها إلى الياء، وقد وضعت في المصحف الشريف علامة ضبطٍ دليل على وجود حكم الإمالة، وذكر سيبويه الإمالة في معرض حديثه عن الصوتيات، وقد عدّها ظاهرة خاصة بنطق الفتحة ونطق الألف، وعدّها كذلك من ظواهر المماثلة.
أقسام الإمالة
تنقسم الإمالة عند القرّاء إلى قسمين، هما: الإمالة الكبرى، والإمالة الصغرى؛ وهناك مسمياتٌ تطلق على كليهما معاً؛ فيُطلق على النوعَين الكسر، والإشارة إلى الكسر، والترقيق، والترخيم، وفيما يأتي شرح وبيان الإمالتين:
الإمالة الكبرى
تعرف بأنّها تقريب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء، وذلك دون القلب إلى الكسرة أو الياء بشكلٍ تامٍ ودون إشباعهما، فلا تظهر الفتحة كسرة تماماً، ولا تظهر الألف ياءً تماماً، وهي الإمالة المقصودة عند إطلاق لفظ الإمالة، فمتى ذُكرت الإمالة تبادر إلى الذهن الإمالة الكبرى، ولها مرادفاتٌ دالةٌ على معناها، وهي: الإمالة الشديدة، والإضجاع، والبطح، والإمالة المحضة، والإجناح، والإشباع، والألف المعوّج.
الإمالة الصغرى
وهي حالة وسط بين الفتح الوسط وبين الإمالة الشديدة، وتعرف بالإمالة المتوسطة؛ إذ هي أصعب نطقاً من الإمالة الكبرى؛ وذلك لأنّها تحتلّ مرتبةً وسط بين الفتح وبين الإمالة، ولا يتقنها إلّا القارئ المتقن، ولها مسمياتٌ أخرى تعرف بها، وهي: الإمالة المتوسطة أو الوسطى، والتقليل، وبين اللفظين، وبين بين، والتلطيف، والإشمام.
القُرّاء والإمالة
اختلفت آراء القرّاء اختلافاً كبيراً فيما جاء عنهم في باب الإمالة، فهناك المُكثر منها وهناك المقلّ، ومنهم من قد اشترك مع غيره، ومنهم من قد انفرد بإمالةٍ دون أخرى -كما ذُكر سابقاً عند حفص عن عاصم-، ومنهم من اطرد فيها، ومنهم من خالف الأصل الذي هو عليه، وكلهم على هذا المنهج متبعون ليسوا مبتدعين شيئاً من عندهم، ومن صح وجهٌ عنده قرأ به، ويُذكر فيا يأتي القراء بين مكثر ومقلّ وبين من لم يمل أصلاً:
- مَن لم يمل أصلاً: دلّت القراءات المتواترة والمقروءة بها على أنّ القارئان ابن كثير وأبو جعفر لم يميلا شيئاً في القرآن كلّه، أمّا غيرهما من القرّاء فقد أمالوا بعضاً من ألفاظ القرآن الكريم
- مَن أقلّ منها: وهم الأئمة: قالون، والأصبهاني عن ورش، وابن عامر، وعاصم، ويعقوب.
- مَن أكثر منها: وهم الأئمة: الأزرق عن ورش، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف.