مفاتيح بحور الشعر العربي
مفتاح البحر الطويل
طَويلٌ لَهُ دُونَ البُحورِ فضائل
- فَعُوْلُنْ مَفَاْعِيْلُنْ فَعُوْلُنْ مَفَاْعِلُ
مثال على البحر الطويل
يقول زهير بن أبي سلمى:
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
- بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
- مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ
بِها العِينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
- وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
- فَلَأيًا عَرَفتُ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
مفتاح البحر المديد
لِمَدِيدِ الشِّعْرِ عِنْدِي صِفَاتُ
- فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
مثال على البحر المديد
يقول ابن هانئ الأصغر في قصيدته:
ليتها إذ قاسَمَتْكَ العِناقا
- علّمَتْكَ الصبرَ لا الاشتياقا
لِنُسائلْ مِعْصَمَيْنا فإِنَّا
- ما نطقنا مذ عرفنا الفراقا
كم على جيدٍ وخصرٍ أُدِيرَا
- مَرَّةً عِقْداً وأُخرى نِطاقا
وكأَنَّ الحُسْنَ آلاتُ خَرْطٍ:
- أَبرَزَتْ في الصَّدْرِ منها حِقَاقا
سَفَرَتْ عن بدرِ تِمٍ فلما
- نُبِّبَتْ كان النّقابُ المِحَاقا
وجرت في قمرِ الخدِّ منها
- عبرةٌ كانت عليهِ انشقاقا
مفتاح البحر الوافر
بحور الشعر وافرها جميل
- مفاعلتن مفاعلتن فعولن
مثال على البحر الوافر
يقول عنترة بن شداد في قصيدة على البحر الوافر:
إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناعا
- وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا
فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنه
- ودافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا
وَلا تَختَر فِراشًا مِن حَرير
- وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا
وَحَولَكَ نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزن
- وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِفاعا
يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي
- إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا
وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ
- يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا
مفتاح البحر البسيط
إِنَّ الْبَسِيْط لَدَيهِ يُبْسَطُ الأَملُ
- مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُن
مثال على البحر البسيط
يقول ابن هانئ الأصغر في قصيدة على البحر البسيط:
زادَ العقيق بخدٍ غيرِ مُنْتَقِبِ
- قاني الغلالَةِ كالهنديِّ مُخْتَضِب
بدرٌ تَمَزَّقَ عنه الليلُ حين سرى
- كذلك البدرُ يَسْري غَيْرَ محتجب
ذو غُرَّةٍ قُنِّعَتْ بالحسن من قَمَرٍ
- ولَبَّةٍ قُلِّدِتْ بالحَلْي من شُهُب
خدٌّ أَلَمَّ لريعانِ الشبابِ به
- سحرٌ تدرَّعَ فيه الماءُ باللهب
لا تُصْغِرَنِّي لكونِ الجسم مُغْتَرِبًا
- فإنَّ في الجسم عقلاً غيرَ مُغْتَرِب
يَغْنَى اللبيبُ بعقلٍ منه عن فِطَنٍ
- حيث استقرَّ وعن أُمٍ له وأب
وهل أَخافُ من الأيام نائبةً
- وللسديد يدٌ تَسْطُو على النُّوَب
مفتاح البحر الكامل
كمل الجمال من البحور الكامل
- متفاعلن متفاعلن متفاعلن
مثال على البحر الكامل
يقول عنترة بن شداد العبسي في معلقته:
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّم
- أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
أَعْيَاكَ رَسْمُ الدَّارِ لَمْ يَتَكَلَّـم
- حَتَّى تَكَلَّمَ كَالأَصَـمِّ الأَعْجَـمِ
وَلَقَدْ حَبَسْتُ بِهَا طَوِيلاً نَاقَتِي
- أَشْكُو إلى سُفْعٍ رَوَاكِدِ جثَّـمِ
يَادَارَ عَبْلَـةَ بِالجَوَاءِ تَكَلَّمِي
- وَعِمِّي صَبَاحًا دَارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي
فَوَقَفْتُ فِيهَا نَاقَتِي وَكَأنَّـهَا
- فَدَنٌ لأَقْضِي حَاجَـةَ المُتَلَـوِّمِ
وَتَحُلُّ عَبْلَـةُ بِالجَـوَاءِ وَأَهْلُنَـا
- بِالْحَـزْنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ
حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ
- أَقْوَى وَأَقْفَـرَ بَعْدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
مفتاح بحر الهزج
عَلَى الأَهْزَاجِ تَسْهِيلُ
- مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُ
مثال على بحر الهزج
يقول ابن الرومي في قصيدته:
ألا يا أَيُّهَا الشَّاك
- ـرُ والمطْنِبُ في المدحِ
لئن أبدى أبو عيسى
- لأهل الصفح والمنحِ
فأمِّلْ خير مأمولٍ
- لحمْل الثِّقْلِ ذي الفدْحِ
وَرِدْهُ الغَبَّ والرِّفْهَ
- فحاشاهُ مِن النَّزْحِِ
ومن أن يرجع المَاتِـ
- حُ عنْه خائب المتْحِ
فتى نَزَّهَهُ الله
- عن التقْبيح والقُبْحِ
لنا في مَدْحِهِ سَبْحٌ
- طويلٌ أيّمَا سَبْحِ
مفتاح بحر الرجز
في أبحر الأرجاز بحر يسهل
- مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مثال على بحر الرجز
يقول أحمد شوقي في قصيدته:
مَن جَعَل المَغربَ مَطلَعَ الضُحى
- وَسَخَّر البَربر جُنداً لِلهُدى
وَصَرّف الأَيّامَ حَتّى أَحدَثَت
- ما كانَ في الأَحلامِ أَحلامَ الكَرى
وَأَظفَر الصابر بِالنُجح فَيا
- هَزيمة اليَأس وَيا فَوز الرَجا
وَنقّلَ الدَولةَ في بَيت الهُدى
- فَلَم تزُل عَن طُنُبِ إِلّا إِلى
سُبحانَهُ المُلكُ إِلَيهِ وَلَه
- يُؤتيهِ أَو يَنزِعهُ مِمَن يَشا
مفتاح بحر الرمل
رمل الأبحر ترويه الثقات
- فاعلاتن فاعلاتن فاعلات
مثال على بحر الرمل
يقول عنترة بن شداد في قصيدته:
يا أَبا اليَقظانِ أَغواكَ الطَمَع
- سَوفَ تَلقى فارِساً لا يَندَفِع
زُرتَني تَطلُبُ مِنّي غَفلَةً
- زَورَةَ الذِئبِ عَلى الشاةِ رَتَع
يا أَبا اليَقظانِ كَم صَيدٍ نَجا
- خالِيَ البالِ وَصَيّادٍ وَقَع
إِن تَكُن تَشكو لِأَوجاعِ الهَوى
- فَأَنا أَشفيكَ مِن هَذا الوَجَع
بِحُسامٍ كُلَّما جَرَّدتُهُ
- في يَميني كَيفَما مالَ قَطَع
وَأَنا الأَسوَدُ وَالعَبدُ الَّذي
- يَقصِدُ الخَيلَ إِذا النَقعُ اِرتَفَع
مفتاح البحر الخفيف
يَا خفيفا خَفَّتْ بِهِ الْحَرَكَاتُ
- فَاْعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلاتُ
مثال على البحر الخفيف
يقول أحمد شوقي في قصيدته:
يا شِراعًا وَراءَ دِجلَةَ يَجري
- في دُموعي تَجَنَّبَتكَ العَوادي
سِر عَلى الماءِ كَالمَسيحِ رُوَيدًا
- وأجر في اليَمِّ كَالشُعاعِ الهادي
وَأتِ قاعًا كَرَفرَفِ الخُلدِ طيبًا
- أَو كَفِردَوسِهِ بَشاشَةَ وادي
قِف تَمَهَّل وَخُذ أَمانًا لِقَلبي
- مِن عُيونِ المَها وَراءَ السَوادِ
وَالنُواسِيُّ وَالنَدامى أَمنِهِم
- سامِرٌ يَملَأُ الدُجى أَو نادِ
خَطَرَت فَوقَهُ المِهارَةُ تَعدو
- في غُبارِ الآباءِ وَالأَجدادِ
أُمَّةٌ تُنشِئُ الحَياةَ وَتَبني
- كَبِناءِ الأُبُوَّةِ الأَمجادِ
مفتاح البحر السريع
بحر سريع ماله ساحل
- مستفعلن مستفعلن فاعلن
مثال على البحر السريع
يقول ابن هانئ الأصغر في قصيدة على البحر السريع:
تلكَ البدورُ العامِريَّاتُ
- لها من الأَنْصُلِ هَامَاتُ
بدورُ أَسدافٍ تَثَنَّى بها
- في السَّيْرِ قُضْبٌ بَشَرِيَّات
تشكو نواهنَّ قلوبٌ وما
- لها سواهُنَّ سماوات
كِدْنَ يَكِدْنَ القُضْبَ لو بُدِّلَتْ
- أَوْراقُهُنَّ الذهبيَّاتُ
كلُّ عقيقيَّةِ خَدٍ لها
- فروعُ فَرْقٍ سَبَجِيَّات
يا شَرَكًا صيدَ بها طائرُ القَلْبِ
- أَما منكنَّ إفلات
مفتاح البحر المنسرح
مُنْسَرِحٌ فِيْهِ يُضْرَبُ الْمَثَلُ
- مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُوْلاتُ مُسْتَعِلُ
مثال على البحر المنسرح
يقول ابن قلاقس في قصيدته:
الحمدُ لله ليس لي نشَبُ
- لا وَرِقٌ حُزتُه ولا ذهَبُ
فخفّ ظهري منه وقلّ أذى
- وِزْري فما فيّ لامرئٍ أرَبُ
فمَنْ رآني فقد أحاطَ بما
- في الدارِ عِلماً هذا هو العجَبُ
سراجيَ البدرُ بالعشيّ وإنْ
- أنامُ ليلاً وسادَتي خشَبُ
وخيمتي خيمةٌ بلا عَمَدٍ
- ولا لها قبّةٌ ولا طُنُبُ
مفتاح البحر المضارع
تعد المضارعات
- مفاعيل فاعلاتن
مثال على البحر المضارع
يقول حسن الحضري في قصيدته:
سَرَى الشَّوقُ والسُّهادُ
- ووجدٌ هو المُفادُ
فصاخَتْ له عَوادٍ
- هي الحَرفُ والمِدادُ
بلَيلٍ تجُولُ فيه
- نجومٌ لها امتدادُ
إذا أقبلتْ تعدَّتْ
- ببأسٍ هو العتادُ
وإنْ أدبرتْ تولَّى
- بها الصَّفوُ والرُّقادُ
ولِي منكِ قبلُ وعدٌ
- به الصبرُ يُستزادُ
فإنْ أسْلُ ما دهاني
- فأنَّى ليَ ابتعادُ
وإنْ أصْبُ نحوَ وصلٍ
- فصَرمي هو المرادُ
فإنْ كان مِن وشاةٍ
- فما إنْ ليَ اعتمادُ
ولكنْ هو التَّأسِّي
- بقلبٍ له اعتقادُ
مفتاح البحر المجتث
إنْ جُثَّتِ الْحَرَكَاتُ
- مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلَاتُ
مثال على البحر المجتث
يقول ابن قلاقس في قصيدته:
هل من رفيق رفيقِ
- على فراق الفريقِ
وهل فؤاد معنّىً
- يَشْفى بدمعٍ طليقِ
ساروا بروضٍ أنيقِ
- على غواربِ نُوقِ
فمن ثغورِ أقاحِ
- ومن خدود شقيقِ
ورب بيضٍ نيوقِ
- كمثلِ بيضِ الأنوقِ
غرائبُ الحسنِ شتّى
- بغرّب والعقيقِ
وليس عنه طريقٌ
- وكم له من طريقِ
فانظر الى غيثِ دمعٍ
- واسمع برعدِ شهيق
واعجب لها زفراتٍ
- قامتْ مقامَ البروقِ
مفتاح البحر المقتضب
اقتضب كما سألوا
- مفعلات مفتعلن
مثال على البحر المقتضب
يقول مصطفى صادق الرفاعي في قصيدته:
هل لذا الجفا سببُ
- أم صدودهِ لعبُ
أم ذكاءُ ما برحتْ
- تجتلي وتحتجبُ
أم غدا كمشبههِ
- البدرُ ليس يقتربُ
شادنٌ لأعينهِ
- أنفُسُ الورى سلبُ
إن يعد فليسَ يفي
- والهوى لهُ أدبُ
يحكمُ الملاحُ على
- الصدقِ أنهُ كذبُ
وانتمى الجمالُ لهُ
- فهو للجمالِ أبُ
وهوَ من تدلُلِه
- هاجرٌ ومصطحبُ
مفتاح البحر المتدارك
حَرَكَاتُ الْمُحْدَثِ تَنْتَقِلُ
- فَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلُ
مثال على البحر المتدارك
يقول أحمد الغزال في قصيدته:
عظمت نعمٌ من أمير سَعيد
- الأنام بها في السرورُ يَزيد
ظَرفاً حِكمًا أدبًا حسبًا
- فاق أهلَ الثناء والفخارِ العَميد
يرتقي ذِروَةَ الماجدينَ كما
- للمعالي سما منهُ فعلٌ حَميد
مَلكٌ فضلُهُ في الوَرى واضِحٌ
- بَذلُهُ وافِرٌ كامِلٌ وَمديد
السعيدُ الذي أفصَحَت مدحٌ
- بمآثره كُلَّ يومٍ جديد
مَوردُ الحِلمِ مَنهَلُهُ كَرمًا
- كفُّهُ بالسخا واكِفٌ لا يَبيد
مفتاح البحر المتقارب
عن المتقارب قال الخليل
- فعولن فعولن فعولن فعول
مثال على البحر المتقارب
يقول أحمد شوقي في قصيدته:
أَرى شَجَرًا في السَماءِ اِحتَجَب
- وَشَقَّ العَنانَ بِمَرأى عَجَب
مَآذِنُ قامَت هُنا أَو هُناكَ
- ظَواهِرُها دَرَجٌ مِن شَذَب
وَلَيسَ يُؤَذِّنُ فيها الرِجالُ
- وَلَكِن تَصيحُ عَلَيها الغُرُب
وَباسِقَةٍ مِن بَناتِ الرِمالِ
- نَمَت وَرَبَت في ظِلالِ الكُثُب
كَسارِيَةِ الفُلكِ أَو كَالمِسَل
- لَةِ أَو كَالفَنارِ وَراءَ العَبَب
تَطولُ وَتَقصُرُ خَلفَ الكَثيبِ
- إِذا الريحُ جاءَ بِهِ أَو ذَهَب