معنى وفضل دعاء سبحان الملك القدوس
كيفية أداء الدعاء بسبحان الملك القدوس ووقته
ورد في السنة العملية أنَّ الرسول الكريم كان (إذا سَلَّمَ فِيْ الوِترِ، قَالَ: سُبْحانَ المَلِكِ القُدُّوْسِ)، وزاد البغوي في كتابه "شرح السنة" بيان أداء النبي الكريم لهذا الدعاء بصوت عالٍ بعد انقضاء الوتر على النحو الآتي:
- "يَقُولُ: "سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ"، وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي الثَّالِثَةِ".
- زاد النسائي في كتابه "عمل اليوم والليلة" أنه كان: "يُطِيل فِي آخِرهنَّ".
كما نقلت أم المؤمنين السيدة عائشة أن النبي الكريم كان يقوله في أذكار أخرى في افتتاح صلاة الليل: (أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا هبَّ من الليلِ كبَّر عشرًا وحمِد عشرًا، وقال: سبحانَ الله وبحمدِه عشرًا، وقال: سبحانَ الملكِ القدُّوسِ عشرًا، واستغفر اللهَ عشرًا، وهلَّل عشرًا، ثمَّ قال: اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من ضيقِ الدنيا وضيقِ يومِ القيامةِ عشرًا، ثمَّ يفتحُ الصلاةَ).
معنى الدعاء بسبحان الملك القدوس
هذا الدعاء مركب من كلمات ثلاث تحمِل معانٍ شرعية فيما سيأتي بيانها:
- (سبحان)
اسم عَلَمٍ للتسبيح، يقال: سبَّحت الله تسبيحاً، وسبَّحتُ الله سبحاناً، كقولك: كفَّرت اليمين تكفيراً، وكفَّرت اليمين كفراناً. ويدور معنى تسبيح الله -تعالى- على تنزيهه -جل جلاله- عن أي عجز، وتنزيهه عمَّا لا يليق به -تعالى-؛ لذا فالتسبيح -المراد به التنزيه عن السوء- يشمل تبعيدَ أشياءٍ خمسةٍ عن السوء، فيشمل: تبعيد الذات، وتبعيد الصفات، وتبعيد الأفعال، وتبعيد الأسماء، وتبعيد الأحكام.
- (الملك)
يُقصد بهذا الاسم لله -تعالى- بيان أنه هو المالك الوحيد للأشياء، وهو الملك الذي لا يبيد ولا يزول مُلكه ولا تضعُف قدرته؛ لذا فمُلكه هو المُلك الحق؛ لأنه هو الوحيد الذي يحق له المُلك؛ لأنَّ كل شيءٍ يمكله المالكون أصله منه وسيعود إليه -جل جلاله-.
ومُلكه لكل الأشياء هو المُلك الثابت الذي لا يزول، كما أنه المَلِك الذي لا يزول مُلكه، بينما ما عداه مصيرهم إلى الفناء والزوال، وكل ما يفنى لا يستحق أن يكون إلهاً.
- (القدوس)
يُقصد بهذا الاسم لله -تعالى- بيان أنه هو الطاهر من العيوب، المنزه عن الحاجة للزوجة والأولاد والأنداد، وهو المنزه عمَّا لا يليق به، كما أنه متنزه عن أن يقاربه -أو يماثله- أحدٌ في شيء مِن الكمال، فليس كمثله شيء جل جلاله، ونفيُ أي شيء مِن النقص -إذا انتُفِيَ في سياق المدح- سيثبت الكمال كله.
مشروعية الجهر بالذكر بعد الصلاة
يُستفاد من الحديث مشروعية الجهر بالدعاء بصيغة "سبحان الملك القدوس"؛ في المرّة الثالثة من أذكار نهاية صلاة الوتر، وهذا يعني أنَّ للجهر مشروعيته -وإنْ كان الإسرار أفضل؛ حيث لم يُنقل الجهر فيه كاملاً-.
واحتج بعض العلماء -بالقياس عليه- مشروعية الجهر في غيره من الذِّكر برفع الصوت، بل على استحبابه إذا قصد الجاهر إظهاراً لشعيرة دينية، أو تعليماً للسامعين، أو إيقاظاً لغافلين، أو إيصالاً لبركته.