معنى كلمة ضرب في القرآن الكريم
معنى كلمة ضرب في القرآن الكريم
وردت كلمة ضرب في كثير من آيات القرآن الكريم، وجاءت بمعان مختلفة ومتنوعة، وذلك ضمن السياق الذي جاءت به الكلمة وإضافتها إلى كلمات أخرى؛ فتولد معان جديدة، وبالرجوع إلى كتب التفسير نلاحظ غنى هذه الكلمة وما حوته من معان، وفيما يأتي توضيح لذلك.
البيان والتوضيح
قال الله -تعالى-: (أَلَم تَرَ كَيفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَفَرعُها فِي السَّماءِ)، وورد اقتران الضرب بالأمثلة في كثير من الآيات الكريمة، ومعنى ضرب الأمثلة هو إعطاء الأمثلة التوضيحية التي تظهر المعاني المجردة في صور حية مشاهدة، فيقرب المعنى من الأفهام، كتصوير الحياة الدنيا بماء، و الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة.
الاصطدام والإصابة
معنى ضرب بالشيء أو ضرب الشيء: أصابه وصدمه، قال الله -تعالى-: (فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا)، وهو أمر من الله -تعالى- لسيدنا موسى -عليه السلام-؛ حين طلب منه قومه الماء، أن يضرب بعصاه الحجر فانفجرت من الحجر اثنتا عشرة عيناً من الماء.
السفر والترحال
قال الله -تعالى-: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ)؛أي لا يستطيعون السفر في الأرض للكسب والتجارة؛ بسبب الجهاد، وقال الله -تعالى-: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ)، أي إذا سافرتم في الأرض.
القتل والقطع
قال الله -تعالى-: (إِذ يوحي رَبُّكَ إِلَى المَلائِكَةِ أَنّي مَعَكُم فَثَبِّتُوا الَّذينَ آمَنوا سَأُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعبَ فَاضرِبوا فَوقَ الأَعناقِ وَاضرِبوا مِنهُم كُلَّ بَنانٍ)، وهو أمر من الله -تعالى- للمؤمنين أن يقتلوا المشركين؛ بقطع رؤوسهم، ورفع سيوفهم على أطرافهم ومفاصلهم.
إلقاء النوم
قال الله -تعالى-: (فَضَرَبنا عَلى آذانِهِم فِي الكَهفِ سِنينَ عَدَدًا)؛أي إن الله -تعالى- ألقى على أهل الكهف النوم عندما دخلوا الكهف؛ فناموا سنوات كثيرة،والضرب على الآذان بمعنى الإنامة؛ ولأن النوم ثقيل فإنه يمنع الآذان من السمع، فالنوم يحجب السمع.
التغطية والاستتار
قال الله -تعالى-: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ)،وهو أمر من الله -تعالى- للمؤمنات أن يخفين مواضع الزينة، وأن يسترن الرأس والعنق والصدر، والخمار ما تلبسه المرأة لتغطية رأسها وعنقها وصدرها، والجيب هو فتحة في أعلى ثوب المرأة.
الوضع والإلزام
قال الله -تعالى- في سورة آل عمران: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ)،أي وضعت عليهم الذلة وصاروا ملزمين بها جزاء كفرهم؛ فالله -تعالى- أذلهم، وهم في أنفسهم أذلاء ومن وجدهم أهانهم.
الإعراض والترك
قال الله -تعالى-: (أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ)،وهو سؤال إنكاري من الله -تعالى- للمسرفين: أفنعرض عنكم ونترككم على ما أنتم عليه من الكفر والإسراف، دون أن نبين لكم الصواب ونرسل لكم الرسل؟!، أو أنترككم دون حساب ولا عقاب على ما قدمتموه؟!.