معنى عبارة (وعند الله تجتمع الخصوم )
خصماء الحق
خصماء في أمرٍ ديني، أو أمرٍ دنيوي، فإن خصماء الدين: الذين يسعون لدفن التعاليم الإسلامية الصحيحة، الذين يدعون لحكم الضلالة، بالترويج لآرائهم الضالة بين الناس، ليصعدون على حقوقهم فيسلبونها منهم، يبدؤون بمحو الإسلام لأن القوة تكمن فيه.
وهو محور القوانين الضابطة للكون في كل مكان وزمان، يسعون لإطفاء نور العدل، ليسيطروا على الأوطان بدس وثنيتهم الهدامة بين الشعوب ساعين لإطفاء نور العدل، حتى يسيطروا على دنيا الناس، لكن خاب سعيهم، فقوانين الله قائمة إلى يوم القيامة، فلا يضيع حقٌ عند الله، فمهما زاد الظلم وعمّ وانتشر، فبالنهاية تجتمع الخصوم عند الله تعالى يوم القيامة، قال-تعالى-: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ).
وقد تجتمع الخصومة في الدنيا، فينتقم الله من الظالم في الدنيا، ويسلب منه نعمته، ويقصم ظهره، ويفعل به مثلما فعل هو بالمظلوم، ف كما تدين تدان ، وقد يؤخره الله ليوم القيامة، فلا يجد في صفحته حسناتٍ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم-: (أَتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المُفْلِسُ فِينا مَن لا دِرْهَمَ له ولا مَتاعَ، فقالَ: إنَّ المُفْلِسَ مِن أُمَّتي يَأْتي يَومَ القِيامَةِ بصَلاةٍ، وصِيامٍ، وزَكاةٍ، ويَأْتي قدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُعْطَى هذا مِن حَسَناتِهِ، وهذا مِن حَسَناتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليه أُخِذَ مِن خَطاياهُمْ فَطُرِحَتْ عليه، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ).
أمثلة على الخصومة
قتل الأبرياء
إن ما يحدث اليوم من تدمير وإباحة دماء الأبرياء في الحروب الساعية للسيطرة على الكون، هي من أكبر معاني الخصومة، لأن من تجبر واستقوى على الناس بسحقهم، فإنه سيقف بين يدي الله يوم القيامة، وسيحاسبه الله على كل مظلمة قام بها، قال-تعالى-: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ).
ظلم القضاء
إن القضاء أقوى مرتكزات الدولة الإسلامية، وهو سيفها البتار الذي يقطع دابر الظلم والظالمين، فإن فسد القضاء فسدت الدولة، وضاعت الحقوق، وإن القاضي الذي يحكم للظالم بالحق ليبقى جالساً على كرسي القضاء، فهو يتمادى بالظلم لإرضاء أسياده، فهذا لن ينساه اللّه عزّ وجلّ بل سيحاسبه على كل كبيرة وصغيرة،قال تعالى: (إِنَّآ أَنزَلنَآ إِلَيكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُن لِّلخَآئِنِينَ خَصِيماً) ، فقال الناس ولم يقل المسلمين فالعدل لا يشمل المسلمين فقط بل كل الأديان والأعراق، وكما أنه منعه من نصرة المسلم الظالم في حال أوقع ظلمه على الخائن .
الطعن بالأعراض
الذين يتعقبون عورات الناس ويفضحونهم ويفترون عليهم، ويطعنون بأعراضهم يُبيحيون أكل لحم إخوتهم وهم أحياء، لا يخافون الله، فهؤلاء لن ينساهم الله من عقوبته.
أكل أموال الناس بالباطل
الذين لا يخافون الله في أموال الناس فيسرقونها، صاحب العمل حينما يستغل عماله فيحرمهم من الأجر، وكذلك الذين يأكلون أموال اليتامى، والذين يقربون المحرمات لأجل المال، كل هؤلاء خصوم عند الله.
سجن الأبرياء
لن يضيع الله حق الأبرياء الذين مضت حياتهم داخل مطايا السجن، لن ينسى الله لهم صبرهم على من ظلمهم، فعندما حبسَ هارون الرَّشيد أبا العتاهية ظلماً، كتب له أبو العتاهية على جدار السجن:
إلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمعُ الخصومُ."