ماذا تعني الحياة
الحياة لغة واصطلاحاً
تُعرف الحياة لغةً على أنّها النمو، والبقاء، والمنفعة للكائنات الحيّة، أمّا اصطلاحاً فقد عُرفت في علم الأحياء على أنّها الصفات الموجودة في الحيوانات والنباتات وكل ما يُميّزها عن الجمادات، كالتغذية، والنمو، والتناسل، وغيرها، وبالتالي وجودها على قيد الحياة .
الحياة من وجهة نظر إسلامية
يُعلّم القرآن الناس أنّ الغاية من الحياة في الإسلام تقوم على عبادة الله بالإيمان وفعل الخير، والعمل الصالح، كما قال تعالى: "لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"؛ إذ تستقيم الحياة بالعمل، والإيمان، والإسلام، فبه تطمئن القلوب، ويسعد الناس، وتزكو النفوس، والحياة الحقيقية هي حياة الآخرة التي لأجلها يكون العمل.
الحياة من وجهة نظر الفلاسفة
يطرح بعض الفلاسفة سؤالًا مفاده ما معنى الحياة؟ ولكن في ذات الوقت فإنهم يرفضون الإجابة عليه بحجة أنه سؤال غير منطقي، وذلك لأن كلمة (المعنى) قد تكون محصورة في المعنى اللغوي والمجازي للتعريف، وقد يرى بعض الفلاسفة أنه قد يكون معنى دلاليًا، أو أنه مختزل في لغة كونية؛ ويمكن لهذا أن يكون ممكنًا من حيث المبدأ لولا وجود غاية ودور للحياة في نظام أكبر.
وقد يقول بعضهم أن هذا سؤال متهافت؛ أي متناقض، وذلك لأنهم يقصدون معنى الحياة الفردية عند طرحهم لهذا السؤال، أي ما إذا كانت الحياة لها معنى محدد نسبة إلى الشخص الذي يعيشها، ولكن يمكن دحض هذه الفكرة والقول بأن الحياة ليست فردية وإنما معنى الحياة إن وجد فسيكون منطبقًا على الجميع، وذلك عندما يمر الإنسان بجملة من المشاعر والأحاسيس كالمعاناة أو اليأس أو الفقد أو الفراغ الروحي.
الغاية من الحياة وجمالها
يمرّ الإنسان دوماً بمراحل جديدة من حياته قد يبتعد فيها عن وسائل الراحة التي اعتاد عليها سابقاً، وفي بعض الأحيان تكون قرارات الإنسان في هذه المراحل نابعةً منه، وفي أحيان أخرى قد يكون مُجبراً عليها، لذا عليه أن يكون مُستعدّاً لكُلّ ما قد يعترض طريقه، لأنّ ذلك سيكشف له عن الغاية من الحياة التي يعيشها، فشخصيّة الإنسان وأهدافه تتمثّل في قدرته على التغلُّب على العقبات، والنكسات التي تواجهه، ويُمكن أن يجد المغزى الذي يبحث عنه في أصعب الشدائد، وحين يُدرك ذلك سيُصبح أكثر حكمةً ومرونةً، علماً بأنّ المواقف والظروف التي يمُرّ بها الإنسان لا تُؤثّر على الصعيد الشخصي فقط، بل تؤثّر في مجتمعه كاملاً، وتوجّه خيارات الآخرين من حوله.
وقد يحتاج الناس أحياناً إلى تسليط الضوء على الجوانب التي ظلوا يتفادونها وينكرونها، ويخفونها في أنفسهم، فباستكشافهم إيّاها، سيكتشفون ذواتهم أكثر، وسيتعرّفون من جديد على رغباتهم، وشغفهم في الحياة، وسيشعرون بالرضا، والامتنان حتّى في الأوقات الصعبة، وذلك كله من شأنه أن يقودهم لعيش حياة يملؤها الهدوء ، والجمال، والسلام.
نصائح لعيش حياة هادئة وذات معنى
يمكن اتباع بعض النصائح للتمتع بحياة هادئة وهانئة:
- عش حياتك مع وجود هدف محدد يمنحك رغبة في أن تكون جزءًا من شيء أكبر منك.
- تعرف على المهارات التي يمكن أن تستخدمها للوصول إلى أهدافك وتحقيقها.
- ثق بنفسك ولا تقلق بآراء الآخرين.
- طور مشاعرك الإيجابية حتى تساعدك في التركيز على كيفية تحقيق الهدف.
- اكتشف نقاط قوتك حتى تكتسب إحساسا بالفخر لخدمة مجتمعك.