معنى رب العالمين
معنى "رب العالمين"
معنى كلمة الرب
ذكرت معاجم اللّغة العربيّة معانٍ كثيرة لكلمة الربّ، لكنها تتلخّص في ثلاثة معانٍ على النحو الآتي:
- الربّ بمعنى المالك والصاحب
وذلك مثل ربّ الدار؛ أي مالكها وصاحبها، وقال الزبيدي الربّ هو الله، ربّ كل شيء أيّ مالكه وصاحبه، له الربوبيّة على جميع الخلق، وليست الربوبيّة لأحد غيره، هو -سبحانه ربّ الأرباب لا إله إلّا هو.
- الربّ بمعنى السيد المُطاع
وقد كانت العرب تقول: لأنّ يربّني فلان أحبّ إليّ من أن يربّني فلان، والمقصود أن يكون سيدي، وفي سورة يوسف قوله -تعالى-: (أَمّا أَحَدُكُما فَيَسقي رَبَّهُ خَمرًا)، والمقصود السيدّ الواجب عليه طاعته في أمره.
- الربّ بمعنى المدبّر والمصلح والقائم على الشيء
وقال بعضهم هي التربية، فهو سبحانه الذي يدبّر أمور خلقه ويربيهم، ومنه الربوبيّة في قول الله -تعالى-: (وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم)، بمعنى اللواتي قمتن على تربيتهنّ.
معنى كلمة العالمين
يطلق مصطلح العالمين على كل ما سِوى الله، قال -تعالى-: (وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ)، والعالمين جمع مفردها عالم، ومنه صفات الله العليم، والعالم، والعلّام، فعلمه المحيط بجميع الخلق، وفي كل زمان لإيما كان وما هو كائن وما سيكون.
وفي العالم فإنّه تُجمع على عوالم وعالمين، فإن كانت عوالم فإنّها تشمل جميع العوالم بما تتضمّنه من المكلّفين ذوي العقول، وغيرهم من الجمادات، والنباتات، والحيوانات، أمّا العالمين فإنّها تشمل الجميع كذلك لكنّها تغلب على ذوي العقول؛ وهم المكلّفين من البشر.
فإنّه لمّا قال -سبحانه-: (الحَمدُ لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ)، أراد بالعالمين مجموعة من البشر، أو جيلاً منهم أو طائفة، وقد غلّب فيها المكلّفين من مخلوقاته من الإنس والجنّ، كما أنّ الجمع بالياء والنون في مصطلح العالمين يقتصر على العقلاء دون غيرهم.
معنى رب العالمين
يُراد بقوله: ربّ العالمين؛ أي سيّد الخلق، ومالكهم، والقائم على أمورهم، فهو -سبحانه- ربّ هذه العوالم التي خلقها، والمشتملة على الإنسان الذي خلقه وكرّمه وفضّله على غيره من المخلوقات فجعله أشرفها.
ثمّ غَيْره من المخلوقات بما أودع الله فيها من مظاهر عظمته وقدرته، ومن أصغرها إلى كبيرها، وذلك مثل عالم الأرض والسماوات، والنباتات، والحيوانات، والحشرات، والأسماك، والنجوم، والأفلاك، فقد خلق كل ما في هذا الكون وأبدع فيه حتى جعله في أحسن صورة، ثمّ رعاه وتكفّل به، وتولّى أمره، وحفظه.
وعليه فإنّ المقصود بما ورد في سورة الفاتحة من قول الله -تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، إمّا ربّ البشر والمكلّفين من عباده، أو ربّ كل شيء وقد غلّب البشر والمكلفين على غيرهم، ذلك أنّ الآيات في السورة الكريمة تخاطب العقلاء من خلال العبادة، وطلب الاستعانة من الله، والهداية إلى الصراط المستقيم، ثمّ تقسم الناس إلى مهتدين ومغضوب عليهم وضالين، وهذه الأمور منحصرة بالمكلفين من المخلوقات دوناً عن غيرهم.