معنى دعاء: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث
معنى دعاء: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث"
نص الدعاء
من الأدعية المأثورة الواردة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يطلب فيها العبد الاستعانة والاستغاثة بالله -تعالى-: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا كربه أمر قالَ: يا حيُّ يا قيُّومُ برَحمتِكَ أستغيثُ)، ومنه صيغة أخرى في دعاء المكروب: (اللَّهمَّ رحمتَكَ أرجو، فلا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ، وأصلِحْ لي شأني كلَّه، لا إلهَ إلَّا أنتَ).
النص التحليلي
من الأدعية التي يستحب أن يدعو بها العبد صباحاً ومساءً، وبعد كل صلاة، وطلب المؤمن من الله -تعالى- ودعاؤه بأسمائه، التي لها الآثار العظيمة في الدنيا والآخرة، وقد علّمنا رسولنا الكريم، دعاء يلجأ إليه العبد عند وقوعه بالشدائد، فيشعر أنه بحاجة إلى ربه وافتقاره له، ويدفع الكرب عنه، وهو كما يأتي:
يا حيُّ يا قيُّوم
الله -عز وجل- وصف نفسه باسمين عظيمين الحيُّ والقيُّوم يلجأ إليهما المؤمن عند وقوعه في كرب وشدّة، والحيُّ، أن حياة الله كاملة لا يسبقها عدم ولا يلحقها زوال، والقيُّوم أنه -سبحانه- غنيٌّ كل الغنى عن كل الخلق، قائم بنفسه وقائم بغيره، وأن كل مخلوق يفتقر له.
وأيضاً فيها أن الحيُّ هو كمال الأوصاف، الحيُّ الذي لا يموت، منذ الأزل إلى الأبد، والقيُّوم كمال الأفعال، ومأخوذ من القيام، أنه -جل وعلا- قائم بأمرالخلق برزقه، ورعايته وتدبيره، قال -تعالى-: (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)، وقوله -سبحانه-: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هو الحي الْقَيُّومُ).
وأنَّهُ كانَ معَ رسولِ اللَّهِ صلّى اللَّه عليه وسلم جالسًا ورجلٌ يصلِّي ثمَّ دعا اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ، فقالَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ-: (لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ، الَّذي إذا دعيَ بِهِ أجابَ، وإذا سئلَ بِهِ أعطى).
برحمتك أستغيث
التوسّل إلى الله -عز وجل- حقّ التوسل لطلب الإعانة والاستغاثة برحمته، التي وسعت كل شيء، واللجوء إليه عند الكروب، وإزالة الشدة، وهو نوع من التوسل بصفات الله -تعالى- وليس من دعاء الصفة، وهو مشروع، وموافق لقوله -سبحانه-: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
أصلح لي شأني كله
طلب العبد من الله -عز وجل- أن يصلح شأنه وجميع أحواله، فلا يلحقه فساد، وإن حصل فيكون استصلاحه سريعاً، ويذهب الهم، والكرب ويهدأ باله، سواء كانت الأحوال الدينية، والدنيوية، أوالآخروية، وهذا فيه من الفوائد العظيمة للعبد، وصلاح سريرته وقلبه، وإصلاح جميع أموره.
ولا تَكلني إلى نفسي طرفة عين
أي لا تصرف أمري ولا تسلمني إلى نفسي، وتتركني هائماً متخبطاً، حتى لو طرفة عين، أي تحريك جفن، وهو مبالغة في القلة، وهنا الاعتراف التام بالإفتقارإالى الله -تعالى- ويطلب منه، أن يعينه بالقوة والقدرة، ولا يتركه لضعفه وعجزه لحظة واحدة، والعبد لا غنى به عن الله طرفة عين، وأنه من توكل عليه كفاه، ومن استعان به أعانه.
وبهذا يثبت الله -عز وجل صفة الرحمة له، وأنه لا يعطيها إلا لمن أحب من عباده، فلا أرحم، ولا أحلم منه، ولو ترك العبد بدون رحمته ولطفه، لهلك ولأصابه اليأس، يقول -تعالى-: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رؤوف رَحِيمٌ)،وهنا إثبات صفة الرحمة التي بلغت الكمال.