نماذج من الآيات المتشابهات
نماذج من الآيات المتشابهات
قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ)، والمحكم من القرآن: "ما ورد من نصوص الكتاب أو السنة دالاً على معناه بوضوح لا خفاء فيه"، والمتشابه من القرآن: "ما أشكل تفسيره؛ لمشابهته غيره: إما من حيث اللفظ، أو من حيث المعنى".
والمتشابه في نصوص القرآن يُعد قليلاً إذا ما قورن بالمحكم، وهذا المتشابه لا يتعلق بأفعال المكلفين، والواجب الإقرار به كما جاء من غير الخوض في تأويله، ومن المتشابه في القرآن؛ ذكر الله لصفاته، و الحروف المقطعة في فواتح السور، والمتشابهات في القرآن على ثلاثة أقسام:
متشابه من جهة اللفظ فقط
وقد يكون في الألفاظ المفردة، وهو على نوعين: نوع فيه غرابة في اللفظ مثل قوله -تعالى-: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا)، فلفظ (أَبًّا) كان لفظاً غريباً على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، إذ قال: قال الله: "وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا كل هذا قد علمناه، فما الأب؟ ثم ضرب بيده، ثم قال: لعمرك إن هذا لهو التكلف، واتبعوا ما يتبين لكم في هذا الكتاب، وما يتبين فعليكم به، وما لا فدعوه".
والنوع الثاني من المشترك اللفظي، كالعين واليد في قوله -تعالى-: (وَلِتُصنَعَ عَلى عَيني)، و(يَدُ اللَّـهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)، ويأتي التشابه اللفظي أيضاً في الجُمل، مثل قوله -تعالى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ) .
متشابه من جهة المعنى فقط
كما في صفات الله -عز وجل-، حيث جاء في كثير من الآيات صفات الله وأفعاله، ومنها ذكر وجه الله، ويده، وعينه، ومعيته، وعلوه، واستوائه على العرش، كقوله -تعالى-: (الرَّحمـنُ عَلَى العَرشِ استَوى) ، وقوله: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَـهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَـهٌ)، وقوله: (أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ) .
وهذه الصفات لا يعلم تأويلها إلا الله، والراسخون في العلم يثبتون هذه الصفات لله -عز وجل-، ولكنهم عاجزون عن تأويلها، فلا يخوضون في كيفية العلو والاستواء، ولا في كيفية العين والوجه واليد.
ومن التشابه في المعنى؛ أوصاف يوم القيامة ، لعدم إمكان تصورها؛ كقوله -تعالى-: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ* وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ* وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ* وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ* وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ* وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ* وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ* وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ* وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) .
وهذه المشاهد المتتالية ليوم القيامة يعلم أهل التفسير معانيها، ولكنهم يعجزون عن تأويلها ببيان كيفية حدوثها وزمان ومكان وقوعها.
متشابه من جهة اللفظ والمعنى
ومنها الحروف المقطعة في أوائل السور، فكثير من المفسرين فسروا قوله -تعالى-: (وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ)؛ بأنها الأحرف المقطعة في أوائل السور، ولقد افتتح الله بها تسعاً وعشرين سورة في كتابه العزيز، ومن أمثلة الحروف المقطعة: (الم) حيث تكررت في ست سور.
وكذلك (المص) في سورة الأعراف، و (المر) في سورة الرعد، و (كهيعص) في سورة مريم، ومن المتشابه في اللفظ والمعنى ما يكون في ألفاظ العموم والخصوص كقوله -تعالى-: (وَقاتِلُوا المُشرِكينَ كافَّةً) .