معنى حديث (طلب العلم فريضة)
حديث طلب العلم فريضة
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (طلَبُ العِلمِ فَريضةٌ علَى كلِّ مُسلِمٍ).
معنى حديث طلب العلم فريضة
تعدّدت أقوال العلماء، وتباينت في تحديد ما هو العلم المفروض على كلّ مسلم تعلّمه، حتى خلصوا إلى أنّ العلم المفروض على كلّ مسلم أن يتعلّمه هو ما يلزم لكمال دينه وعباداته، كعلم معرفة الله -تعالى- و أسمائه وصفاته ، ومعرفة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته، واتباع ما جاء به، وتعلّم العبادات المفروضة؛ كالصلاة وكيفيتها وأوقاتها، والصيام وغيرها من العبادات، وأحكام الطهارة من غسل ووضوء.
أمّا العلم الذي لا يلزم لكمال الإيمان والعبادة، ك طريقة تغسيل الميت ، أو التجارة وأحكام البيع وما إلى ذلك فإنّها تعدّ من فروض الكفايات؛ أي أنه إن قام ما يُكتفى بهم ويلزمهم تعلّم هذه الأمور يسقط وجوب ذلك عن البقية، وكذلك غيرها من العلوم الدنيوية كالطب والهندسة والاقتصاد فلا يجبّ تعلّم هذه العلوم على كلّ فردٍ مسلم.
مكانة العلم والعلماء في الإسلام
اهتمّ الإسلام بالعلم والعلماء اهتماماً كبيراً، فكيف لدينٍ ابتدأ بنزول كلمة "اقرأ"، فكان أوّل كلماتٍ يبتدئ بها هذا الدين قوله -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،فوجّه الله -تعالى- الأنظار إلى القراءة التي بها يُتوصّل إلى العلم، وأشار أيضاً إلى القلم والذي بدوره أداة المعرفة ونقل العلوم، وهنا تظهر عناية الإسلام بالقراءة والعلم.
ومن مظاهر اهتمام المسلمين بالعلم والتعليم أنّ الإسلام قد رغّب في طلب العلم والارتحال لطلبه، فقد كان العلماء يسافرون ويقطعون المسافات لتحصيل العلم، كما أنّ الإسلام حذّر من كتم العلم ورتّب عليه عقاباً أليماً، ومن تلك المظاهر أيضاً اهتمام خلفاء المسلمين بالعلم؛ فقد قَبِلَ هارون الرشيد الجِزية كتباً، ودفع المأمون وزن ما ترجم ذهباً.
كما أنّ للمسلمين فضلاً كبيراً على العلم فقد ألّفوا عدداً كبيراً من المؤلفات في العلوم المختلفة؛ في الطب والهندسة والحساب والفلك والصيدلة، وقد شرح ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى، كما كتب الحسن ابن الهيثم عن الضوء وقوانينه، وبقيت تلك المؤلفات تُدرّس في جامعات الغرب أعواماً عديدة.
آيات وأحاديث عن العلم والعلماء
هناك العديد من الآيات والأحاديث التي تبيّن أهمية العلم والعلماء في المجتمع، منها ما يأتي:
- قال -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).
- قال -تعالى-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
- قال -تعالى-: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
- عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن يُرِدِ اللهُ بِه خَيرًا يُفقِّهْهُ في الدِّينِ).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ألَا إنَّ الدُّنيا مَلعونَةٌ مَلعونٌ ما فيها إلَّا ذِكْرَ اللهِ، وما والاه، وعالِمًا أو مُتعَلِّمًا).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له).