معنى المروءة في الإسلام
معنى المروءة في الإسلام
قال الماوردي: "المروءة مراعاة الأحوال إلى أن تكون على أفضلها، حتى لا يظهر منها قبيحٌ عن قصد، ولا يتوجّه إليها ذمٌّ باستحقاق"، ويُعرفها ابن عرفة بأنها: "المروءة هي فعل ما تركه من مباح يوجب الذمّ عرفًا، وعلى ترك ما فعله من مباحٍ يوجب ذمّه عرفًا"، ويُعرفها المقري بأنّها: مشاعر نفسية، الاهتمام بها يدفع الإنسان إلى التخلق بالأخلاق الحسنة والحميدة وجميل العادات.
درجات المروءة
خلق المروءة ثلاث درجاتٍ، وهي كما يأتي:
- مروءة المرء مع ذاته: وهي أن يُكره نفسه على فعل ما فيه جمالٌ وحسنٌ، وترك ما فيه قبحٍ وبشاعةٍ؛ ليصير لها خلقًا ثابتًا في العلن، ولا يفعل في السرّ ما يكره أن يظهر أمام الناس في الجهر.
- مروءة المرء مع من حوله: بأن يستخدم معهم الخلق الطيب والحياء، والقيم الجميلة، ولا يبدي لهم ما يكرهه هو من غيره لذاته.
- المروءة مع الله تعالى: ويكون ذلك باستشعار مراقبة الله له، ومشاهدته لك في كلّ وقتٍ، و إصلاح عيوب النفس قدر الاستطاعة.
حقوق المروءة
المروءة لها حقوقٌ، وبيانها كما يأتي:
- أن يتعفف العبد عن مقارفة الحرام.
- أن يعدل في الحكم على الآخرين.
- أن يبتعد عن الظلم بكلّ أشكاله.
- ترك الطمع فيما لا يستحق.
- ألّا يساعد الأقوياء على الضعفاء.
- ألّا يفضّل الأفعال السخيفة التافهة على معاليها.
- ألّا يفعل ما يشين ويسوّء الاسم والسمعة.
شروط المروءة في نفس العبد
إنّ للمروءة شروطًا لا بدّ من توافرها لتتحقّق في النفس، وهي:
- العفة: وهي ترك ما حرّم الله -جلّ وعلا- وكذلك العفّة عن المآثم.
- النزاهة: النزاهة عن رغبات الدنيا الزائلة، والنزاهة عن مواقف الريبة والشكوك والشبهات.
- الصيانة: الاكتفاء بما لديها من الحاجات وعدم النظر لما مع الآخرين، وتحمل المنن.
المروءة شرطٌ في قبول الشهادة
المروءة من أسس قبول الشهادة؛ فيشترط في الشاهد مع ابتعاده عن كبائر الذنوب وعدم الإصرار على صغائرها: الترفع عن ارتكاب الأمور القبيحة المشينة بالعبد؛ وإن لم تكن حراما، وهي كلّ ما يقبح فاعله في عرف الناس من أقرانه في زمانه ومكانه؛ لأنّ الأمور العرفيّة قلّما له ضوابط تحكمها، بل تختلف باختلاف الناس والأزمنة والأمكنة.
خوارم المروءة
الخوارم هي الأمور والأفعال التي تُسقط صفة المروءة عن صاحبها:
- تناول الطعام وهو يسير في السوق.
- كشف ما جرت العادة بتغطيته من بدنه.
- كشف رأسه في بلدٍ يعدّ كشف الرأس خفَّةً وسوء أدبٍ.
- قضاء الحاجة على الطريق، ومدّ قدميه عند الناس.
- مخاطبة زوجته بخطابٍ لا يليق.
- احتراف مهنةٍ يحرم العمل بها شرعًا.
- احتراف مهنةٍ دنيئةٍ عرفًا تسقط المروءة بها وإن كانت مباحةً شرعا، أمّا إذا كان ممن تليق به، أو كانت مهنة أجداده، أو توقّف عليها قوته وقوت عياله؛ فلا تسقط المروءة بها في الأصح، ولأنّها حرفةٌ مباحةٌ يحتاج إليها الناس.