تلخيص قصة كليلة ودمنة: الأسد والأرنب
تلخيص قصة كليلة ودمنة: الأسد والأرنب
قصة الأسد والأرنب تأتي في الفصل الأول من فصول القصص في الكتاب، وتقع في الفصل الذي يحمل عنوان "الأسد والثور"، وملخّص القصة أنّ أسدًا كان يحكم غابة مليئة بالحيوانات الضارية والأليفة، وفي هذه الغابة يطارد الحيوانات كل يوم ليتخذ منهم فريسة يتناولها ويملأ معدته.
اتفقت الحيوانات فيما بينها على أن ينتخبوا منهم من يتحدث مع الأسد كي ينهي هذا الأمر، أي: أمر المطاردة المستمرة، فاقترحوا على الأسد أن يختاروا له كل يوم فريسة يقدمونها إليه ليتناولها ويقلع عن مطاردة الحيوانات وتخويفها.
ذات يوم وقع الاختيار على أرنب أنثى، فلم يعجب تلك الأرنب ما يحدث، فاقترحت على الحيوانات حلًّا يخلّصهم من الأسد شريطة أن يساعدوها، فطلب منهم أن تنتظر نحو ساعة قبل أن تذهب إلى الأسد، فانتظرت ساعة ثمّ انطلقت إلى الأسد ولمّا وصلت إليه أخبرته أنّ الحيوانات أرسلوا معها أرنبًا ليأكله، ولكنّ أسدًا اعترض طريقها وأكل الأرنب.
قال لها الأسد أين ذلك الأسد، فقالت له إنّه في البئر، وأخذت الأسد إلى بئر عميقة صافية الماء، فرأى الأسد انعكاس صورته على الماء فصار يشتم ويرى صورته تشتمه، فقفز في البئر ليقتل الأسد الوهمي فغرق في البئر ومات، وهكذا انتصرت الأرنب بذكائها وخسر الأسد الظالم.
قصة الأسد والأرنب كاملة
فيما يأتي قصة الأسد والأرنب كما جاءت في كتاب كليلة ودمنة:
قال عبد الله بن المقفع على لسان حيوانات الغابة: "قال دمنة: زعموا أن أسدًا كان في أرضٍ كثيرة المياه والعشب؛ وكان في تلك الأرض من الوحوش في سعة المياه والمرعى شيءٌ كثيرٌ؛ إلا أنه لم يكن ينفعها ذلك لخوفها من الأسد؛ فاجتمعت وأتت إلى الأسد، فقالت له: إنك لتصيب منا الدابة بعد الجهد والتعب؛ وقد رأينا لك رأيًا فيه صلاح لك وأمنٌ لنا. فإن أنت امنتنا ولم تخفنا، فلك علينا في كل يومٍ دابةٌ نرسل بها إليك في وقت غدائك".
"فرضي الأسد بذلك، وصالح الوحوش عليه، ووفين له به. ثم إن أرنبًا أصابتها القرعة، وصارت غداءً الأسد؛ فقالت للوحوش: إن أنتن رفقتن بي فيما لا يضركن؛ رجوت أن أريحكن من الأسد. فقالت الوحوش: وما الذي تكلفيننا من الأمور؟ قالت: تأمرن الذي ينطلق بي إلى الأسد أن يمهلني ريثما أبطئ عليه بعض الإبطاء. فقلن لها ذلك لك. فانطلقت الأرنب متباطئةً؛ حتى جاوزت الوقت الذي كان يتغدى فيه الأسد. ثم تقدمت إليه وحدها رويدًا، وقد جاع؛ فغضب وقام من مكانه نحوها".
"فقال لها: من أين أقبلت؟ قالت: أنا رسول الوحوش إليك: بعثني ومعي أرنبٌ لك، فتبعني أسدٌ في بعض تلك الطريق، فأخذها مني، وقال: أنا أولى بهذه الأرض وما فيها من الوحش. فقلت: إن هذا غداء الملك أرسلني به الوحوش إليه. فلا تغصبنه، فسبك وشتمك. فأقبلت مسرعةً لأخبرك".
"فقال الأسد: انطلقي معي فأريني موضع هذا الأسد. فانطلقت الأرنب إلى جب فيه ماءٌ غامرٌ صافٍ؛ فاطلعت فيه، وقالت: هذا المكان. فاطلع الأسد، فرأى ظله وظل الأرنب في الماء؛ فلم يشك في قولها؛ ووثب إليه ليقاتله، فغرق في الجب. فانقلبت الأرنب إلى الوحوش فأعلمتهن صنيعها بالأسد".
تعريف بكتاب كليلة ودمنة
كتاب كليلة ودمنة المشهور عنه أنّه من أصل هندي قد كتبه فيلسوف اسمه بيدبا يقدّمه للملك دبشليم، ونُقلَ هذا الكتاب إلى اللغة الفارسية في زمان كسرى، ومن الفارسية ترجمه الكاتب عبد الله بن المقفع إلى العربية، وكان ابن المقفع فارسيًّا مجوسيًّا ولكنّه أسلم في زمان الدولة العباسية، وقد ضاع الأصلان الهندي والفارسي وبقيت النسخة العربية التي ترجمها ابن المقفّع.
هذه الرواية هي الرواية الأشهر للكتاب، ولكن هنالك أصوات من بعض الباحثين المحدَثين وبعض المؤرخين من المؤرخين القدامى -مثل ابن خلّكان - يقولون إنّ الكتاب وضعه عبد الله بن المقفع ولكنه زعَمَ أنّ الكتاب مترجم لكي يرغّب الناس بقراءته، أو ليبعد عن نفسه أذى الحكّام الذي قد غمزَ بهم في كثير من الأوقات في كتابه كليلة ودمنة.