الفرق بين الصخور النارية والرسوبية
الفرق بين الصخور النارية والصخور الرسوبية
يمكن حصر الفرق بين الصخور النارية والصخور الرسوبية في النقاط الرئيسية الآتية:
تعريف كل منهما
الصخور النارية (بالإنجليزية: Igneous Rocks)؛ هي نوع من الصخور التي تتشكل بسبب تصلب الحمم البركانية (بالإنجليزية: Lava or Magma)، لذلك يطلق عليها أيضًا الصخور البركانية، وتتشكل هذه الصخور عن طريق التصلب الذي يتبعه تبريد الحمم البركانية ( الماغما )، وبصورة عامة، تتكون الحمم البركانية من الذوبان الجزئي للصخور والتي تقع إما تحت سطح الأرض أو على قشرتها، وهناك ثلاث عمليات رئيسية تسبب ذوبان هذه الصخور وهي؛ زيادة درجة الحرارة، أو انخفاض الضغط، أو تغيرات في التركيب.
يمكن أن يحدث تصلب هذه الحمم (الماغما) إما تحت سطح الأرض أو فوق سطحها، فإذا حدث التصلب تحت سطح الأرض فإنها تسمى الصخور النارية الجوفية، أما إذا حدث على سطح الأرض، فإنه يطلق عليها اسم الصخور النارية السطحية ، وقد تتكون الصخور النارية من خلال التبلور مما يشكل صخور حبيبات بلورية، ولكن أحياناً قد تتشكل هذه الصخور دون تبلور، ويجدر بالذكر هنا أن الصخور المتحولة والبركانية تغطي نحو 90% من سطح قشرة الأرض، كما أن معظم قشور المحيطات تتكون من الصخور النارية.
تتكسر الصخور إلى قطع صغيرة بسبب العوامل الجوية المختلفة مثل الرياح والمياه، وتسمى تلك الحبيبات الصغيرة (رواسب)، وتترسب هذه الرواسب على الأرض بسبب عمليات مختلفة، ثم تتشكل هذه الرواسب على شكل طبقات رقيقة جدًا، ثم تصبح هذه الطبقات أكثر صلابة خلال فترات طويلة من الزمن، لتسمى هذه الطبقات المتصلبة من الصخور بالصخور الرسوبية (بالإنجليزية: Sedimentary Rocks).
يشير نسيج الصخور الرسوبية إلى طريقة ترسب هذه الرواسب والعوامل الجوية التي تعرضت لها، ومن السهل التعرف على الصخور الرسوبية بسبب الطبقات الواضح رؤيتها، وتتكون معظم الصخور الرسوبية تحت الماء في البحار، وغالباً ما تحتوي الصخور الرسوبية على مسامات لأنها تتكون من الرواسب، إذ يعتبر الصخر الزيتي ، والحجر الرملي، والحجر الجيري، والفحم من الأمثلة على الصخور الرسوبية، كما تتميز الصخور الرسوبية في تنوع ألوانها، وغالبا ما تكون هذه الصخور غنية بالأحافير التي هي عبارة عن بقايا الحيوانات والنباتات المحفورة أو المتحجرة في الصخور.
التكوين
تتشكل الصخور النارية من خلال تبريد وتصلب الحمم البركانية كما ذُكر سابقاً، وقد تتكون الصخور البركانية مع تبلور أو بدون تبلور، إما تحت سطح الأرض على شكل صخور نارية جوفية، أو على سطح الأرض مكونة بذلك الصخور النارية السطحية، أما الصخور الرسوبية فتتكون من ترسب المواد على سطح الأرض وداخل المسطحات المائية، والترسيب هي العملية التي تتسبب في ترسب الحبيبات المعدنية والعضوية (المخلفات) وتعمل على تراكمها أو ترسيب المعادن الموجودة في مياه البحار أو المحيطات.
تعتبر الصخور النارية غير مسامية (غير نافذة) للماء، بينما وفي المقابل تعتبر الصخور الرسوبية ذات مسامية (نفاذية) عالية للماء، وهذا يعني أن الماء لا يمكن له أن يخترق الصخور النارية ولكن يمكنه اختراق الصخور الرسوبية، إضافة إلى ذلك، نادرًا ما تحتوي الصخور النارية على أحافير، في حين أن الصخور الرسوبية غنية بالأحافير كما وُجد أن قابيلية الصخور الرسوبية للتفاعل مع الأحماض أعلى مقارنة بالصخور النارية، وأن الصخور النارية تكون ذات ألوان إما فاتحة أو داكنة، في حين تتميز الصخور الرسوبية بتنوع ألوانها.
تواجدها في القشرة الأرضية
تتواجد الصخور الرسوبية في القشرة الأرضية بنسبة تقدر بـ8% من الحجم الإجمالي للقشرة الأرضية، بينما تشكل الصخور النارية والصخور المتحولة ما نسبته 90-95% من حجم القشرة الأرضية.
المعادن التي تحتوي عليها
تم تصنيف الصخور النارية بناء على احتوائها على معدن السيلكون إلى ما يأتي:
- الصخور النارية الفلسية (بالإنجليزية: Felsic Igneous rock) وهي ذات محتوى عال من السيليكون كما تحتوي على معادن الكوارتز، والفلسبار القلوي، والفلسبثويد (معادن فلزية)؛ وغالبا تكون هذه الصخور النارية (مثل الجرانيت والريوليت) ذات لون فاتح وكثافة منخفضة.
- الصخور النارية مافيك (بالإنجليزية: mafic Igneous rock) وهي ذات محتوى أقل من السيليكون مقارنة بالصخور الفلسية، مع تواجد معادن المافيك، البيروكسين، والزبرجد الزيتوني، والبلاجيوجلاز الكلسي؛ وهذه الصخور (مثل: البازلت ، والجابرو) غالباً ما تكون ذات لون داكن وكثافة أعلى من الصخور الفلزية الأخرى.
- صخور الألترامافيك (بالإنجليزية: ultramafic rock) وتعتبر أقل الصخور النارية من حيث محتواها في السيليكون.
تحتوي معظم الصخور الرسوبية على معدن الكوارتز أو الكالسيت (خاصة صخور الكربونات)، وعلى عكس الصخور النارية والمتحولة، فإن الصخور الرسوبية تحتوي عادة على عدد قليل جدًا من المعادن الرئيسية المختلفة، وبالرغم من ذلك، فإن أصل المعادن في الصخور الرسوبية غالبًا ما يكون أكثر تعقيدًا من تلك الموجودة في الصخور النارية، ويمكن أن تكون المعادن في الصخور الرسوبية قد تكونت بإحدى طريقتين:
الطريقة الأولى؛ هي عن طريق ترسيب ذرات وجزيئات المعادن أثناء عملية الترسيب أو التكوّن.
الطريقة الثانية؛ يمكن أن يكون الراسب المعدني قد تكون خلال حقب زمنية قديمة.
وجود الأحافير
من بين الأنواع الثلاثة الرئيسية للصخور، توجد الأحافير في الصخور الرسوبية بشكل واضح، على عكس معظم الصخور النارية والمتحولة، إذ تتشكل الصخور الرسوبية في درجات حرارة وضغط لا تعمل على تدمير البقايا الأحفورية، وغالبًا ما تكون هذه الأحافير مرئية فقط عند دراستها تحت المجهر (أحافير دقيقة) أو باستخدام العدسة المكبرة.
تركيب الصخور
يمكن تقسيم الصخور الرسوبية من حيث التركيب إلى تراكيب أولية تشكلت أثناء الترسيب، وتراكيب ثانوية تشكلت بعد الترسيب، وهذه التراكيب هي طيف واسع يتضمن العديد من الخصائص التي يمكن دراستها بسهولة.
أما الصخور النارية فهي تشمل طيفاَ واسعاً يتضمن عدة خصائص تعتمد على مجموعة من العوامل مثل:
- تكوين الحمم البركانية.
- لزوجة الحمم البركانية.
- درجة الحرارة والضغط اللذين يحدث عندهما التبريد والتصلب.
- وجود الغازات والمواد المتطايرة الأخرى.
التصنيف
تُصنف الصخور النارية وفقًا لطريقة تكوينها، وملمسها، والمعادن التي تحتويها، والتركيب الكيميائي لها، وهندسة الجسم البركاني،أما الصخور الرسوبية فتصنف بناءً على العمليات التي سببت تكوينها، ويمكن تقسيم الصخور الرسوبية إلى أربع مجموعات:
- الصخور الرسوبية الصخرية.
- الصخور الرسوبية البيوكيميائية (أو البيولوجية).
- الصخور الرسوبية الكيميائية.
- الصخور الرسوبية "الأخرى" التي تكونت بفعل التأثيرات، و البراكين ، وعمليات ثانوية أخرى.
الأهمية
تحتوي الصخور الرسوبية على رواسب كبيرة من رواسب خام سيديكس؛ والذي يتكون من الرصاص، والزنك، والفضة، إضافة إلى رواسب كبيرة من النحاس، ورواسب من الذهب، و التنغستن ، واليورانيوم، والعديد من المعادن الثمينة الأخرى، والأحجار الكريمة، والمعادن الصناعية بما في ذلك رواسب خام المعادن الثقيلة.
وتعتمد الجيولوجيا البترولية على قدرة الصخور الرسوبية على توليد رواسب من الزيوت البترولية، كما تم العثور على صخر الفحم، والزيت الصخري في الصخور الرسوبية، كما أن نسبة كبيرة من الطاقة المستخرجة من اليورانيوم في العالم متواجدة ضمن تتابعات رسوبية، كما تحتوي الصخور الرسوبية على نسبة كبيرة من المياه الجوفية، حيث يعتمد تحديد وجود هذه المياه، وتحديد كمية المياه، وطريقة استخراجها والاستفادة منها على درجة معرفة الجهات المهنية بالصخور التي تحتفظ بالماء.
أما الصخور النارية فتُستخدم الكثير من أنواعها في أحجار البناء، وأحجار واجهة البناء ومواد زخرفية، مثل تلك المستخدمة في أسطح الطاولات، وألواح التقطيع، والأشكال المنحوتة، كما يستخدم الخفاف (بالإنجليزية: Pumice) كمادة كاشطة في صابون اليد، وألواح الصنفرة وما إلى ذلك.