قصة الأميرة حارسة الإوز
قرار والدة الأميرة بإرسال ابنته إلى قصر بعيد
في إحدى الممالك البعيدة كانت توجد أميرة جميلة يتيمة الأب تعيش مع أمها في مملكة كبيرة، وعندما كبرت الفتاة وأصبحت في سن الزواج، أرادت والدتها تزويجها، فأرسلتها لتتزوّج من أميرٍ يعيش في أحد الممالك البعيدة عن مملكتهم.
وقبل أن تُرسل الأم ابنتها لمملكة الأمير، أعطتها قلادة فيها تعويذة كي تحميها من شرور الحاسدين والأشرار، وأرسلت مع ابنتها خادمتها كي تساعدها وترعاها في الطريق حتى لا يحصل لها مكروه.
سر التعويذة التي تحملها الأميرة وعلاقتها بالخادمة الشريرة
سافرت الأميرة مع خادمتها، وكانت تركب على حصانها الذي يتكلّم واسمه فالدا، ولكن خادمة الأميرة كانت امرأة شريرة لا تحب الأميرة ولا تتمنى لها الخير، وفي الطريق شعرت الأميرة بالعطش الشديد، ونزلت عن ظهر حصانها كي تشرب من نهرٍ قريب، فسقطت قلادة الأميرة التي كانت ترتديها في النهر وذهبت بعيدًا.
وعندما عرفت الخادمة الشريرة بسقوط القلادة، بدأت بحياكة الحيل الشريرة لها كي توقعها في المشاكل والعقبات.
عصيان الخادمة للأميرة
وفي الطريق وفي أثناء سير الأميرة مع خادمتها، طلبت الخادمة من الأميرة أن تتبادل معها ملابسها، فتلبس هي ملابس الأميرة، وتلبس الأميرة ملابس الخادمة، فوافقت الأميرة على طلبها، وعندما ارتدت الخادمة الملابس، هددت الخادمة الأميرة بأنها ستقتلها في حال أخبرت أحدًا بالسّر.
وعندما وصلتا إلى قصر الأمير، أخبرته الخادمة أنها هي الأميرة التي كان ينتظرها، وأن الأميرة الحقيقيّة هي خادمتها، وطلبت الخادمة من الأميرة أن تذهب لحظيرة الأمير وتقوم بإطعام الإوز والإهتمام به.
ولإخفاء أي شيء فعلته، قامت الخادمة بقتل حصان الأميرة خوفًا من أن يتكلّم ويفضح أمرها، وعندما عرفت الأميرة عن أمر مقتل فرسها، حزنت حزنًا شديدًا، وأخذت رأسه ووضعته بالقرب من القصر الملكي، عند مدخل حظيرة الإوز التي تعمل بها.
هل نجحت مخططات الخادمة الشريرة؟
وفي يوم من الأيام وعندما كانت الأميرة حارسة الإوز تهتم به وتُطعمه، كان يوجد شاب يرعى إوزة بالقرب منها، ولكنه عندما نظر إلى الأميرة حارسة الإوز تعجّب من شكل شعرها الذهبي اللامع الذي لم يرَ له مثيلاً أبدًا، فاقترب الشاب من الأميرة حارسة الأوز كي يأخذ خصلة من ذلك الشعر الذهبي الجميل.
ولكن الأميرة لم تسمح له بذلك، وذهبت بعيدًا عن المكان الذي يتواجد به الشاب، تعجّب الشاب راعي الإوز من أمر الأميرة حارسة الإوز، وشكّ في أمرها، فذهب إلى القصر، وأخبر الأمير بما حصل معه، فاستغرب الأمير من كلام الشاب.
وطلب منه أن يأخذه إلى مكان وجود حارسة الإوز، وعندما وصلا إلى المكان، طلب من الراعي أن يشاهد الموقف بنفسه.
ما مصير الأميرة حارسة الإوز؟
اختبأ الأمير في مكانٍ قريبٍ من الأميرة حارسة الإوز، وطلب من الراعي أن يقترب منها ويفعل ما فعله في المرّة الأولى، وعندما اقترب الراعي من الأميرة، نَهَرته وحذّرته من الإقتراب منها مرّة أخرى.
تعجّب الأمير من أمر الأميرة حارسة الإوز، وطلب منها أن يعرف حقيقتها، في البداية لم تكن الأميرة تريد إخبار الأمير بشيء لأنها خافت من شرّ الخادمة وأذاها.
ولكنها في النهاية اعترفت للأمير بالقصة كلّها، وأخبرته بأنها هي الأميرة التي كان ينتظرها، وأن الخادمة قامت بتبديل ملابسهما، كي تصبح هي الأميرة وأنا الخادمة، عندما عرف الأمير بذلك، عاقب الخادمة الشريرة على فعلتها وطردها من القصر، وتزوّج من الأميرة وعاشا سويًا في سعادةٍ وهناء.
وبالختام تعلمنا تلك القصة القصيرة الجميلة عندما يذهب الإنسان إلى السفر عليه تخيّر الشخص المناسب الذي لا يخذله، والكذب حبله قصير مهما طال الزمن، فالحقيقة ستظهر يومًا ما، والحق سيعود لأصحابه.