نبذة عن بيت الحكمة
مفهوم بيت الحكمة
هي أكاديمية للمعرفة تأسست عام 830 م في بغداد ، تحتوي على مكتبة عامة فيها مجموعة كبيرة من المواد حول مجموعة واسعة من الموضوعات، واجتذبت العقول من جميع أنحاء العالم، من الفلسفة والرياضيات وعلم الفلك، وكانت الأكاديمية مركزًا رئيسًا للبحث والفكر والنقاش في الحضارة الإسلامية.
أهمية بيت الحكمة
كانت بيت الحكمة بمثابة المكتبة الملكية للخليفة العباسي المأمون في بغداد، وكانت مركزًا رئيسًا للترجمة ودراسة النصوص الفلسفية والعلمية اليونانية، فضلاً عن أنها موطن للعديد من المخطوطات العربية، وهي رمز لدمج وتوسيع التقاليد الفكرية من مختلف الثقافات والأمم، ونمت المكتبة منذ نشأتها إلى أن أصبحت زهرة العصر الذهبي الإسلامي، ولها دور بارز في النمو الفكري والاكتشاف في العالم الإسلامي.
دور الخليفة المأمون في بيت الحكمة
كان الخليفة المأمون بارعًا في فروع المعرفة التي تدرس في بيت الحكمة، مثل الطب و الفلسفة وعلم التنجيم، فكان يزور العلماء هناك لمناقشة أبحاثهم، وكان علم التنجيم يحظى بأعلى درجات التقدير في المجتمع العربي، حيث كان يُنظَر إلى النجوم والكواكب على أنها تؤثر على الأحداث في الأرض.
موقع بيت الحكمة
تحدثت المراجع عن بيت الحكمة بإنصاف، لكنهم لم يذكروا الكثير عن موقعها، إلا أننا نعرف وفقًا للأعراف التي كانت سائدة أن خزانة الكتب تكون جزءًا من القصر تمامًا مثل قصر قرطبة وقصور ملوك الهند وبلاد فارس، لذا يُعتقد أن بيت الحكمة كانت جزءًا من القصر في زمن الرشيد ، وقد قال بعض المؤرخين أنها كانت بمثابة دار ملحقة للقصر، وعندما زاد عدد الكتب المترجمة والمؤلفة في عهد المأمون تحوّل الملحق إلى مبنى كبير فيه عدد من القاعات ومساحة للمترجمين والمؤلفين والعلماء والقراء، ونتيجة لذلك تم نقل المكتبة إلى الرصافة التي كانت نصف بغداد على الجانب الشرقي من نهر دجلة.
تصميم وعمارة بيت الحكمة
يتكون بيت الحكمة من ساحة تحيط بها قاعات من طابقين من جهاتها الأربعة، في وسط كل جانب من جوانب الفناء الأربعة أروقة تعلوها قبة نصف أسطوانية طولها 25 ذراعًا، تؤدي القاعة الرئيسة إلى غرفة مربعة الشكل تعلوها قبة كبيرة بارتفاع 80 ذراعاً، ويوجد بالقاعة الرئيسة تمثال لفارس يحمل رمحًا يدور بالحربة، كما يحتوي الطابق الأرضي على عدد من الأقسام لخزائن الكتب وأقسام للترجمة والتأليف والنسخ والتجليد والقراءة، أما الطابق العلوي فقد خُصِصَ للمقيمين من المؤلفين، والمترجمين والموظفين.
نهاية بيت الحكمة
في عام 1258 ميلادي، توقفت إنجازات بيت الحكمة والعصر الذهبي الإسلامي؛ بسبب الغزو المغولي لبغداد تحت حكم هولين، وتم تدمير جميع المساجد والمكتبات والمستشفيات في المدينة العظيمة، وتم قتل آلاف سكان المدينة، وإلقاء مجموعة كبيرة من الكتب والمخطوطات من بيت الحكمة في نهر دجلة ، وقد كانت نهاية مأساوية لواحدة من أكثر المدن تقدمًا وتنوعًا وتقدمًا، واستغرقت بغداد قرونًا للتعافي منها.