معنى الشكر في الإسلام
معنى الشكر في الإسلام
فيما يلي بيانٌ لمعنى الشكر في اللغة والاصطلاح كما بيّنه العلماء:
تعريف الشكر لغةً
الشكر هي مصدر شَكَرَ، والشكر من الله: يعني الرضا والثواب، ويعرف الشكر في اللغة بأنّه عِرفان النعمة وإظهارها والثناء بها.
تعريف الشكر اصطلاحًا
عرّف العلماء الشكر بتعريفاتٍ متقاربةٍ منها:
- قسّم المناوي الشكر إلى نوعين: شكر اللسان؛ وهو الثناء على الله سبحانه وتعالى، وشكر الجوارح؛ ويظهر بمكافأة النعمة من خلال قيام العبد بشكره الله -عزّ وجلّ- بقلبه ولسانه وجميع جوارحه.
- عرّف ابن القيم الشكر بأنّه: بيان أثر نعمة الله -سبحانه وتعالى- على لسان العبد؛ ثناءً واعترفًا بما منحه الله -سبحانه وتعالى- من نِعم، وكذلك ظهور هذا الأثر على جوارحه من خلال قيامه بالطاعات التي أمر الله -سبحانه وتعالى- بها.
الفرق بين الشكر والحمد
اختلف أصحاب العلم في توضيح الفرق بين الشكر والحمد على قولين، آتيًا توضيحهم:
- القول الأول: الشكر والحمد بمعنى واحدٍ ولا فرق بينهما، وذهب إلى هذا القول ابن جرير الطبري وغيره.
- القول الثاني: الشكر والحمد ليسا بمعنى واحدٍ، بل هناك فروق بينهما، وأهمها:
- أنّ الشكر يكون باللسان والجوارح والقلب، بينما يقتصر الحمد على اللسان فقط.
- أنّ الشكر يكون عند تحقّق النعمة أو الحصول عليها، بينما الحمد فيكون عند تحقّق النعمة وعند عدم تحقّقها.
الشكر اسم من أسماء الله تعالى
لله -سبحانه وتعالى- تسعةٌ وتسعون اسمًا، فاسم الله -سبحانه وتعالى- الشكور صيغة مبالغةٍ من الفعل: شَكَرَ، فالشكور كما بينه ابن الجزري في كتابه النهاية، يعني: "يزكو عنده القليل من أعمال العباد؛ فيضاعف لهم الجزاء، فشكره لعباده مغفرته لهم".
أركان الشكر في الإسلام
بناءً على ما تم ذكره من تعريفات الشكر، يتبيّن أنّ للشكر ثلاثة أركان، وهي: اعتراف العبد بالنعمة بقلبه، والتحديث بالنعمة والثناء عليها، وتسخير النعمة في طاعة الله سبحانه وتعالى، وفيما يلي توضيحٌ لهذه الأركان.
اعتراف العبد بنعمة الله -سبحانه وتعالى- بقلبه
فالاعتراف بنعمة الله -سبحانه وتعالى- من أركان الشكر، وقد روى ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أصْبَحَ مِنَ النَّاسِ شاكِرٌ ومِنْهُمْ كافِرٌ، قالوا: هذِه رَحْمَةُ اللهِ، وقالَ بَعْضُهُمْ: لقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذا وكَذا قالَ: فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: (فَلا أُقْسِمُ بمَواقِعِ النُّجُومِ)، حتَّى بَلَغَ: (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أنَّكُمْ تُكَذِّبُون)".
التحدث بنعمة الله -سبحانه وتعالى- والثناء عليها
التحدّث بنعمة الله -سبحانه وتعالى- من أركان الشكر، وقد أمرنا الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم بالتحدّث بنعمته، فقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).
تسخير نعمة الله -سبحانه وتعالى- في عبادته وطاعته
إنّ تسخير النعمة في عبادة الله -عزّ وجلّ- هو الركن الثالث من أركان الشكر؛ فقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، والمقصود من هذه الآية شكر الله -سبحانه وتعالى- على ما أعطاكم يا آل داود، ويكون هذا الشكر بطاعة الله -سبحانه وتعالى- والامتثال لأمره.
ثمرات الشكر
إنّ لشكر الله -عز وجل- ثمراتٌ تعود على المسلم بالخير، وفيما يلي ذكرٌ لجملةٍ منها:
- الشكر صفةٌ من صفات العبد المؤمن ، وعلامةٌ تدلّ على إيمانه.
- يفوز المؤمن الشاكر برضا الله -سبحانه وتعالى- ومحبته.
- الوقاية من عذاب الله عز وجل.
- شكر الله تعالى سببٌ لزيادة النعمة، والبركة فيها.
- ينال المؤمن الشاكر أجرًا كبيرًا في الآخرة.