معنى الشرف في الإسلام
معنى الشرف في الإسلام
الشَّرف لغةً
تعود كلمة الشرف للجذر الثلاثي (ش ر ف) والذي يدلُّ على معنى العلوِّ والسموِّ والارتفاع.
الشَّرف اصطلاحاً
وهو الشَّريف من النَّاس، وكذلك الشَّرف المتأصل في الآباء ويقال: الحسب في الأصل هو الشَّرف بالآباء وبالأقارب، والحسب مشتقٌّ من كلمة الحساب؛ لأنَّهم كانوا يتفاخرون بعدِّ مناقبهم ومآثر أجدادهم وقبائلهم ويحسبونها فيحكم بالشَّرف والحسب لمن تجاوز عدده عدد خصمه.
ويعرَّف الشَّرف أيضاً بأنَّه كلُّ من تفرَّع من كرم النَّسب فيقال للقرشي شريف، وكلُّ من له نسبٌ مشهورٌ معروفٌ عند العرب شريف، ولهذا لا يقال لله -تعالى- شريفٌ كما يقال له عزيز.
الفرق بين الشرف والعزة
الفرق بين العزَّة والشَّرف؛ هو أن صفة العزَّة يندرج في معناها القوَّة والغلبة والامتناع، فأما قولهم عزُّ الطعام: أي قلَّ فلا يستطاع الحصول عليه؛ إلَّا ببذل جهدٍ كبيرٍ، فشبه بمن لا يقدر عليه، لقوته ومنعته؛ لأنَّ العزَّ بمعنى النُّدرة، والشَّرف إنَّما هو في الأساس شرف المكان وسموُّه.
منزلة الشرف
ولمنزلة الشَّرف فوائد عظيمة؛ منها:
- يقاس الشَّرف عند العبد بجميل الأفعال و حسن الخصال لا بحسب الآباء والأجداد.
- الشَّرف سبيل العبد إلى قبوله ومحبَّته عند الآخرين.
- الشَّرف يمنع صاحبه من اقتراف المحرمات والانغماس بقبيح المنهيات.
- الشَّرف طريق العبد إلى رضوان الله -تعالى- ومحبته -جلَّ وعلا-.
أقسام الناس في تحصيل الشرف
فتحصيل مكانة الشَّرف أثقل على العبد من تحصيل المال؛ بل إنَّ المال يبذل في سبيل تحقيق العلو والشَّرف؛ وهو قسمان:
القسم الأول
وهو تحصيل منزلة الشَّرف بسيف الولاية، والحكم والإمارة، والمال، وهذا له ضرره الكبير وهو يسبب في الغالب الأعمِّ حجب الفوز بالآخرة ونعيمها وسموها وعزِّها ومجدها، ولا أدلُّ على ذلك من قول الله -جلَّ وعلا-: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
ومن الندرة أن تجد صاحب الرياسة والولاية التي حصلها من أجل الدُّنيا من أهل السَّداد والتَّوفيق، بل إنَّ الله -جلَّ وعلا- يتركه لنفسه ويكله لها من غير إعانة ولا رعاية، ولربما كانت صفاته الظلم والطغيان و التكبُّر والتجبُّر على الخلق، والخيانة لأمانة الولاية، ومحبة المدح والثناء، وكثير من المفاسد والأضرار التي تعود عليه بالوبال والخسران.
القسم الثاني
وهم الذين يحرصون على السلطة والشُّهرة والمجد؛ وسبيل هؤلاء للوصول إلى الشَّرف الرِّفعة والمنزلة العالية على العباد بالأمور الدينيَّة: مثل العلم، والعمل، و الورع ، والوعظ والإصلاح؛ فهذا القسم أشد قبحاً وأعظم ضرراً أو أكثر فساداً من القسم الأوَّل؛ فإن العلم والعمل والزهد والتقوى والورع لم يجعل من أجل تحصيل حطام الدنيا وعرضها الزائل.
إنَّما جعل لينال به رضوان الله -تعالى- وما عنده -جل وعلا-؛ من الخيرات والبركات في الدُّنيا والآخرة، والقرب منه، وقال الثوري: إنما فضّل العلم على غيره لأنَّه يتقى به الله -جلَّ وعلا-، وإلَّا كان كباقي الأمور.