معنى التكوين الفني
مفهوم التكوين الفني
يُعد التكوين الفني (بالإنجليزية: Composition in Art) الطريقة التي يتم من خلالها دمج عناصر التصميم الفني معًا، والتي تتميز باختلافها بشكل عام، ويشير هذا المفهوم إلى موضوعات العمل الفني الرئيسية وطريقة ترتيبها وظهورها مع بعضها البعض، ويُستخدم مصطلح التكوين الفني في بعض الأحيان للإشارة إلى أي قطعة موسيقية أو كتابة أو رسم أو نحت؛ فهو من المصطلحات الفنية الشائعة في مختلف أنواع الفنون، أمّا في الفنون المرئية فيُستخدم التكوين الفنّي تحديدًا للحديث عن ترتيب العناصر داخل العمل الفني.
إنّ تعلّم أسس ومبادئ التكوين الفني أمر ضروري لأي فنان، ولكن غالبًا ما يتم تجاهل أهمية هذه المهارة، مما يؤثر على هيكل التكوين الفني بأكمله، فمثلًا، ستُصبح المقطوعة الموسيقية فوضوية ويفسد هيكل التكوين الفني للأغنية إذا ما قام الموسيقي بالعزف في وقت غير مناسب أو شغّل نغمات خاطئة، وإنّ كل جزء من أجزاء العمل يجب أن يكون مرتبًا ومصممًا بالطريقة التي تُتيح للعمل الفنّي أن يظهر بأفضل صورة ممكنة.
أنواع التكوين الفني
يوجد العديد من أنواع التكوين الفني، يُذكر أهمها فيما يأتي:
التكوين الأفقي
يُعد التكوين الأفقي من أهم أنواع التكوين الفني وأكثرها شُهرة؛ لأنه يرتبط بالطريقة التي يرى الإنسان بها العالم، فيميل الفنان إلى تكوين كل مشهد من مشاهد الفنون المرئية أفقيًا، كالتصوير مثلاً، لأنّه يُعتبر التكوين الطبيعي بالنسبة للمُشاهد ويمنحه إحساسًا بالاستقرار والهدوء، حيث أنّ الأجسام الأفقية موازية للأرض ولن تسقط بسبب قوة الجاذبية إلا إذا كانت فوق مستوى سطح الأرض، وبالتالي يُنصح بالتكوين الأفقي عندما يكون المُشاهد راغبًا في الاطّلاع على سِمات العمل الفني المرئي؛ لذلك يُعد التكوين الأفقي من التكوينات المثالية.
التكوين الهرمي
يُعرف التكوين الهرمي على أنّه هيكل يُشبه الهرم من حيث طريقة التشكل، والتسلسل الهرمي المرئي هو أحد مبادئ التكوين الفني في ترتيب العناصر لإظهار مبدأ التراتبية في أهميتها، ويعد أكثر التقنيات شيوعًا في فن التصميم، فيقوم المصممون ببناء الخصائص المرئية على سبيل المثال من خلال وضع العناصر بشكل استراتيجي ومنطقي، وهذا النّوع من التكوين الفني يجعل الفنان قادراً على أن يتدرج في حجم التصميم، وتباين ألوانه .
التكوين الانتشاري
يُسمّى التكوين الانتشاري أيضاً بالتكوين الإشعاعي، ويُطلق هذا الاسم على العناصر التي تنتشر مثل الأشعة في العمل الفني، ويتم استخدامه في جميع الفنون البصرية والشعر، ويعود الفضل في توظيف التكوين الانتشاري إلى العلماء الذين اكتشفوا الأشعة السينية التي وُظّفت في الفنون فيما بعد كتقنية مختلفة في الفنون البصرية.
التكوين العشوائي غير المنتظم
في هذا النّوع من التكوين الفني يتم إنشاء العنصر المرئي من خلال تكرار عناصر العمل الفني أو ترديدها نمطياً لإيصال إحساس بالتوازن، أو الانسجام، أو التباين، أو الإيقاع، وهناك نوعان أساسيان من الأنماط في الفن؛ نمط طبيعي ونمط من صنع الإنسان، ومن الممكن أن تكون هذه الأنماط جميعها وبنوعيها مُنتظمة أو غير مُنتظمة، ويعتمد التكوين العشوائي أو غير المُنتظم على توزيع العناصر المُشكِّلة للعمل الفني بطريقة سلبية عشوائية ودون أن تخضع لنسق معين.
التكوين المنحني
يُستخدم التكوين المنحني في الفنون التشكيلية المُنحنية كتقنية لإظهار الاستدارة وتركيز نظر المُشاهد المتذوّق للعمل الفني على طريقة انحناء الأشكال واستدارة المجسمات في اللوحات، وتكون هذه الاستدارة و المنحنيات موزّعة قُطريًا، بحيث تفصل بين الضوء والعتمة، وبذلك يراعي الفنان الإضاءة في لوحاته عندما يستخدم تقنية التكوين المنحني ويجب أن تكون معكوسة، لإظهار التباين.
التكوين المحوري
يُقصد بالتكوين المحوري اقتراب جميع عناصر البناء الفني نحو محورٍ مركزي، أو مجموعة محاور مركزية، وتكمن أهمية التكوين المحوري في أنّ العمل الفني يدور حول محور، وتكون حركات الفنان خالية من أي نيّة تصميمية، بمعنى أنّه لا يتجه نحو هدف نهائي، لكنه يتوقف عندما يشعر بضرورة التوقف، ويُستخدم هذا التكوين بشكل رئيسي في فن الرسم.
التكوين القطبي
إنّ التكوين القطبي أو ما يُسمّى بالوحدة يظهر بشكل ثابت في العمل الفني كنتيجة نهائية للعمل، والتكوين القطبي هو ما يحصل عليه المنظر الفني تحت مسميات مترادفة إلى حد ما من خلال التوحيد، والتماسك، والانسجام، والتشابه، ويُعبّر الفنان عنها في بنائه الفني من خلال عناصر اللون، والشكل، والملمس، والتكوين القطبي يعكس التباين أو التنوّع، إضافةً إلى رؤية الوحدة في التناظر، أو التكرار، أو التقريب لأشكال متنوعة داخل العمل الفني الواحد، فتظهر الوحدة على الرغم من استخدام مجموعات متباينة، ومتناقضة من العناصر الفنيّة.
هنالك أنواعٌ كثيرة للتكوين الفني تختلف حسب نوع الفن، لكنها ترتبط بفن الرسم، والتصوير، والفنون البصرية بشكل رئيسي، ويعد التكوين الأفقي من أهم أنواع التكوين الفني؛ لأنه يشبه نظرة الإنسان للعالم المحيط به، أمّا التكوين الهرمي فيُعتبر التكوين الأكثر شيوعًا واستخدامًا في فن التصميم.
خصائص بناء العمل الفني
إن كل عمل فني له خصائص تميزه عن غيره من الأعمال الفنية، أهمها ما يأتي:
إن كل عمل فني له خصائص تميزه عن غيره من الأعمال الفنية، أهمها:
- الخصائص الفيزيائية، أو الملموسة، أو الشكلية: هذا يشمل الحجم، واللون، والملمس، والمادة التي تُصنع منها الأعمال الفنية، والخصائص التي تتميز بها، وهذه الخصائص ترتبط بالفنون المرئية.
- معنى العمل وما يمثله: هذا يرتبط بقصة العمل الفني وكيفية التعبير عنها، سواء من خلال الرسم، أو النحت، أو الموسيقى، كما يرتبط بطريقة تفسيرها وتقديمها للمجتمع وكيفية التعبير عنها، ويُطلق عليها في بعض الأحيان الأيقونة الفنية.
- السيرة التاريخية والجغرافية للعمل الفني: ترتبط هذه الخاصية بالثقافة التي ساهمت في إنتاج العمل الفني والتعبير عنه، وهذه الخاصية تنطبق على كافّة أنواع الفنون.
- كمية التفاصيل: إنّ مقدار التفاصيل في تكوين العمل الفني، يُعد من أهم خصائص بناء العمل الفني، وما يجعل البناء الفني جيدًا هو استخدام المقدار الصحيح من التفاصيل، وذلك من خلال عدم المبالغة الزائدة فيها أو التقليل منها، وهذه الخاصية ترتبط بالفنون البصرية، كالرسم والنحت.
- استخدام الضوء والظل في الفنون المرئية: ترتبط هذه الخاصية بفن الرسم بكافة أنواعه، ويمكن أن يكون للضوء والظل تأثير كبير على جودة ومظهر بناء العمل الفني، وفي كثير من الأحيان يكون وضع الإضاءة وحده هو الذي يجعل اللّوحة تظهر بشكل مثير للاهتمام، ومن أهم الأمثلة على ضرورة توظيف الإضاءة والظل في العمل الفني، مشهد في ضوء الشمس له طابع مختلف تمامًا عن المشهد الليلي مع ضوء القمر، كما أنّ الاستخدام الصحيح للضوء والظل يجعل عناصر العمل الفني تبدو ثلاثية الأبعاد، وبالتالي أكثر تطابقًا مع الواقع.
من أسس التكوين الفنّي دمج الفنان لعناصر العمل الفني معًا ليظهر بشكلٍ متكامل، ويُعد أساس البناء الفني، لذا لا يمكن للفنان استكمال عمله دون اعتماد أحد أنواع التكوين الفني، وللتكوين الفني أنواع عديدة، كالتكوين الأفقي الذي يمنح المشاهد إحساسًا بالهدوء والاستقرار، ولا يمكن الفصل بين أنواع التكوين الفني وبين خصائص بناء العمل الفني، تحديدًا الخصائص الفيزيائية والشكلية، فكلاهما يرتبطان ببعضهما البعض.