معنى اسم بدر
التسمية
تمّ توارث إطلاق الأسماء على الأشخاص، والكائنات أجمع مُنذ القِدم، سواء الحيّة منها، أو غير الحيّة التي لا بُدّ من إعطائها لقباً، أو اسماً؛ ليتمّ التعرُّف عليها، وعلى الوظائف التي تُؤدِّيها؛ فالأسماء هي التي تُميِّز كلَّ كائن عن غيره من الكائنات، كما لا بُدَّ من إطلاق اسم مُعيَّن للإنسان؛ ليتمّ تمييز كلّ شخصٍ عن الآخر، فكانت هذه الخاصِّية من أهمّ الخاصِّيات التي وهبها الله للإنسان، وقد ظهرت أهمّية منح الإنسان، وإطلاق الأسماء عليه مُنذ خَلْق النبيّ آدم -عليه السلام-، فقد تمّ تمييزه عن غيره من المخلوقات، وكان أوَّل مخلوق يُطلَق عليه اسمٌ على وجه الأرض من قِبل الله -سبحانه وتعالى-، كما أنّه وهبه خاصِّية تُمكِّنه من تمييز الأشياء عن طريق اسم، أو لقب يُطلِقُه عليها، وتوارثت الأجيال هذه الميِّزة، وأصبحوا يُطلِقون الأسماء المختلفة على أبنائهم، ذكوراً كانوا، أم إناثاً، علماً بأنّ اختيار هذه الأسماء يتمُّ بناءً على العادات التي كانت تسود في مجتمعاتهم؛ فقد كان البعض يُسمِّي الأسماء ذاتها التي يحملها آباؤهم، أو أجدادهم مع الحرص الشديد من قِبَلهم على أن يتميَّز الاسم بإشارات دالّة، ومُتوافقة مع عصرهم، كما أنَّهم كانوا يحرصون على تسميتهم بأسماء تحملُ معانٍ، وصفاتٍ يريدون وجودها في أبنائهم مُستقبلاً.
معنى اسم بدر
بَدْر لُغويّاً: اسم جمعه (بدور)، أو (أبدار)، ويعني: القمر ليلة كماله، وهو أيضاً: الغُلام المُكتمِل، وهو أيضاً: وادٍ يقع بين مكّة ، والمدينة، حيث وقعت فيه غزوة بَدْر المشهورة في الإسلام، وبدر التمام هو: قمر كامل الاستدارة، ويُقال أيضاً: ليلة البدر؛ أي الليلة الرابعة عشرة من الشهر الهجريّ، وقد ورد اسم بدر في قاموس معاني الأسماء، وتمّ تعريفه بأنَّه: اسم علم عربيّ، قد يكون مُذكّراً، وقد يكون مُؤنّثاً، حيث يتمّ إطلاقه على القمر حينما يكون مُكتملاً في ليلة الرابع عشر من الشهر الهجريّ، علماً بأنّ هذا الاسم كان موجوداً أيضاً مُنذ القِدم عند العرب، فقد كانوا يُطلقونه على العبيد السُّود، ثمّ أصبحوا بعد ذلك يُطلِقُونه على بعض الجواري، والقيان خاصَّتهم، ثمّ انتشر هذا الاسم فأصبحوا يُطلِقونه على نسائهم؛ بهدف المديح، فيقولون: (بدور)، كما أصبحوا أيضاً يُضيفون إليه كلمة الدين فيُصبح (بدر الدين)، وهو اسم للذكور فقط، علماً بأنَّ الأسماء التي تنتهي بكلمة (الدين) هي من الأسماء الإسلاميّة التي انتشرت في أواخر العُصور الإسلاميّة القديمة، فيُقال: بدراً مُنيراً؛ أي يملأ الدنيا ضياءً، ونوراً، وكذلك يطلق الأبوان هذا الاسم على ابنهم؛ رجاء أن يكون مُكتملاً، ومُتألِّقاً، ومُنيراً كالبدر، ويُقال أيضاً: بدر الدُّجى؛ أي قمر الظلام.
اسم بدر في القرآن الكريم
ورد اسم بدر في القرآن الكريم في كثير من المواضع للحديث عن غزوة بدر ؛ فقد ورد في سورة الأنفال ، وآل عمران، والحجِّ، والدخان، وغيرها من السُّوَر، إلّا أنَّ السورة التي ورد اسم بدر فيها بنسبة كبيرة هي سورة الأنفال، حتى إنَّه أُطلِقَ عليها من قِبل بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- اسم (سورة بدر)، وعن سعيد بن جُبير قال: (قلتُ لابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما: سورةُ الأنفالِ، قال: نزَلَتْ في بدرٍ)، حيث ذكرت السورة الخطّة التي استخدمها المُسلمون في الغزوة، وأعطت بعض النصائح، وحذَّرت المُؤمنين من الأخطاء التي يجب أن يتجنَّبوها خلال الغزوة، كما ذكرت تفاصيل هيئة الجُنديّ المُسلم، وما يجب أن يتحلّى به من صفات، مثل: الشجاعة، والجُرأة، وغيرها؛ لأنَّه يُقاتل لوجه الله -تعالى-، وليُعلِيَ اسم الله، ورَاية الإسلام عالياً، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الغزوة تُعتبَر أولى المعارك التي خاضها المُسلمون؛ لنصرة الحقِّ على الباطل، وردِّ طُغيان الكُفّار، حيث انتصر فيها المسلمون بالرغم من عددهم القليل، فكانت عِبرة، ودرساً، وذِكرى تتناقلها الأجيال عبر التاريخ.
آداب تسمية المولود
هنالك أحكام، وأصول من الواجب توفُّرها عند تسمية المولود، ومن هذه الأحكام ما يأتي:
- وقت التسمية: بيَّن الإسلام موعد تسمية المولود على ثلاث صُوَر كما يلي:
- تشريع إطلاق الاسم على الطفل فور ولادته، وفي اليوم ذاته.
- استحباب تسمية الطفل خلال ثلاثة أيّام من الولادة، وذلك إذا تعذَّرت تسميته في يوم ولادته.
- تسمية الطفل في اليوم السابع من ولادته، وذلك إذا لم يستطع الأهل تسميته من يوم إلى ثلاثة أيّام من ولادته.
- حقُّ التسمية: إنَّ إطلاق الاسم على الطفل من حقِّ الأب أوّلاً، فإذا حدث تنازُع بين الأب ، والأم على تسمية الطفل فالأحقِّية تكون للأب.
- نِسبة الطفل: يكون نَسَب الطفل حديث الولادة إلى أبيه، لا إلى أُمّه، ويتبيَّن ذلك في قوله تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّـهِ).
- الاختيار الحَسن للاسم: يجب على الآباء اختيار أسماء تكون حسنة اللفظ، ومعناها جميل ضمن المجتمع الذي يعيش فيه الطفل، ومن حقِّ الابن على أبيه أن يصطفيَ له اسماً ذا معنىً طيِّب، وحسن، فكلّما كان الاسم حسن المعنى انعكس ذلك على الابن، وعلى تصرُّفاته.
مراتب الأسماء استحباباً
هنالك أسماء يُستحبُّ التسمية بها أكثر من غيرها عند تسمية الطفل، ومن هذه الأسماء:
- التسمية باسمَي عبدالله، وعبدالرحمن؛ حيث إنّهما من الأسماء المُحبَّبة عند الله، فقد ميَّزهما؛ لاحتوائهما على وصف العُبوديّة .
- التسمية بالتعبيد لأيّ من أسماء الله الحُسنى ، مثل: عبدالكريم، وعبدالملك، وغيرها.
- التسمية بأسماء الأنبياء ، وأفضلها اسم النبيّ مُحمَّد -صلّى الله عليه وسلَّم-.
- التسمية بأسماء الصالحين من المُسلمين، والصحابة هم أفضل الصالحين، وخيرهم، مثل: خالد، وعُمر، وغيرهما.