معنى اسم الله السميع
معنى اسم الله السميع
على المسلم أن يبذل أقصى جهوده في محاولة التعرّف على أسماء الله والعيش معها وتلمُّس آثارها؛ والطريق الصحيح لمعرفة أسماء الله -عز وجل- وفهمها هو تدبّر آيات القرآن الكريم وفهم السنة النبوية، ومن هذه الأسماء هو اسم الله السميع، وقد ورد ذكر اسم الله السميع في القرآن الكريم خمساً وأربعين مرة.
فقد قال -تعالى-: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، ومعناه أنّ الله -جل جلاله- يسمع ويُجيب، فإنه -سبحانه- لا تخفى عليه الأصوات ولا الحركات، يعلم السّر وأخفى، فهو سميع ذو سمع بلا تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه.
قال الخطابي: السميع أبلغ في الصفة من معنى السامع؛ لأن بناء فعيل يدل على المُبالغة، وهو الذي يسمع السر والنجوى، يستوي عنده -جل جلاله- الجهر والخفت، والنطق والسكوت.
أنواع سمع الله
كثيراً ما يُقرن بين صفتي السمع والبصر لله -عز وجل-؛ وذلك لأن كل من هذه الصفتين تُحيط بجميع المتعلقات الظاهرة والباطنة، فالسميع يعني أن الله -جل جلاله- أحاط سمعه بكل شيء، لا تخفى عليه اللهجات، ولا تتعدد عليه الأصوات، وسمعه -تعالى- نوعان:
- سمعه وإحاطته بجميع الأصوات الظاهرة والباطنة.
- سمعه لدعاء الداعين والمحتاجين إليه فيستجيب لهم ويرزقهم الثواب، فقد قال -تعالى-: (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ).
دليل على اسم الله السميع
من أعظم الأدلة على اسم الله السميع قصة الصحابية خولة بنت ثعلبة -رضي الله عنها- مع زوجها، حين أتت تشتكي للنبي من زوجها الذي ظاهرها، وما هي إلا لحظات حتى نزلت الآيات تُجيبها على ما كانت تشتكيه لرسول الله، فقال -تعالى-: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ* الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ).
فتقول عائشة -رضي الله عنها- عن هذه القصة: "تبارك الله الذي وسع سمعه كل شيء، لقد جاءت المجِادلة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تكلّمه وتُجادله وأنا في ناحية البيت ما بيني وبينها إلا ستار، والله ما سمعت شيئاً من كلامها" .
ثمرة معرفة اسم الله السميع
من عاش بمعنى اسم الله السميع فإنه سيعيش كل تفاصيل حياته بمراقبة تصرفاته الظاهرة والباطنة، وسيسير خائفاً من الله يستحي أن يعصيه أو أن يُخالف أوامره، لأنه يعلم أنه بمرأى من سمع الله وبصره.[ مرجع]
فثمرة معرفة اسم الله السميع هو مراقبة أمر الله وتدبُّر كل ما يحدث حوله، فلا يدع شيء إلا ويكون له فيه عبرة، وسيتعامل مع القرآن وآياته بطريقة أُخرى فسيتدبّر آياته، وسيُحسن التوجه لله والدعاء إليه ليقينه أنّ الله يسمعه وسيستجيب له بكل ما فيه خير له في دينه ودنياه. [مرجع]