معنى اسم الله الرؤوف
معنى اسم الله الرؤوف
الرؤوف اسم من أسماء الله الحسنى ، والرؤوف: ذو الرأفة، أي: شديد الرّحمة، أو ذو رحمة واسعة، وهي أعلى معاني الرحمة وأرقّها، وأصل (رأف): يدلّ على رقّة ورحمة، والرؤوف شديد الرأفة على وزن فعول، وهو المبالغ في رحمته بعباده والذي يمن بالعطف ع لى المُذنبين بمنحهم التَّوبة وستر عيوبهم، والذي يخفِّف عن عباده بعدم فرض ما يشقّ عليهم من العبادات.
اسم الله الرؤوف في القرآن
ورد اسم الله الرؤوف في القرآن الكريم في عدة آيات:
- (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).
- (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).
- (وَتَحمِلُ أَثقالَكُم إِلى بَلَدٍ لَم تَكونوا بالِغيهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُم لَرَءوفٌ رَحيمٌ).
- (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).
اقتران اسم الله الرؤوف مع اسم الله الرحيم
اقترن اسم الله الرؤوف مع اسم الله الرحيم في عدة آيات، قال ابن عبّاس -رضي الله عنهما-: "وفي الجمع بينهما دلالة على أنّ في كلّ منهما معنى ليس في الآخر على نحو ما ذكره أهل العلم"، و قد جاء اسم الرؤوف متقدمًا على الرحيم فيها جميعًا، وقد قارن المفسرون بين هذين الاسمين ودرسوا سبب تقدم الأول.
الفرق بين الرؤوف والرحيم
الرؤوف بمعنى الرحيم مع المبالغة في الرحمة، والرؤوف صيغة مبالغة دلت على الكثرة فيكون معناه كمال الرأفة والعطف، أما الرحيم صفة مشبهة تدل على الملازمة والثبات، فيكون معناه الرحمة الدائمة، و من الاختلاف أيضا أن الرحمة تكون مع الكراهة، ولا تكون الكراهة مع الرأفة، وأن الرأفة سعي لرفع الضرر والرحمة سعي لجلب المنفعة، والرأفة رقة تكون عندما يُضر المرؤوف به، والرحمة رقة بالإحسان للمرحوم، والرأفة إحسان أصله شفقة المحسن -الرؤوف- والرحمة إحسان لفاقة المحسن إليه -المرحوم-.
لماذا تقدم الرؤوف على الرحيم؟
تقدمت الرؤوف على الرحيم في كل مواضع ورودها في القرآن؛ لأن الرأفة في إزالة الضرر والرحمة في إيصال الخير كما تقدم، فقدمت السلامة -إزالة الضرر- على الغنيمة -إيصال الخير-.
ثمرات اسم الله الرؤوف
لاسم الله الرؤوف أثر في قلب المسلم، لما فيه من معنى الرحمة، ومن هذه الثمرات:
- إنزال الطمأنينة في قلب المسلم، وإفاضة الرضى والثقة و اليقين .
- الله رحيم بالمؤمنين في الدنيا والآخرة.
- الرأفة عامة لجميع الخلق في الدنيا وللبعض في الآخرة.
- مقدار رأفة الله بالعباد تكون على قدر أعمالهم.
- من رأفة الله بعباده أن هداهم إلى الصراط المستقيم.
- إنّ الرأفة لا تكون في مضيعة الدين (وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).
- من معاني الرؤوف المتساهل على عباده، فلم يحملهم ما لا يُطيقون، بل خفف عنهم أقل مما يُطيقون بكثير.