شرح حديث خيركم خيركم لأهله للأطفال
شرح حديث (خيركم خيركم لأهله) للأطفال
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي)، وراوية هذا الحديث هي أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وهي أم المؤمنين وزوجة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أي إنها أقرب الناس إليه، وأكثرهم تعاملًا معه، وهي تروي هذا الحديث وقلبها مصدق له؛ لأنه يروي واقع الحال.
وهذا الحديث يحثّ فيه خير الناس وهو الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكون أوّل المستفيدين من خير المسلم هم أهله، وقد أرشد النبي المسلم للاقتداء به، فخيره وأخلاقه الحسنى يبذلها لأقرب الناس إليه أولًا، ثم لمن بعدهم، فتكون أخلاقه حسنى مع جميع الناس ابتداءً بأقرب الناس إليه؛ أهله فالأقرب والأقرب، ومعنى حسن الخلق مع الناس: كفّ الأذى، وبذل الخير، والصبر على أذاهم، ومعاملتهم بالحسنى.
وهذا الحديث يخالفه الكثير من الناس للأسف، فمنهم من تكون أخلاقه حسنى مع الناس، ولكنه سيِّئ الخلق مع أهله، وهذا خطأ لأن أحقّ الناس بالإحسان هم الأهل، فهم الذين يرافقونه في كل زمان، وإن أصابه أي شيء أصابهم معه من الأذى كالذي يتحمّله، فينبغي أن تكون معاملته مع أهله خير من معاملته مع بقية الناس.
وأفضل الناس وَأَخْيرُهُم هو صاحب الخير والفضل لأهله، فالرجل المتزوج إذا كان خيره عائداً على أمّه وأبيه وزوجته وأولاده؛ فسيُحسن معاملة جميع الناس بعد ذلك، وكذا الطفل فخيره لأمه وأبيه وإخوته وأخواته من باب أولى، فإن لم يكن في الإنسان خير لأولئك الذين أحسنوا إليه وأعطوه ومنحوه من أوقاتهم وأموالهم بل وصحتهم فأي خير يُرجى منه لغيره؟!
نماذج من الخير مع الأهل للأطفال
هناك العديد من الأمثلة التي يُمكن للأهل نقاشها مع الأطفال وبيان مكانتها العظيمة، بالإضافة إلى تطبيقها أمامهم ليكون لها الأثر العظيم في نفوسهم، فيقدّموها هم لأهلهم، ومن ذلك ما يأتي:
- الكلمة الطيبة وخفض الصوت أثناء الحديث مع الأم والأب والإخوة والأخوات.
- الإيثار والمشاركة في الأدوات والألعاب، وترتيب الأدوار بين اللعب أو الدراسة والرسم ونحوها، وبذلك يهدأ البيت من النزاعات التي لا داعي لها.
- المساعدة في ترتيب البيت وخصوصًا فيما يتعلق بالطفل من غرفته، أو أدوات الطعام التي استخدمها، وغير ذلك، وهذا يساعد على بناء شخصية الطفل ، ويقوي اعتماده على نفسه، ويخفف من التزامات الأهل في البيت.
- مساعدة الإخوة الأصغر في قراءة قصة أو تعلم بعض الأحرف والكلمات، أو المساعدة في الدروس بشكل عام.
- مساعدة الوالد في حمل الأغراض وترتيبها في الأماكن المخصّصة.
حسن الخلق خير ما ينشأ الطفل عليه
إنّ من أفضل ما يمكن أن يُنَشَّأَ عليه الطفل مكارم الأخلاق ومعرفة الحقوق والواجبات، ومتى تعوّد عليها في البيت صارت له عادة مع كل الناس، ومن ذلك أن يعرف حقوقه، ويدافع عنها باحترامٍ وأدبٍ، فهذا لا ينافي حسن الخلق، ومنه أيضاً أن يتعلّم أنّ الشّتم في البيت ممنوع، ولا يستخدمه في أيّ مكان، وأن يحترم الكبير ويساعد في تقديم الضيافة للكبار، وغير ذلك من الأخلاق.