ديسك الرقبة والدوخة
ديسك الرقبة والدوخة
لتوضيح العلاقة بين ديسك الرقبة والدوخة تجدر الإشارة إلى أنّ مصطلح الدوار العنقي (بالإنجليزية: Cervical vertigo) يستخدم للتعبير عن الدوخة التي تحدث نتيجة الإصابة بتشوهات في الرقبة، أو أمراض هيكلية أو وظيفية، ولوصف هذه الحالة بشكلٍ دقيق فقد يطلق عليها الأطباء مصطلح الدوخة العنقية (بالإنجليزية: Cervicogenic dizziness) أو دوار الحس العميق (بالإنجليزية: Proprioceptive vertigo)؛ إذ يشار إلى أن زيادة الضغط على العصب الموجود في الرقبة قد يؤدي إلى الشعور بالدوخة والذي قد يحدث بسبب تحريك الرقبة بطريقة معينة أو اتخاذ وضعية ما، كما يجدر بالذكر أن مصطلح الدوخة أو الدوار يستخدم من قبل المصابين للتعبير عن إحساسهم الذاتي بتحرك أو دوران المحيط من حولهم.
أسباب ديسك الرقبة والدوخة
قد يكون التقدم في السن أحد عوامل الخطر التي قد ترفع فرصة الإصابة بالدوار العنقي؛ إذ إنّ الإنهاك العام والمستمر لعضلات الرقبة مع مرور الزمن قد يزيد من الضغط والإجهاد الواقع عليها، وفي الواقع يوجد عدد قليل من الأسباب المحتملة لحدوث الدوار العنقي؛ إذ إنّ العديد من الأسباب ترتبط إما بالتعرض لإصابات في الرقبة، وإما إصابات مزمنة وطويلة الأمد، وبشكلٍ عام فإن العوامل والمشاكل الصحية التي تتسبب بحدوث أعراض من ضمنها الدوار العنقي قد تؤدي في الحقيقة إلى حدوث اختلال في إشارة واحدة أو أكثر من الإشارات التي ترسلها العضلات والأعصاب والمفاصل الموجودة في الرقبة إلى الجزء السفلي من الدماغ والأذن الداخلية حول اتجاه ووضعية الجسم؛ إذ يشار إلى أنه في الوضع الطبيعي يتم إرسال هذه الإشارات بهدف الحفاظ على توازن الجسم وتناسق حركته، وفيما يأتي بيان هذه العوامل والأسباب بشيء من التفصيل:
القرص المنزلق
بالرغم من أن الإصابة بالقرص المنزلق أو ما يعرف بالقرص المنفتق (بالإنجليزية: Herniated disc) تحدث بشكلٍ أكثر شيوعًا في مناطق أسفل الظهر؛ إلّا أنها قد تحدث أيضًا في أي مكان آخر في العمود الفقري بما في ذلك الرقبة، وينجم انفتاق القرص عن اندفاع وتحرك المركز الأكثر ليونة في القرص الفقري من خلال شق في العمود الفقري، ويُشار إلى أن الأعراض تتفاوت في ظهورها؛ فقد لا يُعاني البعض في معظم الحالات من أي أعراض، بينما في حالات أخرى قد يضغط القرص المنزلق على العصب أو الشريان ويسبب أعراضًا قد تتضمن الدوار العنقي.
الوضعية السيئة للجسم
يُشار إلى أن الوضعية السيئة للجسم، مثل: الجلوس بوضعية سيئة أو ثني العنق إلى الأمام عند النظر إلى الأجهزة الكهربائية أو قراءة الكتب قد تساهم مع مرور الوقت بالإصابة بالدوار العنقي؛ إذ قد تنضغط فقرات العنق ، مما قد يتسبب بزيادة الضغط على شرايين الرقبة، والذي قد ينجم عنه الشعور بألم في الرقبة بالإضافة إلى الدوار.
ضعف إمدادات الأوعية الدموية
قد ينخفض تدفق الدم عند اتخاذ وضعية معينة للرقبة أو أداء حركات معينة في الرقبة، وذلك بسبب حدوث ضغط، أو تشنج، أو تسلخ في الشرايين الفقرية، ويمكن تعريف التسلخ الشرياني ( بالإنجليزية: Arterial dissection) بأنه حدوث تمزق في جدار الشريان مما يتسبب بدخول الدم بين طبقات الشريان.
الأسباب الأخرى
بالإضافة إلى الأسباب السابقة توجد أسباب أخرى لحدوث الدوار العنقي، وفيما يأتي بيانها:
- المعاناة من الفُصال العظمي (بالإنجليزية: Osteoarthritis) وأمراض القرص التنكسي (بالإنجليزية: Degenerative disc diseases) الأخرى؛ إذ قد يتسبب التآكل والتمزق الناجم عن هذه المشاكل الصحية بانزلاق الفقرات من مكانها؛ مما يؤدي إلى الضغط على الأعصاب وإعاقة التروية الدموية.
- تسرب السائل الدماغي النخاعي (بالإنجليزية: Cerebrospinal fluid) واختصارًا CSF، والذي قد يحدث نتيجة حدوث تمزق في الغلاف المحيط لجذر العصب العنقي؛ مما يسبب أعراضًا، مثل: الدوخة والصداع.
- الخضوع للجراحة والتعرض للإصابات؛ إذ يمكن أن يعيق ذلك من تدفق الدم أو قد يتسبب بتلف الأعصاب التي تساعد على إرسال إشارات إلى الدماغ.
علامات وأعراض ديسك الرقبة والدوخة
يرتبط الدوار العنقي عادةً بالدوخة التي تحدث بسبب القيام بحركة مفاجئة بالرقبة وخاصةً عند دوران الرأس، ويُشار إلى أن الدوخة قد تستمر لعدة دقائق أو قد تصل إلى عدة ساعات، كما أن الأعراض الناجمة عن الدوار العنقي قد تتفاقم في بعض الأحيان بعد ممارسة التمارين الرياضية، والحركة السريعة والمفاجئة، والعطس أحيانًا، كما تسوء الأعراض أيضًا مع استخدام الكمبيوتر، والقراءة، وزيادة النشاط الحركي، وإبقاء الرقبة بوضعية ثابتة لوقت طويل من الزمن، وفي نهاية اليوم، ويجدر بالذكر أنه عند انخفاض شدة ألم الرقبة فإن الدوخة قد تبدأ أيضًا بالانحسار والاختفاء تدريجيًا، وفيما يأتي بيان الأعراض الأخرى المرافقة للدوار العنقي:
- الصداع.
- الشعور بألم في الأذن أو المعاناة من الطنين.
- الشعور بألم في الرقبة .
- فقدان التوازن عند المشي، أو الجلوس، أو الوقوف.
- الشعور بالوهن والضعف.
- المعاناة من مشاكل في التركيز.
- الغثيان.
- التقيؤ .
- تشوش الرؤية.
تشخيص ديسك الرقبة والدوخة
في العادة يتم تشخيص الدوار العنقي من خلال إجراء فحص بدني كامل للشخص المعنيّ، وأثناء هذا الفحص سيطلب الطبيب من المصاب تحريك وتدوير رأسه؛ إذ قد يتم تشخيص الإصابة بالدوار العنقي إذا كانت لدى المصاب حركة عين متقطعة أثناء تدوير الرأس، كما يشار أيضًا إلى أن الطبيب قد يوصي بإجراء اختبارات التصوير لتأكيد التشخيص وتحديد أيّ مشاكل صحية أو أمراض قد تؤثر في الرقبة، ومن هذه الفحوصات: التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging) واختصارًا MRI، أو التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays)، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، أو غيرها من الفحوصات المتخصصة الأخرى.
علاج ديسك الرقبة والدوخة
يعتمد علاج الدوار العنقي على تحديد السبب الكامن وراءه حدوثه؛ فمثلًا عند المعاناة من ألم في الرقبة، أو مرض تنكسي في الرقبة فإنه يجدر اتباع تعليمات الطبيب والخطة العلاجية الموصوفة والتي تتضمن أدوية لتخفيف أعراض الدوار، وتقليل الألم والضغط الواقع على الرقبة، وتشمل الأدوية الشائعة ما يأتي:
- مرخيات العضلات: (بالإنجليزية: Muscle relaxants) والتي تشتمل على دواء سيكلوبنزابرين (بالإنجليزية: Cyclobenzaprine)، ودواء ميتاكسالون (بالإنجليزية: Metaxalone)، ودواء تيزانيدين (بالإنجليزية: Tizanidine)، ودواء باكلوفين (بالإنجليزية: Baclofen).
- مسكنات الألم: (بالإنجليزية: Analgesics) والتي تتضمن الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Non-steroidal anti-inflammatory drugs) واختصارًا NSAIDs، مثل: دواء آيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) ودواء نابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
- الأدوية المضادة للدوخة: (بالإنجليزية: Anti-dizziness drugs)، ومنها: دواء ميكليزين (بالإنجليزية: Meclizine)، ودواء ديمينهيدرينات (بالإنجليزية: Dimenhydrinate)، ودواء أميتريبتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline).
كما يجدر بالذكر ضرورة استشارة الطبيب حول إمكانية الخضوع للعلاج الفيزيائي (بالإنجليزية: Physical therapy)، والذي قد يُنصح به في بعض الحالات لتحسين نطاق حركة الرقبة وتحسين مقدار التوازن في الجسم، ويشمل العلاج الفيزيائي تمارين الإطالة، والتدريب على الوضعية الصحيحة للرقبة، وتطبيق الكمادات الساخنة.